كيف تحمي طفلك من الإعتداءات؟ حوار مع أخصائي صحة نفسية
الأحد 4 من يونيو، هو اليوم الدولي لضحايا الإعتداءات على الأطفال الأبرياء، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1982، بهدف تسليط الضوء على معاناة الأطفال من ضحايا العنف البدني والنفسي، في جميع أنحاء العالم.
في هذا الصدد، تواصلنا مع الدكتور أحمد توفيق، أخصائي الصحة النفسية، حتى يشرح لنا كيف نستطيع حماية أطفالنا من الإعتداءات التي قد يتعرضون لها بأشكال مختلفة.
ماذا يعني اعتداء على الطفل؟
ينقسم الاعتداء الذي قد يتعرض له الطفل، لاعتداء بدني على شكل عنف جسدي، أو اعتداء جنسي على شكل تحرش، فيقول الدكتور أحمد توفيق، إن هناك نوعين من الاعتداء الجنسي قد يتعرض لهم الطفل؛ النوع الأول هو من أقارب من الدرجة الأولى، مثل الأخ أو العم أو الخال أو الجد.. إلخ.
أما النوع الثاني فيكون موجه من الغرباء؛ مثل الأقران أو المدرسين أو أي شخص ليس من أقرباء الطفل. وفي هذا الاتجاه، يؤكد الدكتور توفيق، إن الاعتداء الجنسي من أقارب الدرجة الأولى يمثل 35% من حالات الاعتداء.
وحول كيفية حماية الأطفال من الاعتداء الجنسي، يقول “توفيق”: “أهم حاجة إننا نخبر الأطفال على أجسامهم، ونعرفهم على أعضائهم التناسلية ووظائفها، ونعلم الطفل اسم العضو التناسلي، حتى وإن اخترنا أسماء أخرى أبسط على دماغ الطفل أو الطفلة”.
كيف نستطيع حماية أولادنا من الاعتداء الجنسي؟
يشدد الدكتور أحمد توفيق، أخصائي الصحة النفسية، على ضرورة تعليم الأولاد إن هناك نوعين من الجندر (النوع الجنسي) الذكور والإناث، وكل نوع عنده أعضاء تناسلية مختلفة.
ويلفت توفيق أيضًا إلى ضرورة تعليم الأطفال عدم السماح لأي شخص بالدخول معهم دورة المياة، أو لمس منطقة حساسة، منبهًا أيضا الأب والأم بعدم ضرورة المبالغة في لمس المنطقة الحساسة ولو بغرض النضافة، مشيرا إلى أن أنه من الأفضل أن يقوم الطفل بالتنظيف إن كان قادرًا.
ووجه توفيق، نصيحة لأولياء الأمور، ببناء مساحة آمنة بينهم وأولادهم، مستطردًا: “العلاقة المطمئنة هي العلاقة التي تبنى على صداقة، بدل من العلاقة التي تبنى على العقاب والتخويف”.
ويوضح توفيق إن الطفل الذي يعيش في حالة خوف دائم من أهله، لن يخبرهم حال تعرضه أو تعرضها لاعتداء جنسي، وهذا قد يسمح للمعتدي بالاستمرار في جريمته، لأن الطفل يشعر دائما إنه ارتكب خطأ حينما تم التحرش فيه، لكن إذا كانت هناك علاقة آمنه فلن يخاف الطفل من إخبار والديه بما تعرض له أيا كان.
مرحلة المراهقة: ناقوس الخطر
يقول الدكتور أحمد توفيق، إن مرحلة المراهقة مرحلة شديدة الأهمية في التثقيف الجنسي، لافتًا إلى ضرورة أن يعي الأهل أن الطفل في هذه المرحلة يمر بتغيرات جسدية كبيرة، وسيختبر مشاعر جنسية جديدة عليه.
ويوضح توفيق، إن على الأهل في مرحلة البلوغ المراهقة، إخبار الطفل أن هناك شيئ يسمى “البلوغ الجنسي”، وعليهم أن يوضحوا لأبنائهم معنى التغيرات التي ستطرأ على أجسامهم، مع ضرورة وجود نقاش واضح عن حقيقة إن طاقة جنسية جديدة ستظهر. لافتا إلى أن النقاش من الفتيات مهم جدا خاصة حديق الأم وبنتها عن العادة الشهرية.
كيفية مواجهة التنمر والعنف الجسدي
يقول الدكتور أحمد توفيق، إن أول خطوة لحماية الطفل عمومًا، هي التعرف على أصدقائه واللعب معهم،
ويؤكد إن أهم شيء يساعد الطفل الذي يتعرض لعنف جسدي، جعله قادر على التصدي لهذا العنف ومنعه بنفسه، لأن الطفل الذي يتعرض لعنف جسدي في المدرسة هو طفل منكسر وضعيف الشخصية.
ويتابع، يصبح بناء شخصية قوية من أهم عناصر حماية الطفل من أي عنف، وهذا سيحدث حينما نجعل الطفل يشارك في إتخاذ القرارات في المنزل، ومعالمته على أنه شخص بالغ وله وجود فعال، وعدم إجباره على شيئ، حيث أن أسلوب النقاش أفضل بكثير على تشكيل شخصية الطفل.
ويقول توفيق: “لو حصل عنف من الأقران لازم نفهم من الطفل ليه ده حصل، ولازم نعلم الطفل يحمي حدوده الشخصية”.
وينصح توفيق أولياء الأمور بتعليم أطفالهم عدم استخدام أساليب عنيفة لمقاومة العنف، فالأفضل أن نعلمه أن ياخذ موقف من المعتدي ويطلب منه بثبات وقوة أنه يتراجع. لافتا إبى ضرور نصح الطفل إنه في حال فشل محاولات الردع من جانبه، سرهة التوجه لشخص بالغ لوقف الإعتداء.
أما عن التنمر فيقول توفيق: “لو كان الطفل فيه علامة مميزة تخليه يتنمروا عليه.. زي النضارة أو زيادة الوزن.. لازم نفهم الطفل الأول إن كلنا معرضين للتنمر.. وإننا كلنا مختلفين عن بعض علشان التنمر ما يأثرش عليه بشكل كبير”.
وأخيرًا، أهم شيئ في مقاومة التنمر والعنف الجسدي، هو جعل الطفل قادر على مواجهة العنف بنفسه، من خلال بناء طفل لديه شخصية قوية ومتوازن نفسيًا وقادر على تقبل ذاته وحبها، وحب الأخرين ، أو على الأقل تقبلهم وتقبل اختلافاتهم.