دروس في القيادة: 10 أخطاء شائعة يرتكبها المديرون عند فصل الموظفين

إقالة موظف ليست مجرد قرار إداري، بل اختبار حقيقي لقيادة المدير وحسن تعامله مع المواقف الحساسة.

الأمر لا يقتصر على إنهاء عقد عمل، بل يمتد ليؤثر على حياة شخص وعائلته، ويترك أثرًا نفسيًا طويل الأمد على بيئة العمل بأكملها.

المفارقة أن هذا الموقف الصعب لا يُفترض أن يكون سهلًا حتى على المدير نفسه.

كيف تنقل خبرًا يحمل خيبة أمل دون أن تفقد الموظف إحساسه بقيمته أو تترك ندبة في ثقافة الفريق؟ هنا يكمن الفرق بين مدير عادي وقائد حقيقي.

ورغم أهمية هذا الموقف، يقع الكثير من المديرين في أخطاء جوهرية سواء في مرحلة اتخاذ قرار الإقالة أو أثناء تبليغه.

قد تكون هذه الأخطاء نتيجة قلة الوعي العاطفي، ضعف مهارات التواصل، أو حتى سوء تقدير لحساسية اللحظة.

وفي هذا المقال، سنستعرض 10 أخطاء شائعة يرتكبها المديرون عند فصل الموظفين، استنادًا إلى آراء خبراء في تنمية الموارد البشرية وتجارب حقيقية من قادة أعمال.

تعرّف عليها لتجنبها، ولتدرك أن القيادة الحقيقية تظهر في المواقف الأصعب، لا في القرارات السهلة.

لا تفوّت قراءة: بعد فيلم هيفاء وهبي ونور عريضة عن التحرش: إحصائيات تدق ناقوس الخطر وأرقام للإبلاغ عن الجريمة

عدم معرفة ما لا ينبغي قوله: خطأ شائع يقع فيه المديرون عند فصل الموظف

من أكثر الأخطاء التي يقع فيها المديرون عند فصل الموظف هو عدم إدراكهم لما يجب قوله وما ينبغي تجنبه أثناء اجتماع الإقالة.

التواصل في هذه اللحظة الحساسة ليس مجرد تبادل كلمات، بل هو موقف يتطلب وعيًا ودقة في اختيار العبارات المناسبة.

وعلى سبيل المثال، إذا كان سبب الإقالة مرتبطًا بسلوك الموظف، فمن الأفضل تجنب الخوض في تفاصيل هذا السلوك خلال الاجتماع.

التركيز على النقاط الأساسية دون التعمق في التفاصيل الشخصية يحافظ على مهنية الموقف ويجنب المدير الوقوع في مأزق قانوني أو شخصي.

وعلاوة على ذلك، مشاركة معلومات حساسة تتعلق بخطط الشركة الداخلية أو استراتيجيات التطوير أثناء الحديث مع الموظف المفصول قد تؤدي إلى عواقب غير متوقعة.

مثل هذه المعلومات قد تفسر بطريقة خاطئة وتفتح الباب أمام دعاوى قضائية تتعلق بالفصل التعسفي، مما يضع الشركة في موقف قانوني معقد.

لذلك، يجب على كل مدير أن يكون مدركًا تمامًا لما يقوله، وأن يلتزم بالوضوح والاحترافية دون التورط في تفاصيل غير ضرورية.

تجنب هذا النوع من الأخطاء ليس فقط حفاظًا على سمعة الشركة، بل أيضًا لضمان عملية إقالة سلسة تحترم حقوق جميع الأطراف المعنية.

عدم تقييم الجهود المبذولة لتحسين أداء الموظف: خطأ شائع يقع فيه المديرون عند فصل الموظف

من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المديرون عند فصل الموظف هو اتخاذ قرار الإقالة دون طرح سؤال جوهري: “هل فعلت كل ما يمكن لتحسين أداء هذا الموظف؟”

هذا السؤال ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو جوهر القيادة الفعّالة والمسؤولة.

قبل أن تتخذ خطوة الفصل، عليك كمدير أن تتأكد من أنك قدمت الدعم اللازم لتطوير مهارات الموظف.

هل وفرت له التدريب المناسب؟ هل قمت بتوجيهه وتقديم ملاحظات بنّاءة لتحسين أدائه؟

إذا كانت الإجابة لا، فقد تكون الإقالة قرارًا متسرعًا قد يفقد الشركة فرصة الاستفادة من موظف كان يمكن تطويره.

