محمد رحيم: مُلحن جعل النجوم يتألقون ولكن عانى من التهميش
محمد رحيم، الملقب بـ”بليغ حمدي الجيل” من قبل زملائه، هو واحد من أبرز الأسماء في الموسيقى العربية.
يحمل الملحن محمد رحيم لقب صاحب أكثر عدد من الأعمال المؤثرة في مصر والوطن العربي.
رغم أن اسم محمد رحيم قد لا يكون قد نال الشهرة الواسعة التي يستحقها في الوسط الفني، إلا أن أعماله كانت دائمًا حاضرة في قلوبنا.
تلحينه لعدد من الأغاني التي عشقناها مع كبار النجوم مثل عمرو دياب، شيرين عبد الوهاب، وإليسا، جعل من هذه الأغاني علامات فارقة في تاريخ الموسيقى العربية.
رحيم كان وراء إبداع ألحان ساهمت في صناعة نجوم كبار، وخلقت لحظات موسيقية لا تُنسى، لكنه للأسف لم يحصل على التقدير الذي يستحقه.
معاناة نفسية انتهت بذبحة صدرية
بدأ رحيم مسيرته الفنية في سن مبكرة، وكان له بصمة واضحة في عالم الموسيقى، لدرجة أنه أصبح أول مصري وعربي يحصل على درع التكريم الماسي من جمعية المؤلفين والمبدعين الفرنسية.
رغم النجاحات الكبيرة التي حققها، تحدث البعض عن معاناته النفسية في سنواته الأخيرة، حيث شعر بالتهميش الفني، ما أثر على حالته النفسية.
في النهاية، اختتمت مسيرته بشكل مفاجئ بعد رحيله عن عمر 45 عامًا، إثر إصابته بسكتة قلبية، تاركًا وراءه إرثًا موسيقيًا لا يُنسى.
محمد رحيم: مبدع عانى من التهميش الفني
بعد وفاة الملحن محمد رحيم، كشف أحد أصدقائه عن الأزمة التي مر بها، والتي بدأت بسبب التهميش من زملائه في الوسط الفني.
كان محمد رحيم دائم الشكوى من أنه لا يحصل على حقه الأدبي والمعنوي من النجوم الذين قدم لهم ألحانًا حققت نجاحات.
وأعرب عن حزنه لعدم ذكر اسمه في الحفلات الغنائية أو البرامج التلفزيونية.
وكان رحيم يتساءل دوما: “لماذا لم يفعل معي هؤلاء النجوم مثلما يفعلون مع زملائي! هل أنا أقل منهم موهبة أم أنني رجل طيب لا يهتم المطربون بغضبي!”
هذا التجاهل أثر بشكل كبير على حالته النفسية، حتى تطور الأمر وأدى إلى إصابته بذبحة صدرية في يونيو الماضي
محمد رحيم مات من عدم التقدير
بعد وفاة محمد رحيم، أكد الشاعر بهاء الدين محمد أن رحيله كان نتيجة الضغط النفسي، قائلاً: “محمد رحيم ارتاح خلاص، تمن الضغط على الإحساس الموت”.
من جانبه، عبّر المخرج محمد العدل عن استيائه من تجاهل الفنانين الحقيقيين، وكتب: “محمد مات من عدم التقدير .. مات من المحسوبية والمجاملات والتريند الزائف”.
وأضاف العدل تساؤله: “امتى الفنان الحقيقي في الزمن ده هياخد حقه؟”، مشيرًا إلى عدم تقدير المبدعين في ظل الظروف الحالية.
ملحن أغاني صنعت شعبية ونجومية
بدأ محمد رحيم مسيرته الفنية من خلال موقف جمعه بالموزع الموسيقي حميد الشاعري، حيث عرض عليه بعض أعماله الموسيقية.
وبفضل إصراره وشغفه، حصل على فرصته الذهبية عندما أعجب الفنان عمرو دياب بلحنه في أول لقاء بينهما.
كانت تلك اللحظة بداية انطلاقته كأحد أبرز الملحنين في الساحة الفنية.
عمرو دياب: وغلاوتك
انطلقت مسيرة محمد رحيم الفنية مع أغنية “وغلاوتك” التي لحنها لعمرو دياب في ألبوم “عودوني” عام 1998، وكان حينها في التاسعة عشرة من عمره.
تُعد أغنية “حبيبي ولا على باله” من أشهر الأعمال التي قدمها عمرو دياب، والتي حصد من خلالها جائزة الموسيقى العالمية.
واصل رحيم التعاون مع دياب، مقدمًا العديد من الأغاني الناجحة مثل “غلاوتك”، “لو عشقاني”، “كل حياتي”، و”وحكايتك إيه”، مما عزز مكانته كأحد أبرز الملحنين في الوطن العربي.
شيرين عبد الوهاب: مشاعر
من أبرز أعمال محمد رحيم أيضًا، أغنية “مشاعر” للفنانة شيرين عبد الوهاب، التي حققت نجاحًا كبيرًا وحققت أكثر من 300 مليون مشاهدة حتى الآن.
إليسا: أجمل إحساس
كما شارك محمد رحيم في مرحلة مهمة من مسيرة إليسا من خلال لحنه لأغنية “أجمل إحساس”، التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا منذ أكثر من 22 عامًا.
بهاء سلطان: الواد قلبه بيوجعه
سجل محمد رحيم حضوره المميز مع المطرب بهاء سلطان في ألبومه الشهير “كان زمان”، لكن تبقى أغنية “الواد قلبه بيوجعه” هي الأكثر شهرة ونجاحًا بين أعماله.
محمد منير: يونس
مع محمد منير، قدم محمد رحيم أشهر أغانيه مثل “يونس”، “قلبي ما يشبهنيش”، و”كل المفروض مرفوض”.
كما تعاون مع إيهاب توفيق في “يا سلام”، “حبك علمني”، و”آه يا ناري”، ومع أمال ماهر في “تتصوروا” و”السؤال في كلمتين”.
أما مع تامر حسني، فقد أبدع في أغانٍ مثل “رسمي نظمي فهم”، “أنت واحشني”، و”صحيت على صوتها”.
ألحان تركت بصمة في قلوبنا
هذه لمحة عن جزء من أشهر أعمال محمد رحيم مع الفنانين المصريين والعرب، أعمال تركت بصمة واضحة وحققت شهرة واسعة.
كل أغنية ارتبطت مع جمهورها بذكرى خاصة وحالة عاطفية فريدة، حيث ساهم رحيم في إظهار نجومه المفضلين في أفضل صورهم. ولكن رغم هذا النجاح الكبير، عانى رحيم من التهميش الفني الذي لم يجد له تفسيرًا.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: من “فاطمة” لـ”أم كلثوم”: لماذا يلجأ النجوم إلى تغيير أسمائهم؟