الفراشة ماجدة صالح: قصة راقصة الباليه الأولى في تاريخ مصر
فراشة تطير محلقة في الهواء عاليًا وتهبط برشاقة بالغة وخطوات منتظمة على إيقاع نغمات هادئة، ماجدة صالح التي ولدت لأب مصري وأم اسكتلندية والتحقت في طفولتها بمدرسة “الكونسرفتوار” بالإسكندرية التي كانت تضم قسمًا للباليه، هي أول “باليرينا” في تاريخ مصر ورئيسة دار الأوبرا المصرية في فترة من الفترات قبل رحليها، وربما قد تكون شاهدت مشاركتها الوحيدة في السينما المصرية في فيلم “ابنتي العزيزة” مع رشدي أباظة ونجاة الصغيرة.
ماجدة صالح كانت ضمن أولى دفعات المعهد العالي للباليه في مصر خلال فترة الخمسينيات، وبعد تخرجها حصلت مع أربع زميلات لها على منحة لدراسة الباليه في روسيا من “أكاديمية البولشوي” في موسكو عام 1963 التي تعد من أعرق أكاديميات الباليه في العالم، وعادت إلى مصر عام 1966 لتقدم مع زميلاتها أول عرض باليه في مصر والمنطقة العربية بحضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
لم يكن فن الباليه معروفًا وقتها إلا في سبعينيات القرن الماضي في جمهورية مصر العربية إلا بعد أن قدمت ماجدة هذا العرض، الذي يعد الأول في تاريخ مصر وسمي بـ”نافورة بختشي سراي” وأعجب الرئيس الراجل جمال عبد الناصر بأدائها وسلمها وسام الاستحقاق بعد العرض مباشرة.
نالت درجات علمية ومناصب ثقافية تنقلت بينهما أول باليرينا في مصر، فحصلت على منحة دراسية بأكاديمية البولشوي في موسكو عام 1963 كأستاذة ثم عميدة للمعهد العالي للباليه، وتم تعيينها أيضًا مديرة لدار الأوبرا المصرية الجديدة في عام 1992، ومن الولايات المتحدة، حصلت الراحلة على درجة الماجستير في الرقص الحديث من جامعة كاليفورنيا، وبعدها على الدكتوراه من جامعة نيويورك، وبعد ذلك اعتزلت الرقص، وتوجهت لأن تصبح مدرسة بإحدى الجامعات.
الفراشة ماجدة قدمت أجيال من التلاميذ الذين أثروا في الساحة الفنية بمصر، ويعود لها فضل وضع مصر والمنطقة العربية كلها على الساحة الفنية في فن الباليه، وفتحت الباب أمام سيدات كثيرات اقتحمن مجالات كثيرة من الفنون.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: لتطوير الكوادر الفنية: عهود العماري أول سعودية تنضم لنادي إشبيلية