ازاي الأغاني التراثية عبرت عن كل موقف في حياتنا؟
لو عندك ساعة فاضية كده من يومك وبالك رايق، بننصحك بسماع الأغاني التراثية المصرية والشعبية، وده مش بسبب حلاوتها اللي مافيش عليها جدال، اسمعها واستمتع بيها في مرة تانية، بس المرة دي لغرض تاني، وهي أنك تشوف وتقدر كم الإرث اللي متساب لنا ومناسب على كل موقف أو مناسبة أو حدث أو مرحلة في حياتنا، مفيش حدث موثق أو غير موثق في التاريخ إلا لو غنوا ليه، الأمر وصل إننا غنينا للي خارجة من الحمام وكل خد عليها خوخة بعد ما مشيت حافية وأخدت زكام.
من يا دبلة الخطوبة لنزولة الترعة
نمسكها بداية من الأفراح نبدأ بمرحلة الخطوبة وعندنا الأغنية الشهيرة “يا دبلة الخطوبة وعقبالنا كلنا” ودي الراعي الرسمي للخطوبات، خلصنا من الخطوبة ندخل في مرحلة تجهيزات الفرح وأهمهم يوم التنجيد “يامنجد علي المرتبة”، وكلام تاني حذفناه للرقابة، خلصنا من التنجيد والمفارش ندخل في ليلة الحنة ودي ليها كتالوج أغاني لوحده نقدر نختار منه” يا أم العروسة هاتي الحنة هاتي.. ولا أنتي ناسية إن الحنة الليلة دي، يا أم العروسة هاتي الحنة قومي عروستنا قالت دا النهاردة يومي.. يا أم العروسة رشي الملح رشي.. وقولي لعروستنا معاكي الواد وقوشي” أو “الليلة الحنة وبكره الدخلة.. زغرطوا يا بنات يا بنات الحنة” المعروفة في أفراح النوبة وانتشرت في صعيد مصر والقاهرة وضواحيها.
ومع أغاني الحنة لاقيناه أنه كان بينزل معاها قاموس أغاني للحياة الزوجية الجديدة وده برضه كان ضد الرقابة، ومش بس غنوا للعريس والعروسة، لأ ده الأم والأب كمان ولا مالهومش نفس؟ “أم العريس ولا حد لاقيها.. دايرة البلد تدعىي مداعيها، أم العريس ولا حد واجدها، دايرة البلد تدعي حبايبها”، وللحاج صاحب البيت غنوا له”يحيا أبوها وشنبه اللي محدش غلبه.. يحيا أبوها ورمش عنيه اللي محدش مشا عليه، يحيا أبوها وخالها اللي ودوا عزالها”.
خلصنا من الحنة ودوشتها والفرح، نيجي للصباحية باعتبارها كانت طقس مميز في صعيد مصر، زغاريط بتبدأ من أول الشارع مع صينية الفطار سواء الفطير أو الكسكسي والأغاني بتبقى مزيج بين مدح في العروسة أو كيد في حماتها، “الهشهش كَل الشعرية، يا ما ناس متكادة ومهرية، الهشهش كل البسبوسة، يا ما ناس متكادة ومفروسة”
وبعد شهور من الصباحية نسمع أغاني السبوع “حلقاته برجالاته إن شاء لله يعيش إن شاء لله يعيش، يكبر يبقى في وسط إخواته جن مصور زيه مفيش، حلقاته برجلاته يوم ورا يوم يبقى بشنبات، يتجوز على أد حالاته ويخلف صبيان وبنات”
وفي المناسبات الرسمية هتلاقينا غنينا للعيد وللكحك ولرمضان وللنجاح ” يا كحك العيد يا احنا.. يا بسكويت يا احنا.. يا شرباتات يا احنا.. في كوبايات يا احنا.. ومحدش حلو إلا احنا”، ولنزولة الترعة غنيها لها كمان “يالي ع الترعة حوِد ع المالح، وشوف الحلوة اللي عودها سارح، رجلي بتوجعني. من إيه ؟رجلي بتوجعني من مشي امبارح، ياللى ع الترعة حوِد ع المالح، إيدى بتوجعني، من إيه ؟ إيدي بتوجعني من غسيل امبارح، ياللى ع الترعة حوِد ع المالح”
لو دورت أكتر وأكتر هتلاقي إن مفيش حاجة إلا وقطعنا فروتها وجيبنا في سيرتها وغنيها لينا، الموضوع ده خلى وبدون ما نقصد يبقى عندنا تراث زاخر بيوصف كل حالة وكل موقف في حياتنا، وحتى لو ماحضرتوش الكلمات هتوصلك الإحساس، وهتوصلك ثقافة وتراث وعادات امتدت على مدار السنين، ولسه بنحاول نتمسك بيها.