بالإضافة إلى ذلك، التعاون مع قسم الموارد البشرية أمر ضروري لضمان أن عملية الفصل تتم وفقًا للإجراءات القانونية والسياسات الداخلية للشركة.

هذا ليس فقط لحماية حقوق الموظف، ولكن أيضًا لحماية الشركة من أي تداعيات قانونية محتملة.

تذكّر أن القيادة ليست فقط في اتخاذ القرارات الصعبة، بل في التأكد من أنك فعلت كل ما بوسعك قبل اللجوء إلى هذه القرارات.

هذا هو الفرق بين مدير ينفذ قرارات إدارية وقائد يسعى لتحقيق التطوير والنمو داخل فريقه.

المبالغة في التعبير عن مشاعر المدير: خطأ شائع يقع فيه المديرون عند فصل الموظف

من بين الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المديرون عند فصل الموظف هو المبالغة في إظهار مشاعرهم الشخصية تجاه قرار الإقالة.

فقد يحاول بعض المديرين الظهور بمظهر المتعاطف من خلال الإفراط في الحديث عن مدى صعوبة القرار وتأنيب الضمير الذي يشعرون به.

وعلى الرغم من أن النية قد تبدو حسنة، إلا أن هذا التكتيك غالبًا ما يأتي بنتائج عكسية.

الموظف المفصول لا يهتم كثيرًا بمشاعر المدير في تلك اللحظة، لأنه يواجه موقفًا شخصيًا أكثر تأثيرًا يتعلق بمستقبله المهني والمعيشي.

التركيز على مشاعر المدير قد يجعل الموظف يشعر بأن الموقف يدار بطريقة غير مهنية أو يتمحور حول المدير بدلًا من التركيز على أثر القرار عليه.

لذلك، من الأفضل أن يتحلى المدير بالاحترافية والوضوح عند نقل قرار الفصل.

التركيز على تقديم المعلومات بصدق واحترام، مع تجنب الخطابات المطولة عن المشاعر الشخصية، يظهر النضج القيادي ويخفف من وطأة الموقف على الموظف.

تذكر دائمًا أن التعاطف الحقيقي لا يُقاس بعدد الكلمات، بل بطريقة التعامل مع الموقف بحساسية واحترام للطرف الآخر.

لا تفوّت قراءة: عندما يذوب الاختلاف في الحب: حكايات 5 نجوم جمعتهم قلوبهم رغم اختلاف الديانا

إقالة الموظف بدون مقابلة شخصية

من بين الأخطاء التي يقع فيها المديرون عند فصل الموظف هو اختيار وسائل غير شخصية مثل البريد الإلكتروني أو المكالمات الهاتفية لإبلاغه بقرار الإقالة.

ورغم أن هذا الخيار قد يبدو أسهل لتجنب الموقف المحرج، إلا أنه يترك انطباعًا سلبيًا للغاية عن المدير والشركة على حد سواء.

الموظف الذي قضى سنوات من العمل والالتزام في الشركة يستحق أن يعامل باحترام حتى في لحظة انتهاء العلاقة المهنية.

المقابلة الشخصية ليست مجرد وسيلة رسمية لنقل القرار، بل تعكس تقدير الشركة لمساهمات الموظف، مهما كانت نتيجة أدائه.

إبلاغ الموظف بطريقة غير شخصية يوحي بعدم احترام جهوده ويقلل من مصداقية القيادة.

ولذلك، من المهم إجراء اجتماع وجهاً لوجه يجرى فيه شرح أسباب القرار بوضوح مع إظهار التعاطف والاحترافية.

تظهر هذه المقابلة نضج المدير وقدرته على التعامل مع المواقف الصعبة، كما تساهم في ترك أثر إيجابي لدى الموظف حتى في أصعب اللحظات.

القيادة الحقيقية تظهر في كيفية التعامل مع المواقف الحساسة بإنسانية واحترام.

التبليغ المفاجئ بقرار الإقالة

ومن أبرز الأخطاء التي يقع فيها المديرون عند فصل الموظف هو إبلاغه بقرار الإقالة بشكل مفاجئ دون أي تمهيد أو إنذار مسبق.

ما لم يكن هناك سلوك جسيم يستدعي الفصل الفوري، فإن هذا الأسلوب يفتقر إلى الاحترافية والعدالة.

