داعش البحر: لقب أطلقه صغار الصيادين في تونس على آفة بحرية بتهدد أرزاقهم
سواحل البحر المتوسط التونسية هي مصدر رزق كبير لمجموعة واسعة من صغار الصيادين اللي بيدخلوا بمراكبهم في أعماق البحر وينصبوا شباكهم علشان يجمعوا رزقهم، ولكن خلال السنوات اللي فاتت ظهر غزو بكميات ضخمة من السلطعونات اللي بتقطع شباكهم وبتسيبهم خسرانين خسارة كبيرة.
قدرت بلاد كتير على سواحل المتوسط تستغل السلطعون كمصدر دخل للصيادين من خلال صيده وتقديمه كوجبة بحرية قيمة، ولكن في محافظات المهدية وصفاقس والمنستير التونسية، اتحول غزو السلطعون لآفة بتهدد أرزاق الصيادين من خلال تقطيع شباكهم، وكمان بتتغذى على صغار السمك فبتشكل تهديد للنظام البيئي والثروة السمكية اللي بيعتمد عليها الصيادين.
ويقول ناجي، واحد من الصيادين التونسيين ورب أسرة ورب أسرة مكونة من خمس أفراد، إن “داعش البحر شكل خطر متواصل على نشاط الصيادين خصوصا إنه بيقطع الشباك بمخالبه وبيتغذى على الأسماك اللي بتشكل حصيلة يوم كامل من الصيد.”
تاريخ غزو داعش البحر للسواحل التونسية على البحر المتوسط
بدأ انتشار الكائن البحري القشري ده في تونس من 2014، وبدأ يشكل أزمة كبيرة للصيادين نظرًا لإنه بيهاجم شباكهم وبيقطعها علشان يوصل للأسماك الموجودة فيها ويأكلها، وبيقول الصيادين إنه حتى السمك اللي مش بياكله في الشباك بيقطعه نصين بمخالبه الحادة.
وبيضيف الصيادين اللي سموه “داعش” بسبب تكاثرة بصورة كبيرة فجأة وعدوانيته الكبيرة، إنه بيهاجمهم لما بيحاولوا يخرجوه من الشباك، وبيجرح صوابعهم بمخالبه. بيوضح جمال بن جمعة زيود، ببحار من جزيرة جربة: “شبهناه بداعش لإنه تكاثر بسرعة في وقت قليل وسبب خراب كبير”. ويضيف: “داعش هو ريس البحر، بيختار بعناية اللي يأكله، ومش بيشبع، ولو فضلت في الشباك أسماك بيقطعها بمقصه الحاد نصين”.
يقول ساسي علية الصياد والعضو في الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري: “حوالي 1100 صياد اتصابو بالضرر بسبب السلطعون، بقينا مضطريين نجدد الشباك تلات مرات كل سنة بعد ما كنا بنستخدمها لسنتين”.
ووضحت بعض الدراسات إن السلطعون وصل للسواحل التونسية من خلال طريقين، وكان النقل البحري والتغييرات المناخية اتنين من أهم المؤثرين في هجرته، اللي بترجح الدراسات إنه وصل لتونس خلال هجرته الطبيعية بعد عبور قناة السويس في طريقه من المحيط الهندي والهادئ، وبعدها دخل البحر المتوسط.
أما الاحتمالية التانية فبتقول إنه وصل عن طريق سفن الشحن اللي بتعدي من قناة السويس لخليج قابس، ولما بتفرع شحناتها من المياه في الخليج، بتكون فيها بيوض السلطعون.
وللتغييرات المناخية دور كبير في غزو السلطعون لسواحل تونس، بالذات إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية خلى درجات حرارة خليج قابس في تونس متقاربة جدًا مع درجات حرارة البحر الأحمر وبالتالي بقى مكان مناسب لعيش السلطعونات اللي بتلاقي فيه مصدر مناسب للغذاء من الأسماء الصغيرة والقريدس.