قصص بئر القمر والمشربية: متحف جاير أندرسون وأساطيره
في منطقة السيدة زينب، بجانب مسجد أحمد بن طولون، ستجد متحف جاير أندرسون وغرفه مقفولة على قصص وأساطير، الحس الفضولي دفعنا لمعرفتها أكثر ومعرفة حقيقتها من خلال جولتنا في المتحف.
المتحف يتكون من بيتين، وجاير أندرسون صنع بينهم جسر حتى يصبحوا مكان واحد، وصمم الغرف على طريقة بلدان كثيرة زارها، وكل غرفة تمتلك قطع أثرية حقيقية من البلد التي تحمل اسمها. ولكن من هو جاير أندرسون؟ وما حكاية القصص التي دارت بين جدران منزله؟
طبيب إنجليزي عشق الآثار
دكتور نفسي وعالم مصريات ورحالة، قرر أن يلف العالم ويكتشف تراث كل دولة. وصل مصر سنة 1904 في سن الـ 23، ليصبح طبيب في الجيش الإنجليزي في مصر، وفي 1935م، تقدم جاير أندرسون للجنة حفظ الآثار العربية حتى يسكن البيتين، ويأسسهم على الطراز الإسلامي العربي، ويعرض بهم مجموعته الأثرية من مقتنيات أثرية فرعونية وإسلامية وآسيوية، وحتى يبقى الأثاث ومجموعته من الآثار ملك للشعب المصري بعد وفاته، وهذا كان طبيعة الاتفاق الذي حصل عليه أندرسون من الدولة المصرية، وبعد وفاته أصبح المنزل متحف يحمل اسمه.
أسطورة بئر القمر
أشهر أسطورة في متحف جاير أندرسون، وبالتحديد تلك الأسطورة التي حمستنا لزيارة المكان.
يقولون عنه إنك عند زيارة البئر والنظر له في واحدة من الليالي القمرية،سترى وجه حبيبك والفتيات الغير مرتبطين وفي نيتهم الزواج يقوموا بإلقاء عملات معدنية في البير بنية العثور على النصيب، وفعلًا عندما نظرنا للبئر وجدنا كمية كبيرة من العملات المعدنية، ولكن لم نرى وجه الحبيب المستقبلي.
الزواج على الطريقة القديمة
سألنا المرشد السياحي في المتحف، ” تعرفوا إيه تقاليد الجوازات زمان؟” و”ازاي كانوا بياخدوا رأي البنت؟” وبدأ في السرد: “كان بييجي العريس يتقدم لخطبة البنت ويتكلم مع أبوها، والقعدة دي بتكون في قاعة الاحتفالات، ولو بصيتوا فوق هتلاقوا مشربية، البنت كانت بتشوف منها العريس، ولو عجبها بترمي منديلها بما يعني الموافقة، ولو ماعجبهاش بتفتح وتقفل باب المشربية عدد من المرات ورا بعض، بما يعني الرفض”.
غرفة المكياج
وعلى ذكر الزواج والفتيات، اكتشفنا إن المنزل يوجد به غرفة مخصوصة للمكياج، جوها مختلف ، ستشعر عند دخولك لها بنسمة هواء لطيفة قادمة من شباك في مقدمة الغرفة، لم ننتبه وقتها للأمر.
لكن من كلامنا مع المرشد السياحي قال” شوية الهوا دول مش صدفة، لإن الشباك ده اتصمم بطريقة معينة وكان بمثابة تكييف زمان وفي غرفة المكياج، علشان يتجنبوا إن المكياج يسيح” لك أن تتخيل التركيز في التفاصيل وتنفيذها حتى بدون إمكانات تكنولوجية؟ تصميم هندسي دقيق لحساب الاتجاه الرياح من الشباك لأجل عيون الفتيات.
أول صورة ثلاثية الأبعاد في مصر
تتذكر تحفة الموناليزا؟ النسخة العربي منها هي أول صورة ثلاثية الأبعاد أو بتقنية الـ 3D في مصر، وهي صورة “شاه إيران” المرسومة في غرفة من غرف متحف جاير أندرسون، عند النظر من أي اتجاه ستجده ناظر إليك.
وتلك الصور من الناحيتين بدون أي تعديل.
مصعد للطعام
لعلك وقعت عينك على هذا الاختراع من قبل في مطعم من المطاعم واعتقدنا إنه حديث، لكن اندهشنا عندما شاهدنا في متحف جاير أندرسون من مئات السنين، لسهولة نقل الطعام من مطبخ الدور الأرضي للغرف الأدوار العالية بدون مجهود.
متحف جاير أندرسون له اسم آخر وهو بيت الكريتلية، بسبب إن آخر ملاك المنزل واسمها “آمنة بنت سالم” ترجع أصولها لجزيرة كريت.
المزار من 9 صباحًا للساعة 3 عصرًا، وتذكرة الدخول بـ 10 جنيه، وللطلاب 5 جنيه.