مشروع ازدواج قناة السويس: كيف سيعود بالنفع على الاقتصاد المصري؟
بين ضفتي التاريخ والمستقبل، تمتد قناة السويس كواحدة من أهم الممرات المائية في العالم، لكنها اليوم تدخل مرحلة جديدة من التطوير والتوسع.
مشروع ازدواج قناة السويس ليس مجرد عملية هندسية، بل خطوة استراتيجية تعزز مكانة مصر كمركز رئيسي للتجارة العالمية.
أعلن رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، بدء التشغيل الفعلي لمشروع ازدواج قناة السويس، بعد أن طورت مصر القطاع الجنوبي للقناة.
كيف سيؤثر هذا المشروع على حركة الملاحة؟ وما الفوائد الاقتصادية التي ستجنيها مصر من هذه الخطوة الطموحة؟
في هذا التقرير، نستعرض كيف يمكن لهذا التطوير أن يسهم في زيادة العائدات، تقليل أوقات العبور، وجذب المزيد من الاستثمارات العالمية.
لا تفوّت قراءة: هل يصبح إعمار غزة حقيقة؟ هشام طلعت مصطفى يكشف خطته بقيمة 27 مليار دولار في 3 سنوات!
ما الذي نعرفه عن مشروع ازدواج قناة السويس؟
في إطار تطوير البنية التحتية، أعلنت هيئة قناة السويس عن مشروع توسعة جديد يعزز مكانتها كمركز عالمي للملاحة البحرية.
وفي السياق ذاته، تمت زيادة طول القناة إلى 82 كيلومترًا بدلًا من 72 كيلومترًا، عبر إضافة 10 كيلومترات من الازدواج.
زيادة القدرة الاستيعابية وتحسين الملاحة
نتيجة لهذا المشروع، ارتفعت القدرة الاستيعابية للقناة، مما يتيح عبور 6 إلى 8 سفن إضافية يوميًا دون تأخير.
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الخرائط الجديدة توسعة 40 مترًا شرقًا وإضافة 10 كيلومترات من الازدواج في البحيرات المرة الصغرى.
تقليل زمن العبور وتعزيز حركة التجارة
بفضل هذه التوسعة، يمكن للسفن العبور في الاتجاهين دون توقف، مما يقلل الحاجة إلى مناطق الانتظار داخل القناة.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى القناة ضمن رؤية 2030 للوصول إلى الازدواج الكامل، مما يسمح بمرور أكثر من 170 سفينة يوميًا.
انعكاسات اقتصادية إيجابية
مع تزايد حجم التجارة العالمية، تسهم هذه التحسينات في رفع القدرة الاستيعابية للقناة وزيادة تدفق السفن بشكل أكثر كفاءة.
وبالتالي، يؤدي هذا التطوير إلى ارتفاع العائدات بالعملة الصعبة، مما يعزز الدخل القومي المصري ويدعم الاقتصاد بشكل مستدام.
مشاريع توسيع وتعميق إضافية
إلى جانب الازدواج، تشمل الخطة توسيع وتعميق 30 كيلومترًا من الكيلو 132 إلى الكيلو 162، لاستيعاب السفن الأكبر حجمًا.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل هذا المشروع خطوة حاسمة لترسيخ دور القناة كمحور رئيسي للتجارة الدولية، وتعزيز مكانتها عالميًا.
لا تفوّت قراءة: مجمع التحرير يتحول لفندق فاخر: 10 حقائق مذهلة تجعل أوتوجراف وجهتك القادمة
مشروع ازدواج قناة السويس بأيادٍ مصرية 100%
أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن مشروع ازدواج القناة بالقطاع الجنوبي نُفذ بالكامل بأيادٍ مصرية وبتمويل محلي دون تحميل الدولة أي أعباء بالعملة الصعبة، إذ جرى تمويله من الميزانية الاستثمارية للهيئة، بعيدًا عن ميزانية الدولة.
نقلة نوعية في الأمان الملاحي
وأشار ربيع إلى أن المشروع يمثل تطورًا استراتيجيًا يسهم في تعزيز الأمان الملاحي داخل القناة، من خلال تقليل تأثير التيارات المائية والهوائية على السفن العابرة، مما يرفع كفاءة العبور ويحدّ من المخاطر المحتملة.
إصرار على الاستمرار رغم التحديات
وأوضح رئيس الهيئة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شدد على ضرورة مواصلة العمل بالمشروع رغم تراجع أعداد السفن والعائدات خلال فترة الأزمة العالمية.
وأكد ربيع: “لما عدد السفن في قناة السويس قل والعائد انخفض، الرئيس السيسي قال لي: أوعى توقف مشروع ازدواج القناة، نشتغل كأنه مفيش حاجة حصلت، علشان لما تعود الحركة لطبيعتها نبقى جاهزين، ومنوقفش أي مشاريع علشان اللي حصل موقف طارئ وهيعدي”.
هذا الإصرار على الاستمرار في التطوير رغم التحديات يعكس رؤية استراتيجية تجعل قناة السويس في مقدمة الممرات المائية العالمية، قادرة على استيعاب الزيادة المتوقعة في حركة التجارة الدولية، وتعزيز إيرادات الاقتصاد المصري.
لا تفوّت قراءة: دروس في القيادة: 10 أخطاء شائعة يرتكبها المديرون عند فصل الموظفين
خسائر قناة السويس بسبب التحديات الإقليمية
كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريحات سابقة أن مصر فقدت نحو 7 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس خلال عام 2024، ما يمثل تراجعًا بأكثر من 60% مقارنة بعام 2023، نتيجة للتحديات الإقليمية التي أثرت على حركة الملاحة العالمية.
الهجمات الحوثية وتأثيرها على التجارة الدولية
جاء هذا الانخفاض بعد أن شنت جماعة الحوثي اليمنية قرابة 100 هجوم على السفن المارة عبر البحر الأحمر، وذلك عقب عملية طوفان الأقصى.
هذه الهجمات دفعت العديد من شركات الشحن الكبرى إلى تحويل مسارات سفنها بعيدًا عن قناة السويس، متجهة إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وهو ما تسبب في:
- تباطؤ حركة التجارة العالمية نتيجة تأخير عمليات التسليم.
- زيادة تكاليف النقل والشحن، مما انعكس سلبًا على الاقتصاد العالمي.
ورغم هذه التحديات، تواصل مصر تنفيذ خطط تطوير قناة السويس، مثل مشروع الازدواج والتوسعة في القطاع الجنوبي، لضمان جاهزية القناة لاستيعاب الزيادة المستقبلية في حركة التجارة العالمية واستعادة معدلات العبور إلى مستوياتها السابقة.