السفير الفلسطيني لـ سكوب إمباير: نعول على دور مصر في دعم القضية الفلسطينية
قال سفير دولة فلسطين بالقاهرة دياب اللوح، إن إسرائيل بررت عدوانها على مدينة جنين التاريخية بالضفة الغربية، بأنها تريد تنظيف المدينة من وكلاء إيران، مؤكدًا أن هذا الكلام غير دقيق ولا يمت للحقيقة بصلة، منوهًا إلى أن هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم يهدف بالدرجة الأولى إلى مصادرة دور السلطة الفلسطينية المسؤولة عن الأرض والمواطنيين.
وأكد السفير دياب اللوح في تصريحات لـ سكوب إمباير، على هامش لقائه بعدد من الصحفيين المصريين بمقر السفارة الفلسطينية بالقاهرة، إلتزام القيادة الفلسطينية بمبادرة السلام العربية الإسلامية والالتزام بها وبحل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق قرارات الشرعية الدولية، على الرغم من غياب شريك حقيقي لعملية السلام وإنغلاق الأفق السياسي، ووجود المؤشرات التي تدل على تراجع الإدارات الأمريكية المتعاقبة في تنفيذ ما التزمت به تجاه الشعب الفلسطيني، مؤكداً أهمية دعوة سيادة الرئيس محمود عباس إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بإشراف الرباعية الدولية من أجل إنهاء الإحتلال ورفع المعاناة عن شعبنا وتمكينه والنيل من حريته، وضرورة إستعادة عملية سياسية جادة من خلال اللجنة الرباعية الأوروبية العربية لتوفير مناخ مناسب بالمنطقة، مضيفًا إلى أن رؤية حل الدولتين هي المخرج المنطقي الوحيد من هذا الصراع المستمر مع الجانب الإسرائيلي .
وأوضح السفير دياب اللوح، إن فلسطين تعول على موقف ودور جمهورية مصر العربية الشقيقة والتي تلعب دور محوري هام بالمنطقة العربية والأفريقية والإسلامية والعالم أجمع لدعم الموقف الفلسطيني ولوقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات إسرائيلية ممنهجة واقتحامات وعدوان عسكري.
وطالب السفير اللوح، الأشقاء العرب بالمساهمة بشكل سريع وعاجل لإغاثة وإعادة إعمار ما تم تدميره العدوان الإسرائيلي في مخيم جنين لإعادة الحياة الطبيعية بالمخيم، مشيرًا إلى أن تمسكنا بالعمق والموقف العربي والإسلامي الذي نعتبره المنطلق الأول والأساس والمحوري في حراكنا السياسي والدولي.
كما إستعرض الحراك الدبلوماسي الذي تقوده القيادة السياسية برئاسة الرئيس محمود عباس في المحافل الدولية كافة، لمواجهة القرارات الإسرائيلية أحادية الجانب، والتي تنتهك بدورها القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتقوض فرص تحقيق السلام في المنطقة ومحاولة إسرائيل زج المنطقة إلى حرب دينية.
وقال إن القيادة الفلسطينية ستطلق حملة سياسية دبلوماسية قانونية تهدف لوقف عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة لعدم إلتزامها بتنفيذ القرار 181 و 194، مطالبًا المجتمع الدولي ومجلس الأمن بسرعة التدخل العاجل لوضع حد للإنتهاكات الإسرائيلية الممنهجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني .
وأضاف السفير الفلسطيني إن العدوان الغاشم والهمجي الإسرائيلي على مدينة جنين التاريخية الأثرية ومخيمها ذهب ضحيته 12 شهيد من ضمنهم 6 أطفال، وأكثر من 100 جريح منهم في حالة الخطر، وأدى إلى تشريد مئات العائلات، وهدم عشرات المنازل، وتدمير البنية التحتية للمخيم، معتبرًا أن غياب الأفق السياسي والإجراءات الإسرائيلية هي المتسببة بإشعال الوضع على الأرض، مضيفًا أن ما جرى خلال العدوان الذي أستمر 48 ساعة تقريبًا هو محاولة جديدة لإزالة مخيم جنين عن الوجود وتهجير سكانه، والذي يهدف أيضا إلى مصادرة دور السلطة الوطنية الفلسطينية والتي هي مسؤولة أولا وأخيرًا عن الأرض والأمن والسكان والمواطن، وإسرائيل تريد مصادرة هذا الدور، خاصة وأن فلسطين أنضمت إلى أكثر من 100 منظمة دولية وهناك العديد من الملفات الخاصة بالإنتهاكات الإسرائيلية تم تسليمها للمحكمة الجنائية الدولية بهدف البظء بالتحقيق الجنائي الفوري.
