في قلب القاهرة الفاطمية: بيت السحيمي بطراز معماري وحكايات مميزة
في وسط أهم شارع تاريخي في القاهرة وأكبر شاهد على القاهرة الفاطمية ومعمارها؛ شارع المعز، لو قررت تاخد جولة في أشهر أماكن القاهرة الفاطمية بطرازها المعماري اللي مافيش زيه، ماينفعش تفوّت زيارة بيت السحيمي، في قلب شارع المعز، هتلاقيه في حارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز نفسه، لو أنت جاي من ناحية الأزهر فالحارة هتكون على يمينك، وهتعرف تميزها من برا بيافطة كبيرة مكتوب عليها “بيت السحيمي” في أول الحارة اللي هتوصلك للبيت في أخرها. الدخول بأسعار رمزية للمصريين؛ علشان تقدر تعرف تاريخ وحضارة وتفكير ناس سبقونا، وتشوف كانوا عايشين ازاي، والتذكرة للمصريين سعرها 10 جنيه، ولو أنت طالب ليك خصم 50% كمان، أما سعر تذكرة الدخول للأجانب بيكون 80 جنيه.
بيت السحيمي كان ومازال موقع مميز للتصوير لأحداث درامية مختلفة شوفناه ظهر فيها؛ من فيلم “وا إسلاماه”، ومسلسل “الفتوة”، وأخيرًا مسلسل “راجعين يا هوى” اللي شوفناه في رمضان السنة دي وأتصور فيه مشاهد بيت الجمالية، اللي كان له شكل وطابع مميز في المسلسل.
من أول ما تدخل هتنبهر بشكل ومعمار المكان، ومش هتتخيل إن كل تفصيلة هتقابلها في المكان ده مش مجرد صدفة، وإنها أتعملت علشان تدل على فكر وثقافة الناس اللي كانوا عايشين وقتها، وكل ما تمشي وتكتشف التفاصيل دي هتنبهر أكتر بطريقة تفكيرهم وازاي كانت بالتقدم ده وقتها؛ من أول تفصيلة بوابة البيت اللي ليها زاوية مش موجودة في الواجهة، لحد السلالم اللي عند الجزء الخاص بالستات وفكرة إنه يكون أعلى من الطبيعي.
وقبل ما تبتدي جولتك في أجزاء البيت وقاعاته، هتلاقي في الساحة اللي برا مكان واسع كده على شكل حرف U، ده اسمه “التخت”، وكان زمان بيتعمل فيه قعدات الطرب والغنا.
في البداية، هتلاقي البيت مقسوم لنص قديم ونص جديد، الجزء القديم هو الجزء القبلي، بناه الشيخ عبدالوهاب الطبلاوي في 1648، والقسم التاني هو الجزء البحري اللي بناه الحاج اسماعيل شلبي سنة 1699، وربطه بالجزء القديم. البيت كمان فيه قاعات صيفية وقاعات شتوية، بتختلف في بناءها وتصميمها؛ القاعات الصيفية فيها جزء أكبر للتهوية عبارة عن مشربية بحجم الحيط كله، وفيها كمان نافورة.
وبتختلف التصاميم كمان بين قاعات الرجال وبين الحرملك، تصميم الحرملك بيحافظ على فكرة الخصوصية بشكل أكبر، لكن في نفس الوقت التصميم واخد في الاعتبار عوامل التهوية الجيدة، بشكل غير جارح للمكان، لدرجة إنها حافظت على اتجاه التهوية بشبابيك عالية موجهة للمكان اللي بيتم فيه وضع الزير لترطيب المياه، ودي صور بتوضح بالظبط مكان الشبابيك وازاي بتقابل مكان وضع المياه.
من المفارقات اللي خلتنا مندهشين من تفكير الناس المتقدم وقتها هو تصميم السلم اللي بيودي على “قاعة الولادة”.. قاعة جواها مكان مقفول مخصص للولادة، والقاعة اللي برا نفسها كانت بتبقى لانتظار المولود والاحتفال بيه وعمل العقيقة. السلم اللي بيطلع للقاعة دي لاحظنا إنه أعلى من الطبيعي، السلمة نفسها حجمها وارتفاعها أكبر من المعتاد، وعرفنا من مفتش الآثار، محمد مصطفى، إن تصميم السلم ده بيرجع لاعتقادهم إن الحامل لما تطلع على سلم عالي بالشكل ده هتبذل جهد يساعدها على ولادة سهلة؛ حركة جسمها ورجلها بطريقة علمية هتساعد في عملية الولادة إنها تتم أسهل وأسرع.
في جولتنا، لقينا كمان إن البيتب مفتوح للحيوانات الأليفة بالمفهوم الحديث، في لقطة لذيذة لقينا قطة وأولادها الصغيرين في ركن في ساحة البيت، من غير ما حد يضايقهم، وجودهم لطيف والزوار كمان بيرحبوا بيهم.
وبين القديم والجديد، البيت بيحافظ على البيئة في كل العصور بكل الطرق، وبالطريقة الحديثة، لقينا مكان مخصص ومتقسم للقمامة؛ بلاستيك ومعادن، وحاجات تانية.