النقلة النوعية في ثقافة الشعب المصري والشعب العربي ككل بدأت تظهر بوادرها مؤخرًا في محاربة الفكر المتطرف، بعد ما العالم العربي عانى لفترات طويلة مع التشدد باسم الدين.
وشهدنا اتجاه الدولة المصرية الدؤوب في تجديد الخطاب الديني لإنقاذ أولادها من بوادر التطرف، مع الحركة العسكرية القوية في سيناء لمواجهة بُؤَر الإرهاب.
وكمان اتجاه المملكة العربية السعودية القوي في محاربة مصادر الإرهاب والفكر المتطرف كانت واضحة جدًا خلال الكام سنة اللي فاتوا، وشوفنا بوادرها في التحديث المستمر للمجتمع السعودي وتجديد الخطاب الديني فيه.
لكن مع كل الجهود دي لتصحيح الأوضاع الاجتماعية والثقافية داخل مصر وخارجها، صحينا على خبر منتشر جدًا على السوشيال ميديا عن قناة اسمها مودة بتستضيف برامج لمجموعة من الشيوخ اللي كانوا جزء مهم جدًا من انتشار الأفكار المتطرفة باسم الدين، ولقينا تويتر بيثور على القناة دي.
انفجار على تويتر بخصوص قناة مودة
بعض التغريدات بشرت الناس بسيل من الخير على قناة مودة خلال شهر رمضان.
في حين استغرب بعض الناس على الكوكتيل الغريب اللي بيجمع شيوخ من توجهات مختلفة ومتناقضة.
من الشيوخ اللي قناة مودة بتقدم لهم برامج: محمد حسان، ومحمود المصري، وحازم شومان، وعائض القرني، وبيقول سامح عسكر في التغريدة (tweet) اللي فوق دي: “برامج جديدة لشيوخ (تكفيريين) مصر ماتعلمتش الدرس، وازاي دول عملوا جيل إرهابي، جيل حارب في سوريا والعراق وليبيا وسيناء، أشهرهم خلية “داعش إمبابة” اللي اعترفت إنها متأثرة بخطب الشيخ محمد حسان. هل هتشهد مصر موجة إرهابية جديدة يبدأها الشيوخ دول؟”.
دعوتُ مِرارًا، بمَرارةٍ وتحسُّر على حال العقل الجمعي المتدهور في بلادنا، إلى تطوير العقول بإعادة بناء المفاهيم…
Posted by Youssef Ziedan on Sunday, March 6, 2022
بيقول المفكر المصري يوسف زيدان في البوست ده إنه طالب كتير، بمرارة وحسرة على حال العقل الجمعي المتدهور في بلادنا، بتطوير العقول من خلال إعادة بناء المفاهيم والتصوُّرات الأساسية، وأكد إن البديل العاجل عند عجز وفشل العملية التعليمية، هو التثقيف العام ورفع مستوى التفكير العقلاني العام .. فكانت الاستجابة الفورية لدعوته، هي إطلاق قناة مودة التلفزيونية، والدعاية الكبيرة لها قبل شهر رمضان المبارك. وأضاف في نهاية البوست: “يعني، بالمصري الفصيح: مفيش فايدة”.
أما ميمي أحمد فاستغربت من ظهور شيخ الأزهر، أحمد الطيب، في برنامج على القناة دي في وسط مجموعة من الشيوخ اللي وصفتهم بالإرهابيين.
ومن الجدير بالذكر إن الداعية المصري المثير للجدل، عبدالله رشدي، كان له برنامج على نفس القناة في 2021.
بيبو شايف إن قناة مودة هي نسخة جديدة من القنوات المتطرفة اللي سبقتها زيّ قناة الرحمة والبصيرة، وشايف إنه ده نوع من أنواع الإصرار على السيطرة الوهابية في مصر. وعبر عن خوفه من تأثير إعادة نشر أفكار الناس دي في الشعب المصري واللي ممكن تسببه من عنف ضد الشيعة والمسيحين والعلمانيين والفن والكُتاب والمتنورين.
بسنت شايفة إن موضوع قناة مودة ده مستفز جدًا، وبتسأل المجتمع المصري ذا كان نسي تاريخ مصر مع التطرف الديني، وبترد على الناس اللي بتقول إن دي خطة لفضح الشيوخ دول، وبتقول إن ده عذر أقبح من ذنب.
أخيرًا، حابين نقول إننا عندنا تخوف من وجود قناة بتستضيف مجموعة من الشيوخ اللي لهم تاريخ مع التطرف وتم ذكر أسمائهم في قضايا خلايا إرهابية داخل مصر وخارجها. وكمان شايفين إن وجود الشيخ الطيب، شيخ الأزهر، مع الناس دي في قناة واحدة ممكن يأثر على شعبيته بشكل كبير وعلى شعبية الأزهر بالكامل.