فيضانات السودان بين تدفق المياه المستمر وعدم القدرة على السيطرة عليها
بدأت فيضانات السودان في أواخر شهر يوليو اللي فات، وغرقت قرى كاملة شرق الخرطوم زي ولاية الجزيرة، وولاية البحر الأحمر، ومدينة كسلا، وللأسف الفيضانات لسة مستمرة لحد دلوقتي بسبب نزول أمطار موسمية غزيرة أدت لارتفاع منسوب مياه النيل اللي وصل 17,48 متر، وحطم الأرقام القياسية في ال 100 سنة اللي فاتوا، فأقصى ارتفاع وصله منسوب النيل كان 17,26 متر سنة 1946.
وصف رئيس السودان، عبد الفتاح البرهان، خسائر الفيضانات بالخسائر المفجعة والموجعة. والفيضانات أدت لخسائر كتيرة مادية، وبشرية زي ال40 ألف بيت اللي اتدمروا تدمير كلي، وجزئي، والمرافق الخدمية والتعليمية اللي اتأثرت بيه، بالإضافة للممتلكات التانية زي الكباري والمساجد، وخسائر الأرواح اللي وصلت ل86 قتيل والأعداد في تزايد. وبدأت المياه تتسرب لمنطقة الوزارات، والمؤسسات الحكومية القريبة من منطقة النيل الأزرق وسط الخرطوم، لكن بكميات قليلة يمكن السيطرة عليها.
ووجهت لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد تحذير للشعب أنهم يحافظوا على مواردهم، ويحتموا، ويكونوا مستعدين لأي تطورات في الوضع الحالي لأنهم متوقعين استمرار الفيضان. وصرحت اللجنة أن الوضع مأساوي جداً، وأنهم محتاجين مساعدات غذائية وأمصال للواقية من الأمراض، خصوصًا الأمراض اللي بتتنشر بين الأطفال. وصرحوا أنهم مش عارفين يلاقوا مياه نظيفة لأن كل مصادرهم للمياه تلوثت، ودي حاجة مش مبشرة بالنسبة لظروف انتشار فيروس كورونا.
واستبعد وزير الري السوداني إن الفيضان يكون حصل بسبب سد النهضة بأثيوبيا أو التغير المناخي، فممكن يكون بسبب السنة المائية اللي بتستمر 3 شهور، واللي بتبدأ في شهر يوليو في السودان، وبتنزل من هضبة الحبشة في أثيوبيا حاملة 85% من مياه الأنهار.