بتر أطراف وجلوس بالحفاضات: شهادات تقرأها وتخشى من تخيلها داخل سجن النقب
معتقل يبعد نحو 18 ميلًا عن حدود غزة، مقسم إلى جزئين، قسم به ما يقارب 70 معتقلًا فلسطينيًا بظروف مروعة، وآخر يضم مستشفى ربط فيها المحتجزون المصابون في الأسرّة، وهم مرتدين الحفاضات، وكشف عدد من المخبرين الإسرائيليين لشبكة “سي إن إن” عن هول ما يجري في هذا المعتقل المروع.
شهادات تقرأها وتخشى من تخيلها
جانب من بعض شهادات المصادر الإسرائيلية التي عملت في هذه الأماكن “مشهد المعتقلين معصوبي الأعين وبعضهم عراة مازال يطاردني” . “رائحة كريهة تملأ المكان بسبب الجروح المهملة التي تركت لتتعفن” العديد من الرجال كدسوا هناك، ومُنعوا من التحدث مع بعضهم البعض حتى”.
“أبلغت القوات الإسرائيلية مراقبي السجن بعدم السماح للمحتجزين بالتحرك، وإجبارهم على الجلوس لساعات في وضع مستقيم، معصوبي الأعين “.. ” شكلت المنشأة ما يشبه “جنة للمتدربين”، فالعديد من الأشخاص غير المؤهلين طبيًا قاموا ببتر أطراف سجناء بدون تخدير بسبب إصابات ناجمة عن تكبيل أيديهم المستمر “.
وبعض المسعفين الذين عملوا قال أحدهم إنه شعر بالضعف التام والعجز حين تعامل مع بعض المرضى هناك.. معتبرًا أن معاملة المساجين جردتهم من كل إنسانيتهم.
وقال في وقت لاحق معتقل ناجي “بينما كنا مقيدين، كانوا يطلقون العنان للكلاب لتدوس علينا بينما نحن مستلقون على بطوننا ووجوهنا ملتصقة بالأرض من دون حراك”.
فتخيل أنك محتجز هناك، بشكل عار ومعصوب العينين وغير قادر نهائيًا على رؤية ما يجري حولك وما تخضع له، إنه تعذيب نفسي، الأمر الذي يصل بك للهلوسة البصرية.
ولكن ما أشبه الليل بالبارحة فمنذ فترة وجيزة نظرت محكمة أمريكية بعد 20 عامًا لدعوى أقامها 3 ناجين من سجن أبو غريب في العراق، ضد شركة CACI International، المسؤولة عن توريد المحققين إلى السجن حيث ستكون هذه المرة الأولى التي يتمكن فيها هؤلاء من رفع ادعاءاتهم بالتعرض للتعذيب إلى هيئة محلفين أمريكية.
فالصور التي نشرت في عام 2004، عن سجناء عراة مكدسين أو يتم جرهم، أو جندي يبتسم ويرفع إبهامه بينما يقف بجوار جثة، أو معتقلين يتم تهديدهم بالكلاب، وآخرين غطت رؤوسهم وربطوا بالأسلاك الكهربائية، كانت هي الحدث وقتها لتعيد لها الحديث من جديد بعد عشرين عام في دعوى مقامة وفي نفس توقيت تقرأ شهادات ما يحدث في معتقل النقب، فهل سنجد دعوى مقامة تنظر إليها أمريكا بعد 20 عام بخصوص فلسطين؟