التصلب اللويحي المتعدد: لقاء مع مريض بيحكيلنا عن تجربة التعايش مع المرض
شهر مارس من كل سنة، هو شهر التوعية العالمي بمرض التصلب اللويحي المتعدد Multiple sclerosis (MS)، ورغم إنه يُعتبر مرض نادر، لكن يظل خطير والتوعية به ضرورية، علشان التشخيص السريع فعال جدًا في العلاج.
بيعيش النهارده حوالي 2.8 مليون شخص في العالم مع المرض، اللي بيشكل المصابين به أقل من 1% من سكان العالم.
إيه هو مرض التصلب اللويحي المتعدد؟
بتعرف وزارة الصحة التصلب اللويحي المتعدد كمرض عصبي مزمن بيصيب الجهاز العصبي المركزي وبيؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، بيسبب المرض تلف في الغشاء المحيط بالخلايا العصبية واللي بنسميه (المايلين)، وده بيسبب تصلب في الخلايا، بيكون نتيجته إن السيالات العصبية (الإشارات الكهربية) اللي بتتنقل من الدماغ لباقي أجزاء الجسم بتقف أو بتبقى أبطأ.
المرض من نوع الأمراض المناعية، اللي بيسببها هجوم الجهاز المناعي على الخلايا العصبية، وبيتسبب الهجوم ده في تلف الخلايا وفقدان قدرتها على أداء وظيفتها بشكل طبيعي.
أعراض المرض بتظهر بشكل مفاجئ بالنسبة للمريض وللناس اللي حواليه، وبتكون مختلفة على حسب درجة الإصابة ومكانها في الجهاز العصبي.
من الأعراض دي؛ إحساس بالتنميل أو الوخز في الإيدين والرجلين، وبيحس المريض إنه مش قادر يتوازن زيّ ما يكون هيقع، والعضلات بتتشنج وبتبقى ضعيفة ومرهقة، ممكن كمان يحصل تشوش في النظر، أو فقدان القدرة على تمييز الألوان.
التعب والإحساس بالإرهاق السريع والصعوبة في الكلام، ممكن يكونوا من أعراض المرض كمان، وفي حالة ظهورهم بتبدأ الذاكرة تتأثر، وممكن كمان قدرة المُصاب على اتخاذ القرارات.
اتشخص النمساوي كريستوفر كريوينكا، بالمرض في سنة 2019، بعد ما بدأ يحس بتنميل ووخز في دراعه اليمين قبلها بسنة، وبيقول إن الإحساس بدأ يزيد مع الوقت، لدرجة إنه في النهاية بدأ يفقد الإحساس في دراعه بالكامل، بيقول: “زيّ ما يكون دراعي مات. حاجة مش من جسمي مربوطة فيه”.
تشخيص التصلب اللويحي المتعدد
بيتبع الأطباء بروتوكولات محددة لتشخيص المرض، بتبدأ بدراسة الأعراض وربطها بوقت وطريقة ظهورها، وتقييم حالة المريض ومراجعة تاريخه المرضي، وبعض الفحوصات السريرية (النظرة الخارجية للمريض).
بتيجي بعد كده مرحلة التحاليل؛ زيّ تحليل الدم، وسحب عينة من السائل المحيط بالحبل الشوكي وتحليلها، علشان يكشفوا عن أي تغيرات مش طبيعية، وبعد كده، بتيجي أشعة الرنين المغناطيسي على الدماغ، واختبار قياس السيالات العصبية علشان يتم التشخيص بشكل دقيق.
مر كريستوفر على أطباء كتير وشخصوه بأمراض مختلفة، بعضها كان تشخيص نفسي، ولكن كل العلاجات اللي اتلقاها ماغيرتش حاجة في الأعراض اللي عنده، لحد ما قابل طبيبة نصحته يعمل أشعة وتحاليل واختبارات بتقيس سرعة حركة الإشارات الكهربية (السيال العصبي) في الحبل الشوكي.
بعد حوالي سنة من المعاناة، اتشخص بمرض التصلب اللويحي المتعدد، بيقول كريستوفر: “قالت لي الطبيبة إن بعض الخلايا العصبية في الحبل الشوكي بيحصلها زيّ تحجر أو تصلب، وده بيقطع التواصل بين الجسم والمخ، فبيبدأ المخ يفقد الإحساس والقدرة على الاتصال بباقي الجسم”.
علاج المرض
هدف العلاج هو التحكم في الأعراض، ووقف تطور المرض، وبتُستخدم أدوية مختلفة بهدف تقليل أعراض الالتهاب وإبطاء تطور المرض، وبعض العلاجات بتقلل هجوم الجهاز المناعي على الأعصاب.
بيقول كريستوفر إنه في أول ست شهور بعد التشخيص جرب أدوية مختلفة، لكن الأعراض ماكانتش بتقل بدرجة كبيرة، وعلشان كده الأطباء نصحوه بالدخول لعملية جراحية في المخ.
خلال العملية، اتزرعت مجموعة من الأقطاب (Electrodes) داخل الدماغ علشان تنشط السيال العصبي (Deep brain stimulation)، وتم ربط الأقطاب دي بجهاز تحكم بيتزرع تحت الجلد في منطقة الصدر.
التعايش مع التصلب اللويحي
بعد فترة نقاهة حوالي شهرين، بيقول كريستوفر إن الأعراض اتحسنت بشكل كبير جدًا، ومع الأدوية بدأ التحسن يزيد، وبيوضح: “أنا النهارده بعد تلات سنين من العملية، عايش إلى حد كبير بشكل طبيعي”.
وبيوضح: “أنا دلوقتي بعيش حياة متزنة أكتر بكتير من الأول، وده بيساعدني أقلل الأعراض وأتعايش مع المرض بشكل شبه طبيعي”.
بتزيد أعراض التصلب اللويحي المتعدد بعد التعرض للحرارة، زيّ حرارة الشمس، أو الاستحمام بمياه سخنة، أو التعرض للهواء الساخن، وعلشان كده بينصح المُصاب إنه يبعد عن الحرارة على قد ما يقدر.
كمان الراحة وممارسة الرياضة، والنظام الغذائي المتوازن والصحي، بيساعد على تقليل تطور المرض وتقليل حدة الأعراض، وأهم حاجة إن المصاب يتجنب الضغوطات.
أخيرًا: المرض خطير ونادر جدًا، وتشخيصه مش سهل، ولكن اكتشافه المبكر بيساعد جدًا في العلاج، والالتزام بأسلوب حياة صحي بيخلي المريض، مع الالتزام بالأدوية، قادر يعيش حياة طبيعية إلى حد كبير.