حواديت الشوارع.. هل انتهى زمن اللعب تحت البيت؟
الشوارع حواديت، وكل واحد له حدوته الخاصة، بنت الجيران وأصحاب زمان ولعب الكرة والبلية وكواليس اختيار فريقك، اللعب في الشارع له دستور خاص يمشي على الجميع لا يفرق بين غني وفقير أو بنت وولد، هذا ما تعودنا عليه، لكن بعد انتشار التكنولوجيا واختفاء اللعب في الشارع، نسترجع بعض الذكريات من زمن اللعب الجميل.
عالم الشخص يبدأ بأسرته ثم أصدقائه وبيئته، زمان كان الشارع صاحب دور رئيسي في تكوين شخصية الفرد، فاللعب في الشارع يعرفك على أشخاص جدد، ويخليك تتعلم مهارات مستحيل تدخل البيت لو فضلت فيه سنين، لكن فاكر أول صديق لك في الشارع وازاي اتعرفت عليه، وفاكر كام مصيبة عملتها وصاحبك دارى عليك صديقك لأن لو أهلك عرفوها “يرنوك حتة علقة، مش هتنساها طول عمرك”؟
أصحاب الشارع وقصص لا تنسى
في الغالب أصحابك في الشارع هما جيرانك أو معاك في نفس المدرسة، حسيت بالألفة معاهم لأنهم معاك في مكان الدراسة والسكن واللعب، تتفقوا على ميعاد اللعب، وغالبًا ماتتفقوش، وكله يقول “احنا هنلعب أول ما نصحى” فاليوم عند الأطفال يبدأ عند الصحيان، وبعدها يخرج الطفل الأشقى في المجموعة ينادي على أصدقائه من تحت البيت ويلحن أسمائهم، فتسمع نغمة “يا محماااد” كنوع من أنواع التنبيه والتذكير، موعد اللعب حضر وولازم تنزل بسرعة، وتعلنوا الخبر لأصحاب المحلات في الشارع بأن العصابة هتكوّن تشكيلاتها في شارع، جزء يلعب الكرة وهم الأولاد، أما شقيقاتهم هيلعبوا “استغماية” أو هيقعدوا على الرصيف تحكي كل واحدة منهم لصاحباتها عن حكايات آخر فرح حضرته، أو أحدث أزياء وقصات الممثلين.
كل شخص في الشارع كان بيعتبر الأطفال من أفراد أسرته فبيحافظ عليهم، وده طبعًا مش معناه إن الأطفال كانوا ملائكة، ولكن هما نفسهم بيكسروا إزاز العربيات، أو شباك جارهم، وبيكون رد فعل متوقع منه إنه ياخد منهم الكرة عنوة و”يبقى نهارهم مش فايت لو خد الكرة وقطعها”.
دوام الحال من المحال
علقت الدكتورة فيفيان فؤاد، مستشار وزارة التضامن الاجتماعي لبرنامج وعي وبرامج المواطنة، في فيديو لها على الصفحة الرسمية لوزارة التضامن الاجتماعي، بتوضح أن نسبة العنف الأسري ضد الأطفال وفقًا لأخر مسح للأسرة المصرية، وصلت إلى 75 % من الأطفال المصريين من سن سنة واحدة لسن 14 سنة تعرضوا لأشكال مختلفة من العنف، في إشارة لأحد أسباب اختفاء اللعب في الشارع، بسبب الخوف عليهم بعد زيادة العنف ضد الأطفال.
ألعاب الشارع أقوى من الاحتكار
ألعاب الشارع كانت ثابتة رغم اختلاف الطبقات، فأولاد الأحياء الشعبية بيلعبوا نفس ألعاب أولاد الأحياء الراقي، الكرة والبلي والاستغماية والأولى والطيارات الورق وثبت صنم وكيكا على العالي، نفس القواعد في كل الأحياء، لكن أكيد صاحب الكرة في أي حي لازم يلعب مع الفريق الأقوى، ويجبر الفريق على أنه يلعب أخوه الصغير معاه، حتى إذا كان أخوه ماعندوش أي مهارة.
مساحات اللعب وأسئلة الأطفال
الشوارع كان فيها مساحات تسمح باللعب، والعربيات ماكانتش كتير زي دلوقتي، لو شوفت أي حوار تليفزيوني لأي نجم من نجوم الفن والمجتمع من الخمسينات لحد التسعينات هتلاقيه فاكر تأثير فترة اللعب في الشارع عليه بالإيجاب، وازاي استفاد من الوقت ده، لكن حاليًا النجوم الشباب قليل لما تسمع منهم حد بيحكي عن ذكرياته في الشارع، يمكن لإن اللعب في الشارع قلت حواديته وانتقلت للعالم الإلكتروني، فدلوقتي بقينا نلعب ببجي أونلاين وفيفا، ولو حد اتجمع مع شلته يبقى علشان يلعبوا البلاي ستيشن، حتى الشارع بقى مليان عربيات ولا يصلح للعب.