قصة نجاح شركة طلبات: من أربعة أفراد بالكويت إلى الانتشار العربي الكبير

تُعد قصة نجاح شركة طلبات واحدة من أبرز قصص النجاح في مجال توصيل الطعام في الكويت والشرق الأوسط.

استطاعت شركة طلبات أن تتحول من فكرة ناشئة إلى منصة رائدة في المنطقة. قصة تعطي لنا دروسا ملهمة في مجال الشركات الناشئة.

نتعلم منها أن الابتكار لحل مشكلة قائمة جزء أساسي من فكرة أي مشروع.

وأن البداية البسيطة ليست عائقا، وأن التركيز على تجربة العملاء أساس نجاح أي مشروع تجاري.

وأخيرا أنك لست بحاجة إلى إنشاء عشرات المتاجر لتحقيق أرباح طائلة بل أن قوة البيانات قد تتجاوز الأصول الملموسة في الربح.

فكرة بـ15 ألف دولار

فكرة بدأت بـ15 ألف دولار، واليوم رأس مالها يوازي اقتصاد دول مثل نصف اقتصاد لبنان أو ربع اقتصاد الأردن وتونس. تقدر القيمة السوقية لطلبات الآن نحو 10 مليارات دولار.

تأسست الشركة في الكويت عام 2004 على يد مجموعة صغيرة من رواد الأعمال الطموحين الذين رأوا فرصة في تقديم خدمة مبتكرة لتوصيل الطعام بسهولة وسرعة.

حققت “طلبات” نموًا هائلًا، حيث توسعت لتشمل العديد من الدول العربية، مثل الإمارات، السعودية، البحرين، وقطر.

مع التطور التكنولوجي السريع وظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، قد تشهد “طلبات” تحولًا نوعيًا في كيفية إدارة عملياتها وتقديم خدماتها.

على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُستخدم في تحسين خوارزميات التوصيل لتقليل وقت التسليم، وتخصيص التوصيات للعملاء بناءً على تفضيلاتهم.

إضافة إلى ذلك، يمكن لتقنيات مثل الروبوتات والطائرات بدون طيار أن تُحدث ثورة في توصيل الطلبات، مما يساهم في تقليل التكاليف وتعزيز تجربة العملاء.

مع هذه الإمكانيات، قد تكون “طلبات” على أعتاب مرحلة جديدة من الابتكار والتوسع في أسواق جديدة.

قصة نجاح طلبات: متى بدأت؟

في عام 2004، أسس أربعة من رواد الأعمال الشباب في الكويت شركة “طلبات” بهدف تقديم حل مبتكر لتوصيل الطعام بطريقة أكثر سهولة وراحة.

تولى خالد العتيبي قيادة الفريق المؤسس، الذي كان يواجه تحديات التوصيل التقليدية في الكويت، حيث كانت تعتمد على وسائل بدائية وغير فعالة آنذاك.

انطلقت الفكرة من رغبتهم في تحسين تجربة العملاء وربطهم بمطاعمهم المفضلة عبر الإنترنت، لتكون منصة “طلبات” جسرًا بين المستهلكين والمطاعم، مما أحدث نقلة نوعية في طريقة طلب الطعام.

بهذا النموذج الجديد، أثبتت الشركة قدرتها على تبسيط العمليات وتلبية احتياجات السوق المحلي بفعالية، ما مهد الطريق أمام توسعها لاحقًا لتصبح منصة رائدة في الشرق الأوسط.

رحلة الانتقال خارج الكويت

أتاحت منصة “طلبات” للمستهلكين تجربة جديدة كليًا في طلب الطعام.

أصبح بإمكان المستهلكين تصفح قوائم الطعام بسهولة، حيث اختيار وجباتهم المفضلة، وطلب توصيلها مباشرة إلى منازلهم بسرعة وفعالية.

بدأت “طلبات” بدايات متواضعة، مستفيدة من التكنولوجيا لتسهيل عملية الطلب، حيث ركزت في البداية على تقديم خدماتها لعدد محدود من العملاء والمطاعم في الكويت.

كانت المنصة تضم عددًا محدودًا من المطاعم التي توفر خدمات التوصيل، لكن الفكرة المبتكرة جذبت اهتمام المستهلكين بسرعة.

مع ازدياد الطلب على الخدمة، بدأت “طلبات” بتوسيع نطاق عملياتها داخل الكويت، لتشمل المزيد من المطاعم والعملاء.

هذا النمو التدريجي والنجاح الكبير شجّع الشركة على التوسع خارج حدود الكويت، مما جعلها منصة رائدة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

لم يكن توسع “طلبات” مجرد زيادة في عدد المطاعم والعملاء، بل شمل تحسين التكنولوجيا وتطوير المنصة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق.

التوسع في المنطقة العربية

بعد النجاح الكبير الذي حققته “طلبات” في الكويت، اتجهت الشركة نحو التوسع الإقليمي لتعزيز حضورها في منطقة الخليج العربي.

استندت هذه الخطوة إلى رؤيتها الاستراتيجية لتلبية الطلب المتزايد على خدمات توصيل الطعام الرقمية، وتوسيع قاعدة عملائها عبر حدود الكويت.

