حاجات مانعرفاهاش عن جمعة الشوان “أحمد الهوان”
جمعة الشوان واحد من أبطال المخابرات المصرية، ويُعتبر من أهم العملاء اللي عاشوا الصراع العربي الإسرائيلي. خدع الموساد أكتر من 11 سنة، وكان عميل مزودج، واسمه الحقيقي هو أحمد محمد عبد الرحمن الهوان. اتعرف دوره وبطولاته للناس بعد ما اتعرض مسلسل “دموع في عيون وقحة” بطولة عادل إمام. وفي ذكرى ميلاد الأسطورة والراجل السويسي، هنتكلم عن خبايا ومعلومات مانعرفهاش عنه.
في بداية حياته والده طلب منه يسيب المدرسة ويساعده، اشتغل معاه في محل البقالة وكان بيدي له نص قرش أو “تعريفة” بيجيب بها حلاوة وزلابية. وبعدها اشتغل مع أخوات والدته في مقاولات المراكب، وكان بيدهن المراكب مقابل 6 قرش صاغ في اليوم، واترقى بعد كده وبقى ياخد 20 قرش.
وشوية بشوية حب شغل البحر والبمبوطية واتعلم لغات كتير من الناس اللي كان بيتعامل معاهم، وتجارته كبرت بالتدريج. بعد النكسة الوضع أتغير، فحب يسافر اليونان لإنه افتكر قبطان يوناني كان صديقه مدين له بفلوس وصديقة ده عرض عليه شغل كظابط إداري.
وفي الوقت ده اتعرف على جوجو، وهي الشخصية اللي حاولت تغريه علشان يشتغل معاها، وهنعرف إيه اللي هيحصل مع جوجو في نهاية المقال. المهم، هي حاولت تغريه علشان يتولى رئاسة فرع شركة للحديد والصلب ويفتحوا مكتب لها في عمارة الإيموبيليا مقابل 185 ألف دولار، ووقتها الموساد أمروه إنه يزور قناة السويس علشان يعرف حقيقة بعض السفن اللي هناك.
وهنا كانت النقطة الفاصلة في الموضوع، وقتها شك الشوان بسبب إن اسمائهم كانت يهودية، وبعد ما رجع من رحلته قرر إنه يروح للمخابرات المصرية ويحكي لهم على كل حاجة، ووقتها قرروا إنه يبقى عميل مزدوج. وخلال فترة شغله كعميل مزدوج زار إسرائيل 38 مرة، وكان بيديهم معلومات حقيقية بس لأماكن وهمية، زيّ قواعد الصواريخ.
جمعة الشوان صرح قبل كده في مجلة الإذاعة والتلفزيون إنه أتجوز سعاد حسني، وقال إنه أتجوزها عرفي سنة 1969 يعني قبل حرب أكتوبر، واستمر جوازهم لمدة 8 أشهر، بس أخت سعاد حسني نفت ده وقالت لازم يثبت بالأوراق.
البطة السمينة وشكرًا لحسن تعاونكم معنا
وتمر السنين ولسه جمعة الشوان عميل مزدوج، بس بعد 1973 الوضع اتغير؛ بعد حرب أكتوبر طلبت منه إسرائيل إنه يرجع وبعتت له رسالة مكتوب فيها “احضر البيت فورًا”، وطلبوا منه إنه ياخد أحدث جهاز إرسال، ووقتها امتلكت إسرائيل واحد من أصل 3 لـ4 نسخ من جهاز الإرسال ده في العالم. الجهاز ده كان بيبعت الرسالة من تل أبيب للقاهرة في 6 ثواني علشان يسجل به معلومات ويجيب أخبار عن مصر، وقدر جمعة الشوان إنه يدخل الجهاز ده مصر في شكل “فرشاة مسح أحذية”، والمخابرات المصرية سمته “البطة الثمينة” لإنه كان كنز حقيقي.
كانت أول وأخر رسالة يبعتها جمعة من جهاز الإرسال من القاهرة هي “من المخابرات العامة المصرية.. نشكركم على حسن تعاونكم معنا”.
و في الساعة 11.15 قبل الضهر، يوم الأربع 22 ديسمبر سنة 1976، المخابرات المصرية بعتت برقية موجزة للمخابرات الإسرائيلية كتبت فيها “من المخابرات العامة المصرية للمخابرات الإسرائيلية، نكرر شكرنا على إمدادكم لنا بأدق وأخطر أسراركم، التي كشفت لنا المزيد من عملائكم داخلياً وخارجياً وذلك على مدى سنوات، وإلى اللقاء في معارك ذهنية أخرى”. وبمجرد وصول الرسالة، أطلق ضباط الموساد، اللي اتولوا تدريبه والإشراف عليه، النار على نفسهم.
ومن هنا انتهت علاقته بإسرائيل وبالمخابرات، وكل ده وولاده ماعرفوش بطولاته وإنه كان جاسوس إلا بالصدفة، جمعهم بحجة إنهم يشوفوا إعلانه الجديد واتفاجئوا ببرنامج يبحكي فيه قصته، ده غير إنه سجل مشوار حياته على 20 شريط كاسيت عبارة حوالي 40 ساعة.
نييجي بقى لنهاية جوجو اللي قولنا هنسيبها لأخر المقال، حسب حوار لابن جمعة الشوان عن جوجو ديفيدز، قدر جمعة الشوان إنه يجندها لصالح المخابرات المصرية. وأعلنت جوجو بعد كده إسلامها وبقى اسمها “فاطمة الزهراء”، وده بعد ما قدمت خدمات لمصر عن الموساد وعن مفاعل ديمونة الذري قبل حرب 1973، وكرمتها مصر من غير ما تعلن مكانها.