بوست على الفيسبوك اتحول لساحة من التعليقات المخيفة عن الوحدة
من كم يوم، في أم كتبت بوست عن موقف محزن حصل مع ابنها يوم عيد ميلاده، لما عزم أصحابه المقربين لقلبه واللي كان بيروح كل حفلاتهم وماكانش بيتأخر عن أي حد فيهم، وكان منتظر إنه يلاقيهم جانبه في يوم مهم بالنسبة له زيّ ده، بس للأسف ده ماحصلش وماحدش جيه من أصحابه العيد ميلاد، والمفاجأة بقى إن البوست بتاع الأم اتحول لساحة من التعليقات المخيفة من أشخاص بتحكي عن مواقف شبه اللي حصلت مع ابنها، ومأساتهم مع الوحدة وخذلان اتعرضوا له من أقرب الناس ليهم.
من بنت عزمت كل أصحابها على فرحها وماحدش جيه، والناس سألتها هما صحابك فين؟، لولد عزم أصحابه على عيد ميلاد أخوه ولما ماحدش جيه، راح لكل واحد فيهم البيت علشان يطمن عليهم وكل واحد خلق عذر وسبب يهرب بيه من سبب عدم حضوره، كلها كانت كومنتات في البوست على نفس النمط من الخذلان والشعور بالوحدة، ازاي ممكن ناس المفروض إنها قريبة مننا تحسسنا الإحساس ده؟ إحساس الوحدة في أهم أيام في حياتك، ازاي ممكن بنت تقف بطولها في فرحها وتتحرم من لمة الصحاب حوليها؟ مجرد التفكير في الموضوع صعب.
الصاحب مش كلمة كده وخلاص بنرددها، المفروض نعلم أولادنا من دلوقتي ازاي يبقوا أصحاب بجد، ازاي مايبقوش سبب في يوم من الأيام في ألم نفسي لصديق، لإن الصحاب اتخلقوا علشان يهونوا على بعض الطريق، مش علشان يبقوا سبب في كسرة وحزن بعض.
وهتلاقي إن في بوستات كتير انتشرت مؤخرًا عن خوف البنات إنهم مايلاقوش حد واقف جانبهم يوم فرحهم، طب ازاي بقى من الصعب دلوقتي إن الناس تبقى سند حقيقي لبعض؟ احنا مش بنتكلم عن اللحظات الحلوة بس، لكن في لحظات ومواقف بجد محتاج تعديها مع حد.
الوحدة مش دايمًا في كل الأحوال بتبقى حلوة، في مواقف بنحتاج فيها ناس معانا تشاركنا أفراحنا وأحزاننا، الهدف من كل الكلام ده هو إننا نقول لو حد صاحبك احتاجك في حاجة ماتتأخرش عليه، كلنا محتاجين نطبطب على بعض علشان نعدي حاجات كتير. لازم كلنا نراجع علاقاتنا بالناس اللي حولينا، احترامًا للناس اللي اختارونا نبقى معاهم في لحظاتهم الحلوة قبل الوحشة، واحترامًا لإنسانيتنا في المقام الأول.