حرارة الخليج تقتل العمال الوافدين: البحرين تقر قانون لمنع العمل في فترة الظهيرة
امبارح الاتنين، انعقدت الجلسة الإعتيادية الأسبوعية لمجلس الوزراء البحريني برئاسة نائبه الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، ووزير البنية التحتية، في قصر القضيبية. وكان المجلس أقر قبل كده قانون يمنع العمل خلال فترة الظهيرة في فصل الصيف، وعلى ذلك استعرض المجلس نتيجة القرار واللي منها انخفاض الحوادث المهنية، وارتفاع مستوى الإنتاجية.
حرارة الخليج تقتل: العمال الوافدين يفقدون حياتهم في سبيل لقمة العيش
ممكن توصل درجات الحرارة في دول الخليج الغنية بالنفط لـ50 درجة مئوية، وعلشان كده هتلاقي التكيفات موجودة في كل مكان، في البيوت والسينمات والمولات وحتى بعض الشوارع بتكون مقفولة ومُكيفة. ولكن بالنسبة للعمال المهاجرين من دول فقيرة للعمل في الدول دي، الوضع مش بيكون كده خالص.
بيضطر العُمال دول يشتغلوا في درجات الحرارة اللي بتتخطى أحيانًا 50 درجة مئوية، في أعمال شاقة زيّ البناء والإنشاءات أو أعمال استخراج النفط، وكلها أعمال بتتم في الخارج وبيتعرضوا لأشعة الشمس المباشرة في ظروف عمل شديدة القسوة ولها نتائج مدمرة على صحتهم.
دهان باهادور ماغار، عامل من نيبال، راح يشتغل في الخليج في 2015، بدأ يشتغل في السعودية وبعدين قطر. بدأ باهادور يشكو من نزيف انفه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وقرر في النهاية العودة لأسرته في نيبال بعد ما لقى نفسه مش قادر يتحمل ظروف العمل في درجات الحرارة المرتفعة دي، ولكن اصدقائه اكتشفوا جثته بعدها في سن الـ31 سنة. في سن الـ31. كتبت المستشفى القطرية إن سبب الوفاة “سكتة قلبية”.
دكتور راتنا ماني غاجوريل، استشاري أمراض القلب، في مدينة كاتماندو النيبالية بيقول: “العمل في درجات الحرارة أعلى من 40 بيخلي آلية عمل الجسم الطبيعية تتفكك”، وبيضيف: “حتى الأصحاء بيعانوا من الشغل في درجات الحرارة دي إجهاد الحرارة”. وبينهي دكتور ماني كلامه: “مافيش شخص في سن الـ31 سنة، مش بيموت بسكتة قلبية من غير سبب”.
خلال الـ15 سنة الماضية مات أكتر من 2000 عامل من نيبال في قطر وحدها. أكتر من تلت الوفيات دي كان بسبب الإجهاد الحراري. بيقول الدكتور ريشي كومر كافلي، استشاري أمراض الكلى في مدينة كاتماندو: “الحرارة الشديدة مدمرة للكليتين”.
اشتغل العامل النيبالي هيم باهادور رانا في دبي لمدة سنتين قبل ما يُصاب بفشل كلوي، ورجع بلده وخو محتاج غسيل كلوي تلات مرات في الأسبوع. بيقول باهادور إنه كان بيشتغل في سفينة نفط لتنظيف قاع السفينة في غياب الاكسجين وفي درجات حرارة مرتفعة، وماكانش مسموح للعمال يوقفوا الشغل علشان يشربوا مياه. كان باهادور بيُصاب بالصداع طول الوقت وبدأ يلاحظ بول رغوي، وتورم ايديه ورجليه، ولما راح المستشفى اكتشف إن دي أعراض مرض كلوي.
بعد اكتشاف باهادور إن مريض كلى اتصاب بالفزع لإن ده معناه إنه مش هيقدر يشتغل علشان يصرف على أسرته، والشركة اللي اشتغل فيها واتصاب بالمرض اللي اعجزه عن العمل فيها ماديتوش أي تعويض.
في ملايين من العمال المهاجرين زيّ دهان باهادور ماغار وهيم باهادور رانا بيموتوا بسبب ضغط العمل في درجات الحرارة المتطرفة في الخليج، أو بيصابوا بأمراض خطيرة ومش بياخدوا حتى تعويض على اللي حصلهم، ويمكن يكون قانون العمل الجديد اللي تم تطبيقه في البحرين بداية الإصلاح في منظومة العمل في دول الخليج.