كما طالب، الدول العربية والإسلامية بضرورة تقديم مرافعاتها لمحكمة العدل الدولية بعدم قانونية الإحتلال، وضرورة إرسال لجنة تحقيق أيضا للأراضي الفلسطينية للتحقيق بالجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والاستماع إلى شهادات حية ممن تعرضو لانتهاكات إسرائيلية موثقة من سلب ومصادرة حقوقهم، وإسرائيل ترفض السماح بدخول اللجنة حتى الآن.
وأكد السفير اللوح، إن “جنين” البطلة ومخيمها العنيد الصامد عصيّان على الاحتلال وغزواته، مثلهما مثل بقية مدننا وقرانا ومخيماتنا، إن شعبنا البطل تصدى لهذا العدوان الذي يجري تحت أنظار المجتمع الدولي، حيث الأبرياء يقصفون بالطائرات، مضيفا أن هناك 750 ألف مستوطن يتواجد على الأرض الفلسطينية وهذا العدد مرشح أن يبقى مليون مستوطن خلال الفترة المقبلة .
وأكد إنه من حق شعبنا الفلسطيني الذي يرزح تحت الإحتلال الفاشي أن يدافع عن وجوده وعن أرضه بكافة الوسائل ضد فاشية وإجرام حكومة الإحتلال العنصرية، وإن الإرهابي هو الذي يمارس الإرهاب والمجازر ضد المدنيين الأبرياء، كل ذلك في ظل الصمت الدولي، مطالبا بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بأسرع وقت ممكن.
وأوضح، إن قيام جيش الإحتلال بإجبار سكان المخيم على ترك منازلهم هي جريمة حرب، واصفا ما حدث بنكبة جديدة وعمليات تهجير قصرية .
ورحب السفير اللوح، في اللقاء، بدعوة القيادة الفلسطينية لإجتماع طارئ للأمناء العامين للفصائل والقوى السياسية الفلسطينية لوضع رؤية وطنية شاملة بما يكرس الوحدة الوطنية والبرنامج السياسي الواحد ووضع برنامج وطني حول كيفية مواجهة جميع المخاطر المحدقة بالشعب الفلسطيني، مثمنا قرارات القيادة السياسية برئاسة الرئيس محمود عباس على إثر العدوان المتواصل على شعبنا الفلسطيني ومؤخرا على جنين.
وثمن، عاليا الدور المصري في دعم كفاح ونضال وصمود الشعب الفلسطيني مؤكدا أن مصر كما قال الرئيس محمود عباس، “إنه يحق لمصر أن تتدخل في شؤوننا الداخلية لأننا على ثقة بأن مصر حال تدخلها هو لصالح الشعب الفلسطيني ولخدمة مصالحه”.
وأعرب عن تقديره للقيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي وكافة الجهات المعنية على مبادرة إعمار قطاع غزة وبناء 3 مدن سكنية والتي تتضمن آلاف الوحدات السكنية وما قدمته وتقدمه للشعب الفلسطيني من دعم مستمر خاصة في ظل ما يتعرض له من عدوان إسرائيلي سواء ما تعرضت له مدينة جنين أو ما سبقه من إنتهاكات وممارسات عنصرية مستمرة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث تم تجديد توقيع التشاور السياسي بين البلدين وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء محمد إشتية للقاهرة، مؤكدا أن مصر مكلفة من الجامعة العربية برعاية ملف الحوار الوطني الفلسطيني وإنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة وإستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية .
كما ثمن السفير اللوح، قيام مصر بتغطية علاج المرضى والجرحى الفلسطينيين في المستشفيات الحكومية المصرية بنسبة 100% وتحملها 50 % من رسوم الطلبة الجامعيين الدارسين في الجامعات الحكومية المصرية وعددهم 8900 طالب وطالبة تم إلتحاقهم بالجامعات المصرية.
كما أوضح، أن مصر تعد لربط شبكة الكهرباء من محطة الوحش بشمال سيناء والعريش إلى قطاع غزة لتزويده بالميجاوات الكهربائية لقطاع غزة، مضيفا أن مصر دولة كبيرة ولديها التزامات ورغم ذلك تساند الشعب الفلسطيني بقدر ما تستطيع ونحن نقدر ونثمن ذلك، معربا عن تقديره للإنجازات القومية التي حققت في جميع المجالات والقطاعات والنقلة النوعية التي أشعر بها كمواطن فلسطيني ومواطن عربي أعيش على أرض الكنانة، فالشعب الفلسطيني بخير والأمة العربية بخير طالما مصر بخير، مثمنا دور الإعلام المصري الداعم للتغطية والإنتماء الوطني والقومي للقضية الفلسطينية بإعتبارها قضية قومية.