بعد 12 عامًا من حرب مدمرة، تسببت بمقتل أكثر من نصف مليون سوري، وأتت على الاقتصاد ومقدراته والبنى التحتية، وشردت أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها، كيف ستكون يوميات السوريين مع المشكلات الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية؟ فبدون مشكلات لا يوجد كوميديا، وعلى هذا المنوال لم يتردد فريق “ستيريا” في إلقاء دعابات حول تجاربهم الشخصية وعائلاتهم، كأول فريق ستاند أب كوميدي في سوريا.
ستسمع بعض كلامهم وفقراتهم وهم يقولون “نحن بسوريا مكملين حياتنا كنوع من الفضول مو أكتر، يعني بس حابين نعرف شو حيصير معنا بالآخر” الفريق يقدم كوميديا ارتجالية في سوريا بعيدة عن الدين والسياسة، ويضم 35 عضوًا بينهم فتاة، واسم الفرقة “ستيريا” جاءت كدمج بين كلمتي سوريا وهستيريا.
وكل فرد من أعضاءه ربما لديه قصة معلنة أو غير معلنة عن أسباب انضمانه لـ”ستيريا”، فعلى سبيل المثال فقد أمير ديروان، شقيقته وابنها من جراء سقوط قذيفة هاون في دمشق، ودخل بعدها في حالة اكتئاب فاقمها الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا وحصد عشرات آلاف القتلى في البلدين، ولكنه لم يخرج من الاكتئاب إلا بعد انضمامه إلى فريق ستيريا، الذي وفر له منصة للحديث عن تجربته.
ستجدهم في مقهى شعبي وسط العاصمة دمشق، ومن حولهم تتعالى الضحكات حول كل نكتة يحكيها أعضاء الفريق عن وضع يعاني منه أو موقف تعرض به في مواصلة عامة أو مشكلة تواجهه في شغله أو مناكفات العائلة التي لا تنتهي، ويتناوبوا على تقديم عروض أسبوعية يحضرها عشرات الرواد.