أصحاب ولا أعز ودعوى الدولة للتحرك ضد “فيلم منى زكي” بحجب نتفليكس في مصر
سبب فيلم نتفليكس الأخير “أصحاب ولا أعز”، زلزال من الجدل على السوشيال ميديا وبين الجمهور في الوطن العربي كله بسبب مجموعة التابوهات اللي ناقشها بجرأة كبيرة. أما في مصر، فهاجم جزء كبير من الجمهور الفيلم بإدعاء إنه هجوم مباشر على قيم الأسرة المصرية ودعوة صريحة للفسق والفجور.
جزء مش قليل من الجمهور المصري اللي أغلبه مسمي الفيلم “فيلم منى زكي”، أظهر غضب شديد من وجود منى زكي بالذات في الفيلم، وبالذات على المشهد اللي بتقلع فيه الأندر وير، ويمكن جزء كبير أوي من الهجوم ده بسبب الـ shock value اللي ضرب أعماق جمهور يعرف منى زكي على إنها ممثلة “السينما النظيفة”، من وجهة نظره، وده لإنها تجنبت على مدار مسيرتها الفنية الأدوار الجريئة.
رغم الهجوم الشديد اللي طال زكي من جزء كبير من الجمهور المصري إلا إنها لحد دلوقتي ماعلقتش على الموضوع خالص، بالعكس كل بوستاتها على السوشيال ميديا بتحتفل بالفيلم وتعليقات الفنانين المصريين والعرب على أخر بوست ليها على الإنستجرام كانت بتدعم اختيارها، وبتمدح أداءها والفيلم ككل.
دعوات للدولة بالتحرك ضد الفيلم والمشاركين فيه ومنصة نتفليكس
أما على المستوى القانوني، فظهرت دعوات مختلفة بتطالب الدولة ووزارة الثقافة إنهم يتحركوا ضد الفيلم، لدرجة إن في ناس رفعت قضايا ورفعت المشكلة للبرلمان المصري والهيئات المسئولة عن الرقابة الفنية.
اتقدم النائب محمود قاسم عضو مجلس النواب ببيان عاجل للمستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم بخصوص اللي تضمنه الفيلم من محتوى وصفه بإنه يتصادم مع النظام والآداب والأخلاق في مصر واللي اتعود عليها المصريين.
منى زكي متهمة بنشر الفسق والفجور
في خطوة متوقعة، اتقدم واحد من المحامين المصريين ببلاغ للنائب العام، اتهم فيه الفنانة منى زكي وصناع الفيلم، بنشر الفسق والفجور والترويج للمثلية الجنسية بسبب المشهد اللي بتقلع فيه الأندر وير قدام الكاميرا، وظهور واحد الممثلين بشخصية مثلي الجنس “فؤاد يمين”.
وفي مداخلة هاتفية لمصطفى بكري مع لميس الحديدي، سألته إيه دخل البرلمان بمنصة بتتطلب الاشتراك فيها بمقابل مادي علشان تتفرج على أفلامها وإنه مش معروض في السينما المصرية؟ قال بكري: روسيا حظرت منصة نتفلكس، لإنها بتروج للمثلية الجنسية، وأكد إنه لازم نحجب النوع ده من الأفلام.
وعلى نفس منوال مصطفي بكري، اتقدم الدكتور أحمد خليل خيرالله رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، ببيان عاجل لرئيس مجلس النواب، بخصوص الفيلم اللي وصفه إنه بيتنافى مع قيم المجتمع المصري، وطالب بتحريك دعوى من النائب العام ضد المشاركين المصريين في الفيلم بتهمة التحريض على الفسق والقيم اللي بتخالف آداب المجتمع، وطلب من الحكومة حجب تطبيق نتفليكس من مصر لإنه بيعرض قضايا تتنافى مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا، وكمان طالب نقابة المهن التمثيلية بوقف كل المشاركين من المصريين في الفيلم ومنعهم من صناعة السينما.
تامر حبيب يعلق بغضب على الجدل الدائر حول “فيلم منى زكي”
قال السيناريست المصري تامر حبيب في تعليق على الجدل الدائر بخصوص فيلم أصحاب ولا أعز: لا الفنان ولا المتلقي من حقه يعين نفسه قيم على المجتمع ولا يجزم على مجتمع متقدم في فيلم استفزه إن ده مش مجتمعه، ولا يحكم على صناع الفيلم اللي مش عاجبه أحكام أخلاقية قاسية تصل إلى السب والإهانة لإن الفنانين اللي هو بيهينهم دول ممكن يكونوا أحسن منه ومن اللي خلفوه.. لإنه لو شتم وسب يبقى اللي خلفوه ماعرفوش يربوه”.
