على رأي المثل: أمثال شعبية بتعبر عن حبنا للأكل
لما تحب تدوّر ورا شعب وتعرفه أكتر، بتشوف تاريخه. ولما تحب تدخل جوا شوية وتعرف تفاصيله وتعرفه عن قرب، بتشوف كان بيعمل إيه في حياته اليومية. والأمثال الشعبية هي وسيلة بتبين لك الشعب ده كان عايش ازاي أو بيفكر ازاي لإنها بتبقى متاخدة من أحداث واقعية في حياتهم اليومية بيعيشوها واستحالة يتغير مهما مر الزمن. الأمثال الشعبية اللي بتتكلم عن الأكل بالذات، هتلاقيها تيمة في كل كلامنا، خصوصًا عند الشعوب العربية، والشعب المصري على وجه الخصوص شعب أكيل بطبعه.
بصلة المحب خروف
كان في تاجر عنده بستان كبير ومخلف بنت تقول للقمر أنزل وأنا أقعد مطرحك، البنت دي حبيت شاب كان بيشتغل عند والدها في جمع المحصول، وبرغم إنه كان فقير، الأب ماهموش كل ده ومشي بالمثل اللي بيقول “احنا بنشتري راجل” وقرر إنه يوفق راسين في الحلال ويجوزهم لبعض. وفي يوم من الأيام،بعد الجواز، البنت كانت بتتمشى في البستان وقت جمع المحصول، والشاب اللي على قده أداها بصلة واعتذر لها إنها كان نفسه يقدم حاجة تليق بها، بس هي طلعت بنت أصول وقالت له بعيون كلها حب “بصلة المحب خروف”.
اللي مايعرفش يقول عدس
راجل بقال كان بيبيع في دكانته العدس والفول والبقوليات، مرة من المرات وهو قاعد في دكانه هجم عليه حرامي وسرق فلوسه وجري، بس الظاهر إن الحرامي أمه كانت داعية له لإنه اتكعبل في شوال العدس ووقع الشوال ووقع كل العدس اللي كان فيه، ولما شافوا الناس العدس وهو واقع على الأرض والتاجر بيجري ورا الحرامي افتكروا إن الحرامي كان عايز يسرق العدس، فقعدوا يبكتوا في التاجر “أنت بتجري كل كده علشان العدس، أنت ماعندكش لا قلب ولا رحمة؟” وهما مايعرفوش إنه بيجري علشان الفلوس، فرد التاجر عليهم وقال “اللي مايعرفش يقول عدس”.
كل فولة ولها كيال
بيقولوا إن الروايات اتعددت حوالين تفسير المثل، في ناس بتقول إن السبب الأساسي إنهم يطلقوا المثل ده أو أبطال المثل الزباين اللي كانوا عايزين يشتروا الفول، ولإن كل حاجة بتتقدر بتمن على حسب قيمتها، وفي اللي معاه تمنها ويقدر يشتريها وفي اللي مايقدرش بسبب غلاء الأسعار، فانتشر المثل ده بعد غلاء الأسعار، فشبهوا الفول بالسلعة والكيال بالزباين اللي تقدر تشتريها ومن ساعتها وهما بيرددوا المثل ده “كل فولة ولها كيال”.
اكفي القدرة على فمها تطلع البنت لأمها
بنقول المثل ده لما نلاقي البنت شبه مامتها في التصرفات، بس ماسألناش قبل كده إيه السر اللي ورا المثل، في روايتين؛ الرواية الأولى بتقول إن الستات كانت ممنوعة زمان من إنهم يطلعوا سطوح البيت والموضوع كان مقتصر على الستات المتجوزين بس ولما الأم كانت بتطلع علشان تنشر الغسيل ولما كانت بتحتاج لبنتها كانت بتقلب القدرة على فمها “يعني على وشها” فتعمل صوت عالي والبنت بتسمع فبتطلع لأمها على السطح، وفي رواية تانية بتقول إن صانع “قدر الفول” كان بيشتغل بمساعدة زوجته وكانت دايمًا بتوقع القدرة، ولما الموضوع أتكرر طلقها وبعدها طلب من بنته إنها تساعده وعملت زيّ ما مامتها كانت بتعمل وتوقع القدرة.
افطر زيّ الملك واتغدى زيّ الأمير واتعشى زيّ الغفير
مثل من برا بس تحسه روشتة صحية مستخبية من جوا، الناس زمان كانت بتعتبر، بناءًا على تعاملهم مع الملوك، إن كان لهم عاداتهم الخاصة في الفطار، يعني الفطار الملوكي لازم يبقى صحي مافيهوش دسم يتعب المعدة، بس الغذاء لازم يبقى شبه الأمراء باعتبار إن وجبتهم كان لازم يبقى فيها لحوم بيضاء وحمراء لازم تاكلهم بعد يوم تعب وشقا، والعشاء لازم يبقى زيّ الغفير لإنه في الغالب بيبقى خفيف، يعني ماتفتريش في الأكل بمعنى أصح ونام خفيف خفيف.
يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا دمعتها وريحتها
مثل بنسمعه من أهالينا لحد دلوقتي، وبيوصف حالة الحشرية والتدخل اللي بيبقى عند بعض الناس في حياة الغير بدون ما حد يطلب منهم، وفي الغالب بيحطوا نفسهم في مواقف محرجة وبيوقعوا نفسهم في مصائب، وفكرة الربطة بين الحشرية والبصل، إن البصل معروف بريحته الغريبة والكريهة زيّ الناس اللي بتحط نفسها في اللي مالهاش فيه بالظبط، وجملة “ماينوبك إلا ريحتها” يعني كل اللي هتلاقيه تكدير وناس بتعكر مزاجك.