فتة وممبار ولحمة ضاني.. أشهر أكلات عيد الأضحى في مصر

فتة وممبار ولحمة ضاني.. نكهات لا تكتمل فرحة العيد بدونها! في مصر، لا يعدّ عيد الأضحى عيدًا حقيقيًا دون مائدة عامرة بأشهى الأكلات التقليدية.

منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الأضحى، تعبق الشوارع المصرية برائحة الفتة المتبّلة والثوم المحمّر، ويجتمع الأهل حول أطباق تتوارثها الأجيال، تُحضّر بحب وحنين.

ليست مجرد وجبات، بل طقوس أصيلة ترتبط بالهوية والذكريات؛ من الممبار المحشو إلى اللحمة الضاني المطهوة بإتقان، وطاجن العكاوي الذي لا يُقاوَم.

نأخذك في جولة شهية داخل تفاصيل أشهر أكلات العيد الكبير في مصر، وطريقة تحضيرها، وما الذي يجعلها متربعة على عرش السفرة المصرية كل عام.

لا تفوّت قراءة: من الكباب للبقلاوة والكنافة: أفضل 10 مطاعم تركية في مصر

الممبار في عيد الأضحى: نكهة لا تقاوَم وسر القرمشة في التفاصيل!

يعدّ الممبار من الأطباق الرئيسية التي لا تغيب عن المائدة المصرية في عيد الأضحى، فهو مرتبط بالاحتفال واللمة العائلية.

يتكوّن من أمعاء الخروف بعد تنظيفها جيدًا، ثم تحشى بخليط من الأرز، والبصل، والطماطم، والتوابل، ويُطهى حتى يحمرّ ويقرمش.

رائحة تحميره وحدها كفيلة بإعلان بدء العيد، فتجتمع العائلة على الصينية الكبيرة، في أجواء مبهجة لا تتكرر سوى مرة كل عام.

من الناحية الغذائية، يحتوي الممبار على مزيج من الكربوهيدرات والبروتين، مما يمنحه قيمة غذائية وطاقة عالية بعد يوم طويل من العزائم.

لكن، ينصح خبراء التغذية بتناوله باعتدال، حيث يحتوي كل 150 إلى 160 جرامًا من الممبار على نحو 180 سعرة حرارية تقريبًا.

ترتفع نسبة الدهون المشبعة فيه، إلى جانب الدهون المتحوّلة التي يكتسبها أثناء القلي، ما يجعله غير مناسب لمن يتبعون حمية غذائية.

ومع ذلك، لا بأس من الاستمتاع بقطعة صغيرة على “الماشي” لتكتمل فرحة العيد بنكهاتها الأصيلة!

أكلات العيد في مصر .. الممبار

الفتة باللحمة: طقس لا يكتمل عيد الأضحى من دونه!

تعدّ الفتة باللحمة من أبرز أكلات عيد الأضحى في مصر، حيث لا تكتمل أجواء اليوم الأول دون عبير الخل والثوم الذي يسبق حتى طَرقات الضيوف.

الفتة أكلة مصرية ظهرت قبل نحو 9 آلاف عام. يرى بعض الباحثين أن الفتة تعود إلى عصور الفراعنة، وتشير النقوش في “معبد سوبيك” إلى وصفة تجمع فتات الخبز والمرق في طقس غذائي مقدّس.

وقد وثّقت الكاتبة ماجدة المهداوي هذا التقليد في كتابها وصفات من المطبخ الفرعوني، وذكرت فيه كيف استخدم المصريون القدماء الخبز والحساء لصنع الفتة.

تتكوّن الفتة الحديثة من الأرز، والخبز المحمّر، وصلصة الطماطم، مع قطع لحم مسلوق أو محمّر، لتُصبح وجبة العيد الأولى دون منازع.

وتعتمد نكهتها المميزة على صوص الخل والثوم، الذي يعطي الفتة شخصيتها الخاصة ويعيد للأذهان ذكريات الطفولة ولمة العائلة.

أما من الناحية الغذائية، فتُعد الفتة وجبة عالية السعرات الحرارية، إذ تحتوي على مزيج من الكربوهيدرات والدهون الحيوانية المشبعة.

وتختلف عدد السعرات بحسب طريقة التحضير؛ حيث تتراوح عادة بين 500 إلى 1400 سعرة حرارية، وقد تزيد إذا كانت اللحمة ضاني أو محمّرة.

ومع ذلك، لا يستطيع الكثيرون مقاومة هذا الطبق الذي يجمع بين الطعم الأصيل والذكريات الدافئة، ولو كان على حساب الحمية!

لا تفوّت قراءة: من الماتشا إلى البوبا.. مشروبات خطفت قلوب جيل Z!

الكبدة: فطور العيد المفضل لدى المصريين!

مع شروق شمس أول أيام عيد الأضحى، تبدأ رائحة الكبدة المشوّحة بالثوم والفلفل والكمون في الانتشار، إيذانًا ببدء احتفالات الطعام.

