شخلعة: الرقص البلدي كمحاولة للنجاة والتعبير عن الأزمات دون إغراء
قررت “مي عامر” الباحثة والمحاضرة في الأنثروبولوجية الثقافية، إنشاء فريق اسمه “شخلعة”، هذا الفريق كان بهدف أن تٌعبر السيدات عن نفسها وعن أجسادها بحالتها كما هي، لا بهدف الحصول على جسد مثالي أو جسد رشيق، فقط كمحاولة لتعبير الجسد عن ما مر به من متاعب وأوجاع.
الرقص البلدي وليس الشرقي
تؤكد في كل اللقاءات “مي عامر” مؤسسة فرقة (شخلعة) أن فريق “شخلعة” فريق مهتم بالرقص البلدي ليس الشرقي، وترى أن هناك فارق بين المصطلحين، وتوضح ذلك قائلة:” اولًا احنا بنفضل استخدام مصطلح رقص بلدى مش شرقي وشايفين إن شرقي مصطلح تعميمي وعنده أبعاد استعمارية فاللى احنا بنعمله هو رقص بلدى بتاع بلدنا وهو واحد من فنون رقص مصري واسع وكبير” وأضافت “عامر” أسباب تسمية الفريق:” اختيارنا لمصطلح شخلعة عشان هو مصطلح مصري عامى بيحمل معانى للانبساط والدلع والحركة الغير محترفة والارتجالية … وده بيكون جزء أصيل من عروضنا … احنا برغم اننا مهتمين إن يتم دراسة حركات بمنهح لمدة ٣ شهور بس برضه بنسيب الراقصة تبدع على أغنيتها الفردية بالقاموس الحركى الخاص بيها وبالطريقة اللى تحب ترقص عليها … فهى دعوة للشخلعة، الحركة، الدلع، الانبساط اللى مفيهوش إلزام الاحتراف خصوصًا إننا مساحة ممارسة أكتر من إنها مساحة احتراف” مؤكدة على أن الهدف من “شخلعة” هي كونها مساحة تعبير عن الأوجاع التي يحملها جسد الراقصة ليس إلا.
شرارة البداية
ولدت الفكرة من رغبة “مي” وصديقاتها بأن تكون هناك مساحة لتكرار تجربة الرقص كعادة رياضية لهن ولتعبيرهن عن أجسادهن، وبدأت القصة من هنا كما تقول “مي”:” اتولدت الفكرة من إنى علشان أحافظ على إنى أرقص بشكل دوري دعيت صديقات إننا نتقابل ونأجر قاعة في مركز ثقافي ونتقابل نرقص ونتعلم من بعض ونقلد فيديوهات من الإنترنت الكلام ده بقاله ٣ سنين”، ومنهن مدربات وأصدقاء هما “آسيا علي، ونورا خورشيد، وآلاء الديب” بالإضافة إلى 6 راقصات.
واجه فريق “شخلعة” ومدربيه انتقادات بسبب أنها مساحة تخص السيدات فقط، وفي هذا تقول “عامر”:” الحقيقة مفيش دعوة أتعلن عنها بشكل واضح على الصفحة … بس هو حصل انتقاد لينا من أصدقاء إن ليه مساحة للستات بس … دى حاجة رجعية أو متخلفة … والرجالة قالوا عايزين يشوفوا العرض… أحنا كنا بنقول أن المجتمع ضاغط والستات مش هتستحمل التهديد والوصم خصوصا أننا مش بنقول على نفسنا محترفات … فكانوا بيقولوا طب عايزين نتعلم … فنقول طيب يالا نتجمع ونعمل كلاس فينسحبوا….الرقص البلدى عموما جندريًا متقسم أن الست بترقص والراجل بيتفرج … لدرجة أن بعض التعليقات مش فاهمة ازاى يعنى ستات هترقص من غير رجالة تتفرج عليها … اللى أسس لده سوق الرقص عموما اللى خلى الرقص تلبلدى مهمة للستات اللى بجسم مثالى ومشدود وقدرات لياقة بدنية خارقة”، وهذا يفتح بابًا لتأمل تعامل المؤسسين مع فكرة الرقص البلدي.
الهدف من الممارسة بين الاحترافية والذكورية
خلال الحديث تكرر “مي” أن الاحترافية مرتبط بالذكورة، وكان هذا داعيًا للتساؤل حول الهدف من “شخلعة” وتجمعها، لتقول:” ارتبط الفن ده من أول الاستعمار لغاية السينما والدراما .. أن الرقص بيحصل من الست عشان تثير الراجل … فده بقى دوره وبالتالى مين الست اللى هتثير هذا الراجل ؟ ورغم أنه سؤال له إجابة واسعة وكبيرة بس الإجابة عموما ست حلوة حسب نموذج السينما والإعلان الساzد وعندها قدرات فظيعة بتأكد أنها قادرة على عمل علاقة جنسية ممتعة” وأضافت:” الرقص البلدى كفن احترافي مخرجش من الكباريهات إلا في مرات قليلة وكل مرة كان بيخرج للسينما أو التليفزيون أو المسرح كان بيفتح أفق أن التعامل مع الراقصات يكون أحسن بس بسرعة بيتقفل عليه” وتضيف أن الهدف الرئيسي من “شخلعة”:”اللى بنحاول نعمله في شخلعة أننا نرجع الرقص لكونه فن ممتع بتمارسه ستات بتحبه وبتقدره أمام ستات تانية عشان نشيل شوية حكاية الإغراء دى فتفضل المعادلة فيها فن وفنان ومتلقي”.