ليه احنا ممتنين لوجود المطر في حياتنا؟ وإيه سر ريحته اللي بنستنى كل شتا علشانها؟
من أسباب حبنا الأساسية للشتا واللي بتخلينا نستنى كل شتا علشانها هي المطر! ناس كتير بتحب إحساس المطر لما بيلمس وشها أو لما بترسم على الإزاز بالبخار بتاعه، هما بيحبوا الحالة اللي بيعملها في الشوارع وقت لما بيبتدي ولحد ماينتهي، بيغنوا له أغاني، وفي مشاهد الحب والدراما في السينما بيبقى هو البطل! المشاهد الفاصلة والمهمة هتلاقي دايمًا إن فيها مطر، وهتلاقي إن في ناس بتبقى زيّ الأطفال وبتلعب وبتجري تحته، وناس بتعتبره خير لينا وللأرض وللزرع، وناس بتشوفه من ناحية دينية وبتعتبره رسالة وتبدأ تدعي ربنا بأي حاجة نفسها تتحقق!
ومن أهم الأسباب اللي بتخلي الناس تحبه وتتعلق بيه هو ريحته! أيوة ريحته! ريحة الشوارع والشجر بعد ما المطر بيخلص، من الحاجات النادرة واللي صعب تلاقيها طول السنة، صعب تشم الريحة دي إلا لما الدنيا تمطر! بس ماحدش سأل قبل كده هو في سبب علمي وطبيعي ورا الريحة دي؟ في الحقيقة إنه أه الموضوع له سبب مش مجرد إحساس عابر كده بنحسه وبيبسطنا علشان احنا بنحب الشتا. طب إيه هي الأسباب دي؟
في الأول ريحة المطر اسمها pertichor بتريكور أو عطر الأرض، واللي الناس ماتعرفوش إن الريحة دي مش ريحة واحدة، لأ دي مركبة من مجموعة من الروائح، وسببها إن النباتات في فترة الجفاف أو في الصيف بتفرز زيوت عطرية بتخفف من تبخر المياه من الأوراق وبتفضل الزيوت دي على الأوراق أو ممكن يسقط بعضها على التربة، وبالتالي هتأخر نمو البذور لحد ما المطر ييجي، وإضافة على ده إن فيه بكتيريا موجودة في الأرض بتنتج مركبات كيميائية معينة ولما المطر بينزل المركبات دي بتنتشر في الجو مع الزيوت العطرية اللي بتنتجها النباتات على شكل فقاعات صغيرة. وبالنسبة للريحة التالتة هي ريحة الأوزون اللي ببيجي من طبقات الجو مع المطر واللي بتبقى شبه ريحة الكلور المخفف.
وفي الأخر تعددت الأسباب وريحة المطر لسه بنحبها! لإنها موروثة من واحنا صغيرين وكبرنا عليها، وبتعمل لنا نوع من أنواع الراحة النفسية أول ما بينزل وعلشان كده لام نبقى ممتنين لوجود حاجة زيّ دي في حياتنا!