تعتبر كبدة الخروف من أولى الوجبات التي تُطهى بعد الذبح مباشرة، وغالبًا ما تقدّم ساخنة في سندوتشات شهية بالسمنة البلدي.

ويفضل كثيرون إضافة القليل من الشطة لمنحها طابعًا حارًا يليق بأجواء العيد، ما يجعل طعمها لا ينسى في صباح اليوم الأول.

من الناحية الغذائية، تعد الكبدة مصدرًا غنيًا بالحديد وفيتامين B12، مما يساعد في تقوية الدم وتعزيز المناعة.

أما عن السعرات الحرارية، فكل 100 جرام تقريبًا تحتوي على 180 سعرة حرارية، وتصل إلى 270 سعرة عند تناول 150 جرامًا.

ورغم صعوبة تقدير كمية الزيت التي تمتصها أثناء القلي، تبقى الكبدة خيارًا مغريًا ولذيذًا لا يمكن تجاهله صباح العيد.

كفتة الحاتي.. نجمة موائد عيد الأضحى

تعد كفتة الحاتي من أشهر أطباق اللحوم التي تزيّن سفرة عيد الأضحى في كل بيت مصري، وتختلف مكانتها بين طبق جانبي أو وجبة رئيسية.

يرى البعض أنها مكمّلة لعزائم اللحوم، بينما يعتبرها آخرون الوجبة الأهم، إذ تمتاز بسهولة تحضيرها ومذاقها الشهي الذي لا يقاوم.

ورغم غياب توثيق تاريخي دقيق لظهور كفتة الحاتي، إلا أنها أصبحت جزءًا من التراث الغذائي المصري الذي يقدّم في المناسبات والعزائم.

طريقة تحضير كفتة الحاتي

يجرى خلط اللحم المفروم مع التوابل والبصل جيدًا، ويمكن استخدام محضرة الطعام لضمان تجانس المكونات والحصول على قوام ناعم ومتماسك.

يشكّل خليط الكفتة على هيئة أصابع باستخدام أعواد خشبية، مع ترطيب اليدين بماء البصل للمساعدة في التشكيل ومنع الالتصاق.

ينصح بوضع الكفتة في الثلاجة لمدة ساعة بدون غطاء حتى تتماسك قبل الشوي، ثم تطهى على الفحم، أو في الفرن، أو فوق طاسة ساخنة.

تقدَّم كفتة الحاتي ساخنة مع البقدونس الطازج وسلطة الطحينة، وتعتبر من الأطباق التي يحبها الكبار والصغار على حد سواء.

فتة الكوارع بالخل والثوم: نكهة عيد الأضحى الثقيلة التي لا تقاوم!

فتة الكوارع تعتبر من أطباق عيد الأضحى المميزة، خصوصًا في العزائم، وتتكوّن من خبز محمّر، وأرز أبيض، وكوارع طرية تذوب في الفم.

تغمر الفتة بخليط من الخل والثوم المهروس، ليمنحها نكهة حادة ومميزة، تعرف شعبيًا بـ”الطشة الحرشة” التي تُشعل شهية الجميع.

رغم كونها وجبة دسمة وثقيلة نوعًا ما، فإن طعمها الفريد يجعلها خيارًا مفضلًا في اليوم الثاني أو الثالث من العيد.

الكوارع غنية بالكولاجين الطبيعي، مما يعزز صحة المفاصل والركب، ويقوي العظام ويحسّن مظهر البشرة.

من الناحية الصحية، يحتوي طبق متوسط من شوربة الكوارع على نحو 150 سعرة حرارية، فيما تحتوي 100 جرام من الكوارع على 135 سعرة تقريبًا.

الرقاق باللحمة.. ملك السفرة في عيد الأضحى

لا تكتمل مائدة العيد دون الرقاق، الطبق الشعبي الذي يجمع بين الطعم الأصيل والرائحة التي تعيدنا لطفولتنا في كل عيد.

تتعدد الروايات حول أصله؛ فالبعض يرجعه إلى الدولة العثمانية، بينما يؤكد آخرون أنه يندرج ضمن مجموعة أكلات مصرية توارثتها الأجيال من عصر المصريين القدماء.

كتاب “وصفات من المطبخ الفرعوني” يشير إلى أن الرقاق كان شكلًا من أشكال الخبز، وطريقة تحضيره باللحمة المفرومة ظهرت في أسيوط.

سواء كان طريًا أو ناشفًا، يحشى باللحمة ويُدخل الفرن حتى يتحمر ويقرمش.. مذاق لا يقاوم بجانب الفتة أو ضمن العزومات.

سر الرقاق في شوربته والسمن البلدي الذي يُمنحه النكهة الغنية، ويجعله يذوب في الفم مع كل لقمة.

يحتوي كل 100 جرام من الرقاق على حوالي 355 سعرة حرارية، إلى جانب 47 جرام كربوهيدرات و13 جرام دهون.

