قصف مستشفى شهداء الأقصى: بخليط من الريبة والقلق “هل اعتدنا المشهد؟”

قصف مخيمات نازحين في مستشفى شهداء الأقصى، المشهد يبدو مرعبًا؛ جثث متفحمة واستغاثات ونيران من كل جانب وشهداء جدد وأكثر من 40 خيمة التهمتها النيران بما فيها، ومشاهد تشبه قصف المستشفى المعمداني التي وقعت في بداية الحرب على غزة وأبكت قلوبنا جميعًا، والبعض قال أنه حلم بكوابيس بمجرد مشاهدتها ومشاهدة الأطفال وهي جثث متفحمة في مدارس النازحين وقطع الخبز في أيديهم.

فهل تتذكر الطفلة صاحبة قطعة الخبز التي استشهدت والخبز في إيديها؟ تتذكر كيف استقبل العالم هذه الصورة؟ أو عندما حمل شخص أشلاء أولاده في كيس بلاستيكي أو حين سمعنا صرخات أم وهي تقول “الولاد ماتوا بدون ما يأكلوا”.

أتذكر الآن وأنا أحكي هذه المشاهد حجم الغصات التي كانت ترافقني بسبب هذه المشاهد وقتها، ولكن الآن وبعد عام عندما قرأت خبر قصف المخيمات الذي وقع ليلة أمس تخطيته كأنه خبر عادي وانتقلت على الخبر التالي ربما أجد شيء جديد غير القصف، فما الجديد في قصف مستشفى أو مخيم أو جامع أو منزل؟ فهي أصبحت مشاهد يومية اعتيادية، وبعدها اكتشفت أن المشكلة الحقيقة أصبحت فينا، فالعدو واحد لا يتغير ولا تتغير مشاعره تجاهنا ولكن أصبحنا نحن المشكلة.

منذ بداية الحرب كانت النبرة واضحة “لا تعتادوا المشهد .. لا تعتادوا الخبر.. نحن لسنا مجرد أخبار” ولكن الآن أعيد السؤال علينا جميعًا مرة آخرى بخليط من الريبة والعتاب والخوف من الجواب والحقيقة “هل اعتدنا الخبر وبالتبعية “لماذا نمر على ما يحدث في بيروت مرور الكرام؟”

كعادة أي شيء في الحياة يبدأ بداية قوية وينتهي إما باعتياد أو بتناسٍ، وبعد أن كنا نتابع باهتمام وترقب، أصبحنا أقل تأثرًا يومًا بعد آخر، حتى أصبحت حرب الإبادة في غزة روتينًا يوميًا في حياتنا، نتعجب خلاله إن مر يوم بلا شهداء! فالمشكلة أن ما نحن فيه ربما أصبح خيانة جديدة، وعذرًا إذا كانت الأفكار مبعثرة قليلًا فهي أصبحت مثل أشياء كثيرة مبعثرة.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: القبة الحديدية: فقاعة الحماية والنظام الدفاعي التي تختبئ إسرائيل وراءه

تعليقات
Loading...