بحلول عام 2008، أصبحت “طلبات” واحدة من أكبر منصات توصيل الطعام في الخليج.

رحلة التوسع إلى دول الخليج

واصلت “طلبات” توسيع نطاق عملياتها بشكل ملحوظ، حيث نجحت في دخول أسواق جديدة مثل مصر، السعودية، الأردن، لبنان.

في عام 2012، بدأت الشركة أولى خطواتها الإقليمية الكبرى بالتوسع إلى الإمارات والبحرين والسعودية.

تركزت استراتيجيتها على تقديم خدمات توصيل الطعام بشكل متكامل عبر موقعها الإلكتروني وتطبيق الهاتف المحمول.

بفضل هذا النهج المبتكر، أصبحت “طلبات” الخيار الأول للكثير من المستهلكين الذين يبحثون عن الراحة والسرعة في الحصول على وجباتهم المفضلة.

قصة نجاح طلبات: البيع بـ5 ملايين دولار

جرى بيع “طلبات” مرتين قبل أن يستحوذ عليها رجل الأعمال محمد جعفر في عام 2010.

وأنفق جعفر ما يزيد على 5 ملايين دولار على المنصة، شاملة نحو 2.8 مليون دولار قيمة صفقة الاستحواذ التي جعلته مالكًا للشركة.

ولكن محمد جعفر باعها في 2015 بـ170 مليون دولار، أي ربح نحو أكثر من 30 ضعفا من قيمة استثماره.

قصة نجاح طلبات: الاستحواذ الرابع

في 2015، حققت شركة “طلبات” خطوة استراتيجية كبيرة في مسيرتها من خلال الإعلان عن استحواذ شركة “زافير” (Delivery Hero) الألمانية العالمية عليها.

تمت الصفقة بقيمة تقارب 170 مليون دولار، وأتاح لها التوسع بشكل أسرع على المستوى الإقليمي.

هذا الاستحواذ منح “طلبات” الفرصة للاستفادة من خبرات “زافير” العالمية في مجال توصيل الطعام.

هذا التوسع لم يكن مقتصرًا على زيادة الحصة السوقية فقط، بل أتاح لشركة “طلبات” موارد إضافية لدعم الابتكار وتعزيز استراتيجيات النمو.

من خلال هذه الموارد، تمكنت “طلبات” من توسيع نطاق خدماتها بشكل ملحوظ.

قدمت شركة طلبات مميزات جديدة مثل “طلبات مارت” التي تمكن المستخدمين من شراء منتجات البقالة بالإضافة إلى الطعام.

كم فرع في الدول العربية الآن؟

اليوم، تُعتبر “طلبات” واحدة من أكبر وأهم شركات توصيل الطعام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

تتمتع الشركة بحضور قوي في أكثر من 10 دول عربية، حيث تقدم خدماتها لأعداد كبيرة من العملاء في هذه الأسواق .

هذا النجاح يأتي نتيجة للاستراتيجيات الفعّالة التي تبنتها “طلبات” منذ تأسيسها، سواء من خلال توسعها الجغرافي أو بتطوير منصتها الرقمية

6 ملايين عميل و119 ألف سائق!

تشمل خدمات “طلبات” اليوم العديد من الدول العربية البارزة، بما في ذلك الكويت، الإمارات، السعودية، مصر، البحرين، عمان، قطر، الأردن، لبنان، الجزائر، وغيرها.

وتخدم الشركة ملايين المستخدمين شهريًا، وتُقدّم أكثر من 65,000 مطعم شريك في مختلف أنحاء المنطقة.

تخدم طلبات حاليا نحو 6 ملايين عميل، ولديها أكثر من 119 ألف سائق توصيل.

تمكنت “طلبات” من الوصول إلى العديد من المناطق الحضرية والريفية، مما سمح لها بتوسيع قاعدة عملائها لتشمل أكبر عدد ممكن من الناس في المنطقة.

وبفضل هذه الخدمة الشاملة، أصبح تطبيق “طلبات” واحدًا من أكثر التطبيقات تحميلًا.

استراتيجيات التوسع الذكي

من بداياتها المتواضعة في الكويت، نجحت “طلبات” في التحول إلى واحدة من أبرز الشركات في قطاع توصيل الطعام في العالم العربي.

بفضل استراتيجيات التوسع الذكية التي اعتمدتها، بالإضافة إلى استحواذها على التقنيات الحديثة، تمكنت “طلبات” من الوصول إلى ملايين المستخدمين في الدول العربية.

مع استمرار الشركة في تقديم خدماتها المبتكرة وتبني الحلول التكنولوجية المتطورة، يُتوقع أن تواصل “طلبات” مسيرة نموها في المستقبل القريب.

يُعتبر إطلاق مساعد AI الذكي خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث يسهم في تحسين تجربة المستخدم وزيادة الكفاءة.

طرح في البورصة

الآن، تستعد شركة طلبات للإدراج في بورصة دبي وطرح 15% من أسهمها للبيع بقيمة 1.5 مليار دولار، ما يرفع تقييم الشركة إلى نحو 10 مليارات دولار.

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: حجب تيك توك في مصر: هدايا “الأسد والتنين” قد تفقد البلوجرز حلم الثراء

تعليقات
Loading...