عندما تكون مشاهد الأكل هي البطل في العمل الفني: عن أشهرها في السينما والدراما
في السينما والدراما، شوفنا مشاهد دارت على مائدة الطعام، تبان من برا مجرد مشاهد، اتنين ممثلين بياكلوا مع بعض عادي وبيرغوا في أي حاجة، بس في الحقيقة، في مجموعة من المشاهد الأكل اللي اكتسبت شهرة واسعة، سواء لو كانت من نوعية المشاهد اللي جمعت ما بين الهزار والضحك، أو اللي كانت جزء من الحبكة الدرامية، أو بمعنى أصح كانت هي البطل.
موعد على العشاء
عزت (حسين فهمي) رجل متسلط كان هدفه يتجوز علشان يكمل واجهته الاجتماعية ولإشباع رغباته، عاشت معاه نوال طول السنين في إذلال وضعف كأنها أسيرة جوا قفص، ولما لقت الشخص اللي يستاهلها، شكري (أحمد زكي) قرر عزت إنه يتخلص منه لأنه بيعتبر نوال من ممتلكاته وقدر إنه يرجعها تاني لسجنه، وفي سهرة على العشاء وعلى مائدة الطعام، تبان نوال وهي ضعيفة ومنكسرة وراضية بالأمر الواقع، ولكن في الحقيقة هي بتدبر اللي أكبر من كده، وقررت تسم عزت في أكلة المسقعة اللي بيحبها، وبكل هدوء وبرود لما حس بحاجة في الأكل ردت ببساطة: “آه .. الأكل ده فيه سم.. علشان احنا الاتنين مانستحقش نعيش بعد موت شكري” وبتتحول أكلة عزت المفضلة لسلاح موته، ومائدة الطعام لساحة الانتقام.
الناس في كفر عسكر
فطوم (دلال عبد العزيز) غندورة الكفر كله، ست قادرة ومفترية، أسهل حاجة عندها القتل، ماعندهاش مشكلة تتجوز وتطلق كل يوم، واللي يخونها كانت بتعمل له فطير مشلتت وعسل وتسمه عادي، وعلشان تحتفل بانتصارها دايمًا بعد أي معركة بتخوضها كان لازم أكلة الحمام، كان ريقها بيجري على بتاع 5 أجواز حمام وكانت بتجري ريقنا معاها، علشان كان عندها أداء تمثيلي كده في أكل الحمام، خلى كل الناس لحد دلوقتي تفتكر المشهد ده كل لما تجوع، وهي قاعدة على الترابيزة ومستنية الصينية.
خرج ولم يعد
من أفلام محمد خان اللي كانت مليانة بمشاهد وقعدات على الأكل، ومعظم حوارتها كانت بتدور وهما بياكلوا أو عن الأكل مع خلفية أجواء ومناظر الريف المصري والخضرة والهدوء وصوت زقزقة العصافير، وفي واحدة من المشاهد المشهورة في السينما واللي قدرت قيمة الأكل وادته حقه، قعدة بين فريد شوقي ويحيى الفخراني على ترابيزة فيها جرجير وبيض وفول، وبيدي فريد شوقي ليحيى الفخراني دروس عن الأكل اللي اكتشفها على كبر ويقول: “الأكل ده نعمة.. لذة من لذائذ الحياة الكبرى.. مش مهم الأكل رخيص أو غالي المهم إنك تستمتع بالأكل”.
في شقة مصر الجديدة
يبان إنها قعدة أكل سمك وشوربة عادية، بس في الحقيقة الحوار اللي دار على المائدة دي كانت بداية تعرف غادة عادل (نجوى) عن نفسها وعن شخصيتها، وإن الجمال بييجي من إحساسك بنفسك مش من اللي حواليكي، بدأتها بجملة بدون سابق إنذار وهي بتشرب الشوربة وإيدها بترتجف “كان ليا واحدة صاحبتي بتقولي إن الراجل بيحب الست اللي تحسسه إنها قوية أوي وجميلة أوي ومدردحة أوي، وأنا ولا قوية أوي ولا مدردحة أوي.. ولا جميلة أوي.. كانوا دايمًا بيقولوا عليا مش بيضاء وحلوة زي أمها بس دمها خفيف”.
لن أعيش في جلباب أبي
“كل أنت يا عبده مالكش دعوة بحد” البوفيه والفرح كله من معالم الدراما، يكفي إن الناس بعد 23 سنة من عرض المسلسل كل ما يتعرض على الشاشة بيحتفلوا بفرح سنية والمائدة بتاعت الفرح، لأنها كانت مختلفة، جامعة ما بين نقيضين، عائلة عبد الغفور وعائلة سيادة الوزير، أسرة عبد الغفور كانت بتتهافت على الأكل وأم خضير كانت بتخبي الأكل في أكياس علشان تاخده معاها وهي مروحة، ونوفا كان كل همها إنها ماكلتش المكرونة وعائلة سيادة الوزير واقفة في الركن البعيد الهادي تشاهد في صمت.
حب البنات
على مائدة طعام من إيد ندى مصطفى أبو حجر، كشف محي (أشرف عبد الباقي) الدكتور النفسي عن المشكلة الأزلية اللي بيعانيها كل الناس في مراحلهم المختلفة، واللي بيدور حواليها الفيلم كله وبيقابلها كل يوم في حالات عيادته، وهي إن كل الناس بتدور على الحب بشكل أو بآخر، وقد إيه في منهم بيفضل طول عمره عايش بس علشان يدور عليه، من أهله والمجتمع اللي حواليه، وازاي بالوصول له بتتحل المشكلة.
مشاهد الأكل في معظم الأفلام مش بتبقى معمولة لمجرد الحشو، شطارة صناع العمل إنهم يخلوا مع مشهد يبان من برا عادي إنه يتحول ويتسلط عليه الضوء ويبقى من أهم المشاهد في العمل كله.