جريمة مرعبة في تفاصيلها، وفي غايات منفذيها وأعمارهم، وفي تسويقها وفي مسرح الجريمة! تلك التي حدثت بين شبرا في القاهرة، والكويت، عندما أقدم مجرم مراهق بقتل طفل بطريقة بشعة بناء على اتفاق مع شخص آخر في الكويت، وصوره وهو ينزع أعضاءه ليبيع الفيديو لجهة لا نعلمها ولكن ما نعلمه هو أن المسرح ومحرك الجريمة كان الدارك ويب!
تلك المساحة الكبيرة الخفية والتي لا نعلم عنها شيئًا، فما نفعله ويظهر لنا من الإنترنت لا يشكل سوى 4% فقط من الحجم الطبيعي للشبكة العنكبوتية، أما النسبة المتبقية التي تمثل نحو 94% فهي تمثل هذا الجانب الخفي أو المجهول من الشبكة، والذي لا يمكن الوصول إليه من خلال المتصفحات العادية، والمعروفة بعالم الجريمة الخفي والمظلم ..
باستخدام محرك بحث مجهول مع الحصول على دعوة من عضو فاعل في الموقع، تفتح لك أبواب عالم الجريمة من تجارة السلاح والمخدرات وبيع الأعضاء البشرية واستغلال الأطفال جنسيًا، وتأجير الأشخاص لتنفيذ جرائم القتل والاغتيالات وتهديدات بنشر معلومات حساسة أو المساومة على صور، وبيع العقاقير غير القانونية، شراء بطاقات هوية مزورة، وبرامج ضارة وكل هذا دون الكشف عن هوية أي من أطراف المعاملة ولا حتى الوسيط بينهم، والتعاملات المالية من خلال العملات المشفرة، ورغم أن هدف استخدامه في البداية جاء لتوفير حرية التعبير عن الرأي، إلا أنه أصبح غير ذلك.
بحسب مجلة “إنفو سكيوريتي” المتخصصة في الشؤون الأمنية، فقد تزايد حجم أعضاء منتدى الإنترنت المظلم أثناء تفشي جائحة كورونا مطلع عام 2020، إذ ارتفع عدد الزوار بنسبة 44% على العام السابق عليه، ووفق أحدث بيانات في 2020، شهدت عائدات التعاملات على مواقعه ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى 1.5 مليار دولار.
في عام 2013 تمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي بالولايات المتحدة (FBI) من توقيف “إريك أوين ماركيز” أشهر مرتكب جرائم إلكترونية بالعالم، موجهًا إليه عدة اتهامات، بينها الإعلان عن مواد إباحية متعلقة بالأطفال على “دارك ويب”.
واعترف بالتهم بعد 7 سنوات من التحقيقات، والتي كشفت أنه عمل على تسهيل إساءة معاملة أكثر من مليون طفل، هذا ما حدث في الخارج أما فيما يخص الدول العربية، فكانت جريمة طفل شبرا الخيمة تكاد تكون الحادثة الوحيدة التي ظهرت إعلاميًا وخرجت للنور بسبب فشل المجرم في إخفاء أثار جريمته، ولكن ما خفي في الجرائم وما خفي على الدارك ويب كان أعظم.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: الكلمة القاتلة: قصائد تسببت في سفك دماء أصحابها