جهاز الرقابة على المصنفات الفنية: الفيلم مش مصري ومالناش أي سلطة عليه
وفي رد من رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية خالد عبدالجليل، اتكلم عن الجدل اللي بيحصل بخصوص الفيلم وقال خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “حضرة المواطن” اللي بيتذاع على قناة الحدث اليوم : “الفيلم مالوش علاقة بمصر لا من قريب أو من بعيد، ده فيلم لبناني بالكامل واحنا مش طرف فيه بأي شكل من الأشكال”.
وكمل، إن الفيلم من إنتاج شركة “نتفليكس” ولو تم إثبات إنه بيخالف التقاليد المصرية فهيتم طلب منع عرضه داخل مصر، وتابع إنه من المقرر إن الفيلم يخضع للرقابة الفنية علشان يتم وضع قواعد عرضه لو حصل وتم طلب عرضه داخل مصر، لكن لحد دلوقتي ماتمش طلب عرضه في مصر، وبالتالي جهاز الرقابة أعلى المصنفات الفنية في مصر مالوش دخل بالموضوع خالص.
وتابع، إن الأفلام اللي بتخضع لجدل كبير على السوشيال ميديا بتتصدر التريند والمشاهدين بيدوروا عليها وبالتالي بتكون نسبة مشاهدة الأفلام دي أعلى، ووضح إنه أحيانًا بعض القائمين على الأفلام بيسلطوا الضوء على بعض المشاهد علشان يجذبوا انتباه المشاهدين أكتر.
أما مجلة درج فقالوا في بوست على الفيسبوك: “اللي بيخلي الهجوم على فيلم أصحاب ولا أعز يضحك إن الفيلم الأصلي Perfect Strangers اتعرض في مهرجان القاهرة السينمائي سنة 2016 وحصد جائزة أفضل سيناريو، وجائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم، وبعدين اتعرض في السينمات العامة المصرية ولقى إقبالًا ملحوظًا.
وفسرت درج الحالة اللي وصفتها بإنها “هياج غير منطقي في مصر”، بإنها نتاج حالة هوس عام بالإنكار، وإدعاء مزعوم بإن أي مشكلات اجتماعية ممكن تحصل في العالم كله، لكن مش بتحصل في مصر، وإن أي تلميح عن حصولها في مصر هو تجريح في الشوفينية “الذكورية” المصرية.
عن ردود فعل الجمهور المصري على “فيلم منى زكي”
في بوست بينتقد الجدل اللي بيدور حول الفيلم قال واحد من رواد الفيسبوك: “فيلم أصحاب ولا أعز، القصص اللي فيه مش شبه قيم الأسرة المصرية بتاعتنا فعلًا.. عشان كده لازم يعملوا فيلم مبني على أحداثنا اليومية اللي بنشوفها في الشارع والسوشيال ميديا.. يعني مثلًا نعمل قصة فيلم أبطاله واحد طلع صاحبه على مراته يغتصبها عشان تبريه والتالي صور أخته عريانة عشان تتنازل عن حقها، وواحد بيتحرش بطفلة في مدخل العمارة، والتالت قتل أخته عشان الورث وأمه اتنازلت عن القضية والرابع صور مراته وهي عريانة وبيبتزها بيهم عشان تتنازل عن حقوقها بعد الطلاق والخامس بيبتز بنت عمته بصورها وبيقولها أنا أولى من الغريب لحد ما انتحرت.. أهي دي قصص موجودة ومستوحاة من الواقع اللي عايش فيه المواطن أبو قيم مهزوزة.”
أما بوست غادة عبدالعال فكمل على مجموعة القصص الواقعية اللي تستاهل نعمل عنها أفلام عربية تمثل واقعنا زيّ شلة الصحاب اللي بياخدوا البنات اللي بتبيع المناديل في الشارع، والولد اللي اتفق مع صاحبه يخطفوا اخته عشان يصورها عريانة عشان يهددها وياخد ميراثها، وواحدة جوزها بعتلها عامل بيشتغل عنده في المحل عشان يحاول يغتصبها فيعمل إنه قفشهم فتبريه من حقوقه فيطلقها ويتجوز عليها. وقصص تانية كتير.
وفي تويت قالت جوزفين: “جماعة احنا لو عملنا فيلم واقعي عن المجتمع بتاعنا نتفلكس هتتكسف تعرضه”. وده تعليق على الواقع اللي بنعيشه كل يوم على السوشيال ميديا وبنشوف فيه جرايم جنسية مرعبة بتحصل للستات وبتعدي زيّ ما تكون ماحصلتش، وانتشار جرايم اغتصاب الأطفال والتحرش بهم.
سواء الفيلم عجبك أو ماعجبكش، فمنقدرش ننكر إنه عمل ضجة كبيرة وفي اختلاف كبير على المحتوى اللي بيقدمه، وإن اللي بيعمله الفيلم النهارده إنه بيفتح باب نقاش بخصوص مواضيع موجودة في المجتمع بالفعل وإن النقاشات دي ضرورية علشان نعرض وجهات نظر مختلفة.