في مشهدٍ يختزل سنواتٍ من الألم والأمل، عاد الطفل عمران دقنيش للظهور مجدداً أمام العالم، لكن هذه المرة ليس من سيارة إسعاف.
فقد وقف الطفل عمران السوري في قصر المؤتمرات بدمشق، ليعيد تشكيل ذاكرة السوريين خلال احتفال مهيب بمناسبة عيد التحرير.
لا تفوت قراءة: ماذا قدم محمد صلاح للآنفيلد منذ 2017 حتى 2025 في ليفربول؟
“لا أتذكر شيئاً”.. بوحُ البراءة من الطفل عمران السوري

بصوتٍ يحمل براءة الطفولة وثقل السنين، اعتلى عمران المسرح متحدثاً بكلمات لامست قلوب الحاضرين: “أنا عمران.. يقولون إني عشتُ القصف”.
واستدرك الفتى، الذي بات يبلغ من العمر 13 عاماً تقريباً، قائلاً بصدق: “لكني في الحقيقة لا أتذكر شيئاً من تلك اللحظات”.
ثم أضاف واصفاً مشاعره الداخلية: “كبرتُ وبقلبي فراغ كبير، ولا أعرف حقاً هل هو شعور بالخوف أم رغبة في البكاء”.
كما أوضح المصدر الوحيد لمعرفته بمأساته: “ما عرفت قصتي إلا من الفيديوهات المنتشرة، حيث ظهرتُ حينها مغطى بالغبار والركام”.
وختم حديثه بلهجة مفعمة بالأمل والتفاؤل: “ولما جاء النصر، شعرتُ أنه قد رجع ضوء كبير لحياتي من جديد”.
لا تفوت قراءة: أبرز تسريحات نجمات البحر الأحمر 2025: استوحي منها إطلالتك في المناسبات
عناقُ الوطن.. الرئيس والطفل
وفي لفتة إنسانية عفوية، سارع الرئيس السوري أحمد الشرع للصعود فوراً إلى المسرح بعد سماع كلمات عمران المؤثرة.
حيث قام الرئيس باحتضان الطفل بحرارة وتقبيل رأسه، في مشهد أثار تفاعلاً واسعاً وتعاطفاً كبيراً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
لا تفوت قراءة: من وراء تصميم أجمل 10 فساتين في مهرجان البحر الأحمر 2025؟
ذاكرة الوجع.. الصورة الشهيرة التي هزت ضمير العالم بأسره

تعود الذاكرة بنا لعام 2016، حين التقط المصور السوري محمود رسلان تلك الصورة الشهيرة التي هزت ضمير العالم بأسره.
كان عمران، ذو الأربعة أعوام وقتها، يجلس مذهولاً داخل سيارة إسعاف، مغطى بالغبار والدماء تسيل من وجهه الصغير.
وقد وثق الفيديو، الذي بثه “مركز حلب الإعلامي”، لحظة إنقاذه البطولية على يد المسعف عمار حمامي من بين الأنقاض.
حيث جلس الصغير صامتاً تماماً، بلا بكاء ولا صراخ، يمسح الدماء عن جبينه بيده الصغيرة بكل هدوء.
ثم نظر عمران إلى يده الملطخة بالدماء، ومسحها بالمقعد دون أي رد فعل، من هول الصدمة والموقف.
لا تفوت قراءة: كيف تربعت مصر بين الدول الأكثر استقرارا وأمانا في 2025؟ حقيقة تكشفها الأرقام العالمية
تحت ركام المنزل.. مأساة عائلة الطفل عمران السوري
حدث ذلك يوم 17 أغسطس، حين شنت الطائرات الحربية الروسية والسورية غارات دمرت منزل أسرة عمران وانهياره فوق رؤوسهم.
وقد تم انتشاله أولاً من تحت الركام، ليكون الناجي الأول قبل وصول شقيقته وأطفال آخرين إلى سيارة الإسعاف.
للأسف، أسفر هذا القصف المأساوي عن وفاة شقيقه، بينما بقي عمران شاهداً حياً، يروي بصمته وجع الطفولة السورية.

دموع العالم.. ومقارنات مؤلمة
انتشرت صورته كالنار في الهشيم، وأعاد ناشطون نشر فيديو لمذيعة شبكة “سي إن إن” الأميركية وهي تبكي متأثرة بالتقرير.
كما ربط كثيرون بين صمته الموجع وصورة الطفل السوري إيلان الكردي، الذي وجد غريقاً على شواطئ تركيا سابقاً.
وعلق أحدهم قائلاً: “لقطتان مستحيل نسيانهما، عالقتان في الذاكرة ومرتبطتان باسم الثورة السورية، والحمد لله أن عمران بخير”.
لا تفوت قراءة: منزل عبد الحليم يفتح أبوابه رقميا للجمهور.. جولة افتراضية داخل مقتنيات العندليب
احتفالات الحرية في الساحات
ومن جانب آخر، افترش عشرات الآلاف من السوريين الساحات العامة في دمشق وحلب وإدلب وحماة وحمص منذ الصباح.
ورفع المحتفلون أعلام بلادهم، مرددين هتافات وأهازيج داعمة للسلطة الجديدة، وسط مشاعر الفرح وإجراءات أمنية مشددة.

