انتفاضة الجامعات: غزة تحرر العالم وتكسر السردية المزيفة في أكثر بلد يدعم الكيان

جامعة ولاية أريزونا وكولومبيا، ييل وهارفارد ونيويورك، جامعة دنفر وجامعة إيموري، وجورج واشنطن وجامعة ولاية أوهايو، ونورث كارولينا وجنوب كاليفورنيا وتكساس في أوستن وفرجينيا للتكنولوجيا، أكثر من 11 جامعة أمريكية انتفضت وثارت ودخلت في اعتصام وإضراب مفتوح ضم طلاب بمختلف أعراقهم وجنسياتهم في ظاهرة لم نشاهدها بهذا الحجم منذ بداية الحرب على قطاع غزة.

من أشعل فتيل التظاهرات؟

بدأت المظاهرات في 17 أبريل من جامعة كولومبيا، حيث نظم تحالف طلابي يضم أكثر من 120 منظمة طلابية وأعضاء هيئة التدريس اعتصامًا، ونصبوا خيامًا على أرض الجامعة، احتجاجًا على استمرار الحرب في غزة وعلى تمويل الأمريكي للإبادة، ولكن لم يكن هذا السبب الوحيد الذي جعل الجامعات الأميركية تلحق بكولومبيا تباعًا.

بل كان اعتقال الطلبة في جامعة كولومبيا ومعاقبتهم بعد استدعاء رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق شرطة نيويورك لفض الاعتصامات، بمثابة تيار الهواء الذي غذى الاحتجاجات المظاهرات، وتحت شعارات مثل “فلسطين حرة” و “لن نستريح ولن نتوقف” أوقفوا الاستثمارات واكشفوا عنها” ويقصد هنا الاستثمارات بالكيانات والشركات الداعمة لإسرائيل- في قلاع المعرفة الأميركية جابت المظاهرات في الحرم الجامعي.

مما جعل الجامعات تستدعي الشرطة للمتظاهرين، فاعتقلت المئات في جميع أنحاء البلاد، وحتى دكاترة الجامعات ممكن كانوا يدافعوا عن الطلاب لا يسلموا من الاعتقال.

ويوم عن الآخر تزداد طرق القمع عنفًا وضراوة حيث اعتدت الشرطة على المصورين والطلبة واستخدمت صواعق كهربائية ضد طلاب كانوا مقيدين، وأطلقت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، وقيضوا بعنف أساتذة الجامعة الذين كانوا يدعمون احتجاجات الطلاب مثل الأستاذة نويل مكافي رئيسة قسم الفلسفة وأستاذة الاقتصاد كارولين فوهلين، مع هدم الخيام والمعسكرات.

نتنياهو ينادي بالتوقف عن ترهيب الطلاب اليهود

لم ينتظر نتنياهو كثيرًا حتى خرج ببيان يرد ويصف تصرف الطلبة بالتطرف لترهيبهم للطلبة اليهود الذين لا يشعرون بالأمان ومدعيًا ومشبهًا أن ما يجري في الجامعات الأمريكية يذكر بحقبة الثلاثينات في ألمانياوصعود النازية، ولكن الصادم أن من دمر عشرات الجامعات في حرب إبادته على غزة يجرؤ على انتقاد حق الطلبة في التعبير عن موقفهم برفضهم حرب الإبادة التي تشن بأموالهم دافعي الضرائب، فوصف ما حدث بالمخزي بزعم أنه الجامعات لم يتحركوا لمنع هذه المظاهرات.

ماذا يقول القانون؟

على عكس بعض الدول الأوروبية، تعد معارضة إسرائيل في الولايات المتحدة حقًا يحميه الدستور، وكل الأفراد أو الجماعات أحرار في التعبير عن آرائهم حول هذه القضية، أو أي قضية أخرى دون خوف من أية عواقب قانونية، إذ يضمن التعديل الأول للدستور حرية التعبير والحق في الاحتجاج السلمي أو التظاهر.

وهذا التعديل الأول هو تعديل لنص الدستور الأصلي الذي يتضمن منع صياغة أي قوانين تحد من حرية التعبير، أو التدخل في حق التجمع السلمي، وعلى مدار العقود توسعت حقوق التعبير بدرجة كبيرة.

ولكن

ولكن ما فعلته أمريكا من عنف وتعدي وغيره بعيدًا عن دعم الرواية الإسرائيلية وتمويل الإبادة، أكد من جديد على إزدواجية المعايير والعنصرية الأمريكية، وضرب لأوهام الديمقراطية وحرية الرأى فى العالم الأول، فالطلاب الذين يروا أن الدفاع عن فلسطين “اختبار أخلاقي حقيقي للعالم” نجحوا في كسر السردية.

من كان يتخيل أن يحدث هذا في أكثر بلد يدعم الكيان؟ فالطوفان وما فعله الطوفان غير العالم وكسر السردية الإسرائيلية وحطم الرواية الإسرائيلية، فغزة حررت العالم بعد أن نجحت إسرائيل أكتر من 100 عام في تشدين ودعم رواياتها وفرض أجندتها وجعلت من أمنها مسألة دولية، لكنها الأن تواجه العالم ولا تملك منطقية الرد، لتنقلب الأية وتصبح فلسطين هي القضية العالمية، فتلك هي الخسارة الحقيقية أن تعيد إسرائيل التفكير فيما هو آتي وتكتشف أن الكيان شيء قابل للزوال.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: بعد أزمات التغير المناخي الأخيرة خاصة في الخليج.. ماذا عن القادم؟

تعليقات
Loading...