أكلات عيد الأضحى في مصر .. رقاق باللحمة
أكلات عيد الأضحى في مصر .. رقاق باللحمة

لا تفوّت قراءةّ: كشك جدتي وأرز وملوخية ماما.. أكلات طيبة منسية تعيد ذكريات طفولتنا مع العائلة

فخذة الضأن المشوية بالفرن.. ملكة مائدة عيد الأضحى

تعد فخذة الضأن المشوية من أقدم وأشهى الأكلات المصرية التقليدية، وتحتل مكانة بارزة في الولائم والتجمعات العائلية، خاصة خلال عيد الأضحى المبارك.

تتميز هذه الوجبة بطعمها الغني ونكهتها الفريدة التي تشبه طريقة الريش، ما يجعلها من الأطباق التي لا غنى عنها على مائدة العيد.

طريقة تحضير فخذة الضأن المشوية

يخلط مزيج التتبيلة بعناية، ثم تُفتح شقوق في الفخذة للسماح بامتزاج النكهات داخل اللحم، ويُترك الخليط لليلة كاملة لينقع جيداً.

في صينية الفرن، توضع طبقة من الخضراوات مع إكليل الجبل (الروزماري) وورق اللورا، ثم تُرص الفخذة فوقها، ويُضاف كوب من مرقة اللحم، مع تغطية الصينية بورق الفويل.

بعد تسخين الفرن على أعلى درجة، تدخل الفخذة وتطهى لمدة ساعة، ثم يُرفع الفويل وتخفض حرارة الفرن إلى 200 درجة حتى تنضج تماماً وتكتسب لوناً ذهبياً شهياً.

تقدم الفخذة مع أرز بالمكسرات وسلطة الزبادي، لتكمل تجربة العيد بنكهات مصرية أصيلة.

رغم أن إعدادها يتطلب وقتاً وجهداً، إلا أن طعمها الفريد يجعلها بلا شك ملكة مائدة عيد الأضحى.

ريش الضأن المشوية على الفحم.. نكهة العيد التي لا تقاوم

منذ عهد الفراعنة، احتلّ الشواء مكانة مميزة في المطبخ المصري، سواء على السيخ أو في الفرن أو باستخدام الردة.

وتبقى ريش الضأن المشوية واحدة من أشهر أكلات عيد الأضحى، حيث تفوح رائحتها من الشرفات والمطابخ في جميع أنحاء مصر.

يفضل نقع الريش الضاني في التتبيلة لمدة 4 ساعات على الأقل، أو طوال الليل، للحصول على طعم غني ومتوازن.

قبل الشوي، أخرجي الريش من الثلاجة لتصل إلى حرارة الغرفة، مما يساعدها على النضج بالتساوي دون أن تجف.

يمكنك شويها على الفحم، أو على شواية الموقد، أو في الفرن على حرارة 220 درجة مئوية لمدة 15 إلى 20 دقيقة.

ولا تنسي دهن الريش بالزيت أو التتبيلة أثناء الشوي باستخدام فرشاة، لتحافظ على طراوتها وتتشرب النكهات بعمق.

تشوى الريش بسرعة، فلا تحتاج لأكثر من 3 إلى 4 دقائق على كل جانب. وتقدَّم ساخنة مع السلطة والخبز الشامي.

طاجن العكاوي.. نكهة الزمن الجميل على سفرة عيد الأضحى

إذا كنت تبحث عن طبق يذكّرك بأيام الجدات ومذاق الأصالة، فطاجن العكاوي هو الخيار الفخم والمثالي لموائد عيد الأضحى.

العكاوي، وهي ذيل العجل أو الخروف، تسلق أولًا، ثم تطهى ببطء في صلصة طماطم كثيفة، مع بصل وتوابل مشبّعة بالنكهة.

يمكن تحضيرها بالبصل فقط، أو بإضافة البطاطس، لتصبح وجبة متكاملة وشهية تُقدم في طاجن فخاري ساخن يملأ البيت بالرائحة الزكية.

يعتبر طاجن العكاوي من الأطباق الغنية بالبروتين والدهون، ويُصنف كوجبة فاخرة تُقدّم عادة في ثاني أيام العيد أو ضمن العزائم.

أما من الناحية الغذائية، فوفقًا لوصفة منشورة بموقع “Simplyrecipes” الأمريكي، تحتوي الحصة الواحدة على نحو 727 سعرة حرارية، و36 جرام دهون.

كما يوفّر 65 جرامًا من البروتين، وقرابة 19 جرامًا من الكربوهيدرات، مما يجعله طبقًا مشبعًا ومغذيًا لعشاق اللحوم المطهوة ببطء.

لا تفوّت قراءة: أفضل 10 مطاعم برجر في القاهرة.. أطراف مقرمشة ولحم يذوب وجبنة سايحة!

تعليقات
Loading...