فرنسا تختار رئيسها.. انتخابات حول الهوية والشرق الأوسط
اتوجه الناخبين الفرنسيين لصناديق انتخابات الرئاسة الفرنسية علشان يختاروا رئيس جديد في بلاد بتواجه تحديات كبيرة داخليًا وإقليميًا، أبرزها ملف المهاجرين والعرب والمسلمين، وفي الوقت اللي اترشح فيه اتنين بينتموا لليمين وأقصى اليمين المتطرف؛ “ماري لوبان” و”إيريك زمور”، اللي اتسبب في جدل كبير وواسع في الفترة الأخيرة بسبب الآراء بتاعته عن المهاجرين.
واشنطن بوست لخصت أهمية الانتخابات الفرنسية الحالية، وقالت إنها حالة تحدي وتهديد حقيقي بيواجههم ماكرون من مرشحين ماكنش الناخب الفرنسي هينتخبهم في الظروف العادية.
يمين متطرف وأزمة هوية
انتخابات الرئاسة الفرنسية الحالية تُعتبر أكتر الانتخابات أهمية من عقود طويلة، بالذات في وقت بتعيش فيه أوروبا حرب في أوكرانيا، مع التداعيات المحتملة للحرب دي على الناتو والدول الأوروبية بشكل عام.
التوقعات كانت إن الانتخابات هتشهد صعود اليمين الفرنسي للحكم، لكن الحرب في أوكرانيا قلبت التوقعات دي، وأتوقع خبراء إن الحرب بتضر الحملتين بتوع “لوبان” و”زمور” اللي اتكلموا عن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشكل إيجابي في السابق. وعلى أي حال، المشهد بيأكد صعود الخطاب المتشدد ضد المهاجرين، وخصوصًا المسلمين، وده كان واضح في تصريحات زمور بالذات، و برضه لوبان اللي كان خطابها أقل حدة ومباشرة بكتير.
العلاقات المصرية الفرنسية
العلاقات المصرية-الفرنسية علاقة قديمة ومتينة، وتم تعزيز العلاقات دي في السنوات الأخيرة خلال حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، واتعددت اللقاءات بين الطرفين خلال فترة ماكرون وقبله فرانسوا أولاند، وزاد التعاون الاقتصادي والعسكري بشكل كبير.
القمم المصرية-الفرنسية في القاهرة وباريس والمؤتمرات الدولية كانت فرصة لتعزيز التعاون في كافة المجالات، بالذات إن فرنسا هي واحدة من أهم الشركاء التجاريين للقاهرة، ومصر فيها ١٤٠ شركة فرنسية في مجالات كتير؛ منها الخدمات المصرفية والبنوك والسياحة والاتصالات والطاقة والخدمات البيئية.
فرنسا والعودة للشرق الأوسط
عهد ماكرون شهد تفاعل كبير مع الشرق الأوسط والقضايا الخاصة به، وده عبر عنه الصحفي الأمريكي المختص في شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، ستيفن كوك، اللي اتكلم عن عودة فرنسا لمنطقة الشرق الأوسط، وده كان بارز في الحالتين اللبنانية والعراقية وزيارات ماكرون للبلدين.
ومن الجدير بالذكر إن فرنسا ليها مصالح في ليبيا مرتبطة بملف الغاز الطبيعي اللي شغالة فيه هناك شركة “توتال” من سبع عقود كاملة، بجانب مصالح في دول تانية زيّ العراق ولبنان وقبرص.
لبنان .. الدور الأكبر
لبنان لها علاقة خاصة مع فرنسا، لدرجة إن البعض بيوصف العلاقة دي بإن فرنسا لسه شايفة إن لبنان تحت وصايتها، خصوصًا بعد التدخل الشخصي لماكرون في الأزمة السياسية في البلد اللي حصلت بعد مأساه انفجار مرفأ بيروت.
تاريخ فرنسا في لبنان كبير مش ممكن نلخصه في سطور هنا، إلا إن ظهور ماكرون في بيروت خلى الدور ده واضح من جديد بعد سنين طويلة من استقلال لبنان عن بلاده، خصوصًا بعد ظهور ماكرون في لقطات عاطفية بيحضن فيها لبنانيين وبيترأس اجتماعات مع سياسيين وبيقابل فنانين زيّ فيروز.