علامات بتقولك إنك محتاج تتابع مع طبيب نفسي
كام مرة حسيت فيها بضغط نفسي وبعدها وقفت مكانك وأنت مش قادر تكمل؟ امتى حسيت في لحظة إنك فقدت السيطرة على حياتك ومش عارف تحقق أي هدف فيها، حتى اليوم العادي مش عارف تديره وماشي تخبط فيه؟ امتى صحيت يوم الصبح وأنت مش قادر تقوم من على السرير وبتسأل نفسك “أنا هنا بعمل إيه؟” امتى مشاعر الحزن الطبيعية قلبت معاك وبقت مزمنة؟ امتى لفيت على دكاترة بكل التخصصات علشان تشوف الأعراض الظاهرية سببها إيه، والآشعة والتحاليل تقولك مفيش أي مرض عضوي؟
احنا البشر معرضين لضغوطات نفسية كتيرة وده أمر طبيعي وبيحصل، لكن لما توصل لمراحل معينة مش قادر تتحكم فيها في حياتك بتبقى محتاج وقفة، وتقول “هو أنا محتاج أروح لدكتور نفسي؟ هو أنا محتاج أتكلم مع حد مختص عنده نظره مش عندي ويقدر يساعدني بطريقة علمية؟ طب أعرف منين إني وصلت للخطوة اللي محتاج أعمل فيها ده؟”.
الحالات النفسية والسلوكات البشرية شيء مركب جدًا، وحدتها بتختلف من شخص للتاني، أبسط مثال على ده الوساوس (Obsessions) ظاهرة إنسانية ممكن تحصل مع كل البشر ولكن كل واحد تأثيرها عليه بيبقى مختلف في الشدة والطريقة، وبالتالي ممكن مايحتجش لطبيب وممكن يحتاج، زيّ الاكتئاب في درجات كتيرة جدًا منه، واللي آخرها بيوصل للانتحار، وبالتالي الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية بيقول إننا نقدر نقيس المنطق ده على كل الأفكار والسلوكات والانفعالات البشرية، لإنها بتجمع ما بين المرضى الحقيقيين وغير المرضى، وعلشان كده على المستوى الإجرائي والعملي في الطب النفسي، عملوا معايير كتير لتشخيص الاضطرابات النفسية اللي بتحتاج علاج، ولكل اضطراب أعراض بيتقاس بها، وده طبعًا بيتعمل عن طريق الطبيب المتخصص وهو اللي بيحدد وبيأكد.
حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الخامس (DSM-V) اللي نشرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي، واللي بيتعبر واحد من أهم الكتب الإرشادية لمعايير التشخيص وفهم الأمراض، ذكر أربع أعراض، وجود واحد منها على الأقل بيعتبر مؤشر وشرط أساسي في تشخيص أي اضطراب نفسي:
- لما يبقى في تدهور في حياة الشخص الطبيعية ومايبقاش قادر يقوم بالوظائف الطبيعية اللي بيعملها كل يوم (Dysfunction).
- شعور ذاتي بضيق أو معاناة نفسية مش قادر يتعامل معاها أو يتأقلم عليها بشكل داخلي (Distress).
- لما يمثل خطر على نفسه وعلى الناس اللي حواليه (Danger).
- لما يلاقي مشكلة في علاقة الشخص مع اللي حواليه بمعنى “انحراف” شديد عن الطبيعي، بما فيه المدى الواسع للسلوكات المقبولة فيه من فئات المجتمع المختلفة (Deviance).
مركز (هيلث كير بيراميد) لعلاج الإدمان في الولايات المتحدة، والدكتور محمد علي اختصاصي الأمراض النفسية، أضاف عليها دلالات لازم نلاحظها وبعض المواقف اللي ممكن تمر بها هتحسسك إنك بحاجة للكلام مع شخص يساعدك إنك تعدي من الأزمة النفسية، وأضاف: “لما تروح لطبيب نفسي مش معناه إنك مريض نفسي، ولكن معناه إنك بتمر باضطراب نفسي معين ومحتاج مساعدة”.
من أبرز الدلالات لما تحس برغبة ملحة في الموت وتبقى في انتظار الموت في أى لحظة، وقت إصابتك بضيق تنفس وبعد ما تروح لكل الدكاترة وتمشي في إجراءات الآشعة والتحاليل وتتأكد إنك غير مصاب بأي مرض عضوي، فأنت محتاج لدكتور، مش قادر تشتغل وأصابك حالة من اللا مبالاة والاستهتار، مش حاسس إنك مبسوط في مواقف المفروض تبقى فيها مبسوط أو كانت بتجيب لك السعادة قبل كده، الشك المرضي لدرجة الجنون، الإصابة بدلالات العظمة وتفتكر إنك عنده معرفة بأي حاجة مع إحساسك إنك أهم شخص في الدنيا.
الإصابة بضلالات الاضطهاد، يعني تحس إن في أشخاص هيحاولوا يسببوله أذى، الإصابة بأفكار الإشارة، بمعنى إنك تفتكر إن في ناس كتير بتتكلم معاك وبتشاور عليك، الإصابة بالفوبيا والخوف الدائم من بعض الحاجات زيّ البحر أو الكلب أو الأدوار المرتفعة، وختم وقال إن لو الشخص قادر يساعد كل الناس اللي حواليه ومش عارف يحل مشاكله الشخصية، محتاج شخص متخصص يساعده عليها.
في اختبار عالمي ومعتمد بيستخدم في الأبحاث وأحيانًا في الممارسة الطبية العملية، لكن نتائجه مش حاسمة ومش بتعتبر إلا مؤشرات عامة على اللي بتقيسه مهما كانت النتيجة، وماتعتمدش عليها تمامًا من غير رأي طبي لمتخصصين، تقدر تشوفه من هنا.
أهمية العلاج المبكر
فلسفة الطب الحديث دلوقتي قائمة على الوقاية من المرض قبل حدوثه أو بمعنى أصح الطب الوقائي (Preventive Medicine)، وده نتيجة لأبحاث على مدى سنين طويلة أظهرت مؤشرات الصحة الاجتماعية بشكل إيجابي في حالة التدخل الطبي المبكر فيها، وفي الطب النفسي، بتزيد أهمية الوقاية والعلاج المبكر في الفرع ده، وعلشان كده استحدثت برامج وعيادات متخصصة بالتقاط الحالات المرضية في بداياتها، قبل ما تتعقد وتنخفض فعالية التدخل العلاجي فيها.
الأعراض والدلالات مش بتجزم باضطراب معين، ولكن دور الطبيب وتشخيصه هو اللي هيأكد المرض من عدمه عن طريق آليات علاجية.