الترميم مع الحفاظ على الهوية الأصلية: مباني مصرية أُعيدت لها الحياة
ترميم أو تجديد المباني تحدي كبير، خصوصًا لو مباني أثرية أو لها طابع معماري مميز بيدل على حقبة زمنية من التاريخ وبياخد بصمتها، ما بين الترميم مع الحفاظ على نفس الهوية، واللي أكيد بياخد مجهود ووقت وفلوس كتير، وما بين التجديد وإضفاء طابع حديث على المبنى، واستغلال كل اللي وصلنا له من تكنولوجيا وعلم معماري جديد في إننا نحط البصمة دي على المباني.
دولة زي مصر، كل شبر فيها له قصة وتاريخ، يعني 7 آلاف سنة أكيد سايبة أثرها في كل مكان في البلد، ومش شرط تكون آثار بالمعنى المعروف يعني وتماثيل وفراعنة، لكن المباني الأثرية أيًا كان عصرها لازم نحافظ عليها، ومؤخرًا مصر بتهتم بإعادة إحياء مباني كتير بترميمها، لكن الأهم ترميمها بنفس الهوية والمحافظة على نفس الروح والطراز المعماري لها، لإنه كنز.
مبنى البريد المصري في العتبة
آخر الأعمال اللي شدت انتباه ناس كتير كانت ترميم مبنى البريد المصري الموجود في العتبة، والجميل إنه ماحصلش فيه “تجديد” لا ده تم إعادة إحيائه مع الاحتفاظ بأصله التاريخي.
اللي كان مسؤول عن ترميمه هو اللي رمم مبنى البريد المصري في أسوان، اللي وقتها كمان أثار ضجة من جماله والناس وصفته بالمتحف، لو رجعنا للصور هنلاقي في شبه بين اللي في العتبة واللي في أسوان، وده بيدل على الاحتفاظ بالهوية نفسها واللي بيدي قوة للمكان نفسه.
مكاتب هيئة البريد عمرها أكتر من 100 سنة، علشان كده اتجهت الهيئة لإعادة ترميم المباني التابعة لها، بطريقة ورؤية مبتكرة تحافظ على قيمتها التاريخية وتصميمها المعماري الأصلي، لكن مع تزويدها بأحدث الأنظمة والحلول التكنولوجية لتقديم كل الخدمات للمواطنين.
عمارات وسط البلد
منطقة وسط البلد بشكل عام كانت محل اهتمام من الدولة للترميم في الفترة اللي فاتت، والملفت إن الترميم حصل بشكل فني ودقيق، علشان يحافظ على هوية المعمار الفريد من نوعه اللي بيدل على العصور اللي شهدتها المنطقة، واللي يعتبر طرازها المعماري واحد من أهم مميزاتها.
التطوير ده كان بالتوازي مع تطوير ميدان التحرير، اللي واصلت أجهزة محافظة القاهرة تطويره وتوحيد واجهات عمارات وسط البلد أو القاهرة الخديوية، علشان تظهر العقارات بشكل حضاري وبنفس طرازها المعماري الفريد من نوعه.
جروبي
من أقدم وأشهر الكافيهات في القاهرة، من زمان وهو يعتبر أهم مكان كان بيتجمع فيه الشباب وسمعنا عنه كتير في الأفلام الأبيض والأسود، أجيال كتير لها ذكريات مع المكان ده، وكمان كان قعدة باشوات وهوانم البلد، وكان من أشهر رواده فاتن حمامة وأحمد رمزي، والملك فاروق شخصيًا، علشان كده خبر ترميمه وافتتاحه مرة تانية كان خبر جميل لكل الأجيال تقريبًا.
بقى عندنا فرصة نشوف المكان اللي حواليه حكايات كتير جميلة، مش بس إننا نسمع عنه أو نشوفه في الأفلام، وده كان إعادة إحياء للمكان العريق ده، واللي بالمناسبة لسه محتفظ بشكله وطرازه المعماري، وموجود في شارع عبد الخالق ثروت، تقدر تروح وتحس بالأجواء دي اللي لسه موجودة حتى في ديكوارته من جوا.
قصر عائشة فهمي
دلوقتي يعتبر واحد من أشهر الوجهات الفنية للشباب، وحتى لو أنت مروحتش في زيارة للمكان قبل كده لكن أكيد صادفك صور أو فيديوهات فيه، من كتر المحتوى اللي الناس بتصنعه عنه، قصر عائشة فهمي اتفقل سنين كتير وكان تحت أعمال الصيانة والترميم علشان يرجع مجمع للفنون التشكيلية.
بعد ترميمه وافتتاحه، شكله فعلًا يشد انتباهك من أول ما تنزل الزمالك، ولو أنت مش عارفه هيلفت انتباهك وتسأل إيه المبنى ده وتحب تعرف عنه أكتر، مبنى مميز بطراز معماري حافظ عليه المرممين في أعمالهم، سواء من الداخل أو من الخارج.
كنيسة مارجرجس في مصر القديمة
من الأمثلة الجميلة على الترميم مع الاحتفاظ بالهوية الأصلية للمبنى، كنيسة مارجرجس الموجودة في مصر القديمة، واترممت على إيد مهندسين وعمال مصريين، وأخدت حوالي 30 شهر علشان نشوفها بالشكل اللي شايفينه في الصور دلوقتي.
والترميم اتعمل على 3 محاور:
المحور الأول:
الترميم المعماري، واللي شمل الأحجار الداخلية والخارجية والأرضيات والرخام والدهانات الحديثة والأخشاب الحديثة والأثرية والطوب الآجر.
المحور التاني:
الترميم الإنشائي، وده شمل حزام التربيط حوالين الكنيسة والقبة والشروخ وحقنها، وتدعيم الأعمدة الثمانية الرئيسية بالكنيسة باستخدام F.R.P، ومعالجة البلاطة الخرسانية بأرضية الكنيسة.
المحور التالت:
الترميم الدقيق، وده شمل الأيقونات والجداريات بالقبة.
الترميم بشكل عام بقى اهتمام من دول كتير علشان تحافظ على تاريخها وتراثها اللي بيتجسد في مباني شاهدة على عصور عدت بها، لكن التحدي في الترميم هو المحافظة على الهوية الأصلية للمبنى او الأثر نفسه.