طارق السامعي: الميليشات حولته من مخرج صحفي لبائع “قات” في اليمن
الحروب والصراعات الخسران الوحيد فيها هو “الإنسان”، وإنسانيتنا اللي بنفقدها بالتدريج مع كل شخص بيودع أهله وبيته وحياته، قصص كتير بنسمعها عن ضحايا الحروب لناس بنشوفها من حال لحال وكان أخرهم قصة للمخرج الصحفي اليمني، طارق السامعي.
حسب كلام العربية، المليشيات حولته من أهم مخرج صحفي في اليمن لبائع قات في أسواق العاصمة، والقات هو نبات بينمو في شرق أفريقيا واليمن. صورة له انتشرت وأثارت موجة كبيرة من التعاطف وفي نفس الوقت الغضب من رواد التواصل الاجتماعي، وخصوصًا في الأوساط الصحفية وبين زملاؤه اللي قضى معاهم فترة طويلة واللي بدأوا يعبروا عن مشاعرهم من خلال بوستات.
كتب الصحفي فتحي أبو النصر على صفحته إنه “في زمن الميليشيات تحول السامعي من أكبر مخرج صحافي في اليمن إلى بائع قات، الميلشيات أجهضت الصحافة كلها،” وأضاف إن طارق السامعي أتحول لـ”بائع قات بشرف.”
السامعي كان بيتولى إخراج أهم تلات صحف أهلية في البلد؛ النداء والمصدر والشارع، وكلها كانت بتطلع في قوالب فنية مميزة ولكل صحيفة هويتها الفنية، بس بعد ما سيطرت جماعة الحوثيين على صنعاء كل المؤسسات الإعلامية اتقفلت، فقرر إنه يشتغل شغلانة بسيطة تجيب له دخل يعيش به.
وختم كلامه إن طارق مش الصحفي الوحيد اللي دفع تمن انهيار الدولة وإغلاق المؤسسات، بس صورة مخرج مبدع وهو بيقوم بعمل خارج تخصصه وبعيد عن اهتمامه بتُثير الوجع.
انتهاكات بحق الصحافة في اليمن
كشفت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين في تقريرها سنة 2020 بعنوان “الإجهاز على الشهود”، عن أكتر من 4 آلاف انتهاك بحق الصحافة والصحفيين في اليمن، وارتكبت ميليشيات الحوثيين 98.2% منها.
مختلف أنواع الانتهاكات طالت الصحافيين ومؤسساتهم، 4364 حالة انتهاك أتوزعت على تلات فئات أتمثلت في الانتهاكات اللي طالت الأفراد، والانتهاكات اللي طالت المؤسسات والوسائل الإعلامية، والانتهاكات الجماعية.
وبناءًا على تقرير اتنشر في العربية سنة 2021، نقابة الصحفيين اليمنيين رصدت 28 حالة انتهاك ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وقالت إن 8 حالات اختطاف واعتقال وملاحقة، و4 حالات تعذيب لصحفيين في المعتقلات، و4 حالات حرمان من الرعاية الصحية للمختطفين، و4 حالات تهديد وتحريض ضد صحفيين، و3 حالات منع من التصوير ومصادرة كاميرات مصورين، وحالتين إيقاف لوسائل إعلام، وحالتين مداهمة لمنازل صحفيين، وحالة واحدة إيقاف عن العمل.
صحفيين كتير وإعلاميين دفعوا تمن انهيار دولتهم، من وقت انقلاب الحوثيين في سبتمبر 2014، الميليشيات أغلقت وصادرت كل الصحف ووسائل الإعلام المعارضة لها، وحبست عشرات الصحفيين خلف القضبان. ومئات منهم فقدوا مصادر دخلهم وأتحول معظمهم في جمع النفايات والتلج وأعمال شاقة.