حكاية علم: تاريخ أشهر الأعلام العربية
العلم هوية ورمز لكل دولة، يعبر عنها ويحكي قصتها، شيء معنوي ملموس تستطيع أن تعبر به عن حبك لبلدك، ترفعه في الاحتفالات والمباريات، ولكن هل سمعت من قبل عن القصة التي وراء تلك الأعلام؟
مصر
العلم بدأ أول شكل له في 1805، عندما أصدر محمد علي فرمان بتخصيص علم لمصر كنوع من أنواع تكملة عصر النهضة الحديثة، وبدأ في التغيير على مدار كل السنين حتى وصل للشكل الحالي. في بداية الأمر كان هلال ونجمة باللون الأحمر مستوحى من الدولة العباسية، ومن ثم هلال ونجمتين، وبعد ذلك هلال وثلاث نجوم باللون الأخضر، وفي الوحدة بين مصر وسوريا كان مثل شكله الحالي مع نجمتين لونهم أخضر في في المنتصف، حتى أصبح بشكله المعروف ، النسر ينظر لليمين ومستند على قاعدة مكتوب عليها جمهوية مصر العربية بالخط الكوفي.
الأحمر هو دلالة على دم الشهداء، والأبيض لون النصر والسلام، والأسود حداد على كل من ذهبت روحه في سبيل الوطن، والنسر دلالة على صقر قريش ويقال إنه خاص بصلاح الدين الأيوبي.
لبنان
حكاية العلم اللبناني بدأت مع الأمير فخر الدين سنة 1516، وقت اعتماده علم من لونين أحمر وأبيض ويتوسطه إكليل أخضر، وظل محل تغير على مدار السنوات السابقة، ولكن في المرة التي تم الاستقرار فيها على شكله الحالي كان في ذكرى حكومة الاستقلال الوطنية، التي ناضلت حتى إطلاق سراح رئيس الجمهورية من الاعتقال لدى القوات الفرنسية وموافقة فرنسا على منح الاستقلال التام، وفي هذا اليوم تم تغيير العلم اللبناني وتحريره من جميع الألوان الفرنسية.
النائب سعدي المنلا كان مسئولًا عن مهمة رسم العلم الجديد، وفي رواية تقول لم يكن متاح وقتها قلم أخضر، فشجر الأرض رسم بالقلم الرصاص.
اللون الأحمر هو تخليد للشهداء في ثورة تشرين التاني سنة 1943، واللون الأبيض يرمز لبياض الثلج الذي يتراكم على جبال لبنان وهو رمز الصفاء والسلام، وشجرة الأرز بترمز للقداسة والخلود والصمود والعراقة.
سوريا
العلم الرسمي لسوريا كان في البداية علم الدولة العثمانية، وظل حتى جلاء أخر جندي عثماني من الدولة، بالتحديد سنة 1918 وقت قيام الثورة العربية الكبرى وعندها أخدت سوريا علم الثورة رمز لهم؛ عبارة عن 3 خطوط أفقية “الأسود والأبيض والأخضر” ويتوسطهم مثلث أحمر، وذلك العلم هو نفسه الذي تم رفع في سوريا بعد جلاء العثمانيين.
وفي 1920، عند الإعلان عن استقلال سوريا العلم ظل العلم كما هو مع إضافة نجمة على المثلث الأحمر.
ولكن بعد ذلك قرر المجلس الأعلى للحلفاء رفض قرار الاستقلال وإعطاء فرنسا حق الانتداب ودخلت سوريا وقتها معركة واتهزمت من القوات الفرنسية، والنتيجة كانت تغيير كلي للعلم؛ فرنسا جعلته علم أزرق يتوسطه دائرة بيضاء ومن على الجنب نموذج مصغر لعلم فرنسا. بعد ذلك عندما تم التوقيع النهائي على استقلال سوريا، تغير العلم كليًا، بس في سنة 1958 عندما أعلن الرئيس جمال عبد الناصر عن الوحدة بين مصر وسوريا، العلم تغير مرة أخرى حتى يدمج ما بين العلم المصري والسوري، وظل يتغير على مدار السنين وعاد لنفس الشكل؛ علم الجمهورية العربية المتحدة.
الأحمر يعبر عن السيوف المخضبة بدماء الأعداء، والأبيض لأفعال المعروف، والأخضر للنماء والبركة، والأسود للمعارك، والرموز مأخوذة من بيت الشاعر صفي الدين الحلي؛ “بيض صنائعنا سود وقائعنا.. خضر مرابعنا حمر مواضينا.”
فلسطين
من أكتر الأعلام التي يرفعها الشعب العربي، فلسطيني أو غير فلسطيني تضامنًا وتعبيرًا عن القضية الفلسطينية، أول علم كان خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين في الفترة ما بين 1920–1948، استخدموا علم فلسطين على أساس إنه راية مدنية بريطانية، لم بيعبر عن فلسطين ولم يعترف به لا شعبيًا ولا رسميًا، كان يرفع فقط فوق المؤسسات الحكومية التابعة للانتداب.
الشريف حسين هو الذي صمم الشكل الأساسي للعلم الحالي، على إنه علم الثورة العربية سنة 1916 ورمز للحرية، وفي سنة 1964 تم الاعتراف بالعلم من قبل جامعة الدول العربية، ولكن بعد 3 سنوات إسرائيل أقرت قانون يحظر علم فلسطين ويمنع إنتاج أعمال مكونة من ألوانه الأربعة.
ولكن في سنة 2005، صدر قانون يخص حرمة العلم الفلسطيني ويحدد كيفية احترامه العواقب التي ستتم في حالة مخالفته أو الاستهانة بها.
ومن الجدير بالذكر إن الجمعية العامة للأمم المتحدة وافقت على رفع علم فلسطين في مقرها في نيويورك، بقرار صدر في 2015، وصوّت للقرار 119 دولة وامتنعت 45 دولة و8 دول عارضوا.
الأردن
بدأ الاستخدام الرسمي لعلم الأردن في 1928، وهو مشتق من علم الثورة العربية الكبرى التي أعلنها شريف مكة الشريف حسين على الدولة العثمانية، الألوان الأربعة؛ الأسود لراية الدولة العباسية ،والأبيض راية الدولة الأموية، والأبيض راية آل البيت، والأحمر راية الثورة الكبرى، أما عن الأشكال ستجد المثلث الأحمر يدل على السلالة الهاشمية، والنجمة السباعية تدخل على فاتحة القرآن الكريم .
ومن الجدير بالذكر أن العلم الأردني محمول على أعلى سارية في العالم، والتي تم افتتاحها سنة 2003، بالإضافة إنه تم ترشيح دخول علم الأردن لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، كأكبر علم تم رفعه خلال مبارة كرة قدم في العالم خلال مباريات كأس آسيا بالدوحة سنة 2011.