يحتاج الموظف إلى الحصول على ملاحظات مستمرة حول أدائه، مما يمنحه فرصة حقيقية لتصحيح أخطائه وتحسين مستواه.

وفي حال لاحظ المدير تراجع الأداء، يجب أن يقدم الدعم والتوجيه اللازم بدلًا من تجاهل المشكلة حتى تصل لمرحلة الإقالة.

أما إذا استمر الأداء دون تحسن، فهنا يأتي دور التحذيرات الرسمية كخطوة ضرورية قبل اتخاذ قرار الفصل النهائي.

وهذا النهج لا يمنح الموظف فقط فرصة للتغيير، بل يحمي المدير أيضًا من الوقوع في أخطاء إدارية قد تعرض الشركة لمشكلات قانونية.

وفي النهاية، تجنب الإقالات المفاجئة يعزز من بيئة العمل الصحية ويعكس قيادة ناضجة تدير فرقها بشفافية وعدالة.

التقليل من شأن الموظف

من أكثر الأخطاء التي يقع فيها المديرون عند فصل الموظف هو التعامل معه بطريقة تقلل من قيمته أو من قدراته المهنية خلال اجتماع الإقالة.

ومهما كان السبب وراء هذا القرار، يجب أن يحترم الموظف وتُقدَّر مساهماته السابقة في الشركة.

والهدف من هذا الاجتماع ليس إظهار الأخطاء أو تضخيمها، بل توضيح القرار بأقصى درجات الاحترافية والاحترام.

وينصح المدير بإنهاء اللقاء برسائل إيجابية، مثل الإشارة إلى نقاط القوة لدى الموظف أو اقتراح مجالات قد يحقق فيها نجاحًا أكبر.

وهذا الأسلوب لا يحافظ فقط على كرامة الموظف، بل يترك أيضًا انطباعًا جيدًا عن ثقافة الشركة، مما يعزز سمعتها ويُظهر أن الإدارة تقدّر موظفيها حتى في أصعب اللحظات.

التعامل الإنساني والمهني مع الموظف المفصول يعكس قيادة ناضجة تدرك أهمية الحفاظ على العلاقات حتى بعد انتهاء العمل الرسمي.

التحدث كثيرًا أو قليلًا خلال اجتماع الإقالة: توازن ضروري لتجنب الأخطاء

من أبرز الأخطاء التي يقع فيها المديرون عند فصل الموظفين هو عدم إيجاد التوازن بين التحدث كثيرًا أو قليلًا خلال اجتماع الإقالة.

قلة الحديث قد توحي بعدم التعاطف مع الموظف، بينما الإطالة في الشرح، خاصة عن أوضاع الشركة أو تفاصيل غير ضرورية، قد تزيد من التوتر دون فائدة.

وفي مثل هذه الاجتماعات، يكون الموظف منشغلًا بمشاعر القلق والخوف على مستقبله المهني، لذلك يجب أن يكون المدير واضحًا ومباشرًا، مع الحفاظ على نبرة هادئة ومحترمة.

إذا كان الأداء سبب الفصل، يكفي توضيح ذلك باختصار دون الحاجة لتكرار تفاصيل سبق مناقشتها.

وفي حال سأل الموظف عن السبب، يجب أن يكون الرد موجزًا وواضحًا دون الدخول في تفاصيل قد تشعره باللوم أو الإحراج.

تجنب الإهانة: أهمية شرح الإجراءات المصاحبة لقرار الفصل

أحد الجوانب التي قد يغفل عنها المديرون هو عدم شرح الإجراءات المصاحبة لقرار الفصل، خاصة تلك التي قد تبدو مهينة للموظف مثل مرافقة أفراد الأمن له أثناء مغادرته المكتب.

قد تتبع بعض الشركات هذا البروتوكول كإجراء أمني لحماية البيانات أو الحفاظ على ممتلكات الشركة، وليس كنوع من التقليل من شأن الموظف.

ولذلك من المهم أن يوضح المدير هذه النقطة بحساسية قبل تنفيذ الإجراء، لتجنب شعور الموظف بالإهانة ولضمان أن العملية تتم باحترام واحترافية.

التعامل مع هذه التفاصيل الدقيقة يمكن أن يخفف من الأثر السلبي لقرار الفصل ويترك انطباعًا مهنيًا حتى في أصعب اللحظات.

عدم شرح قرار الفصل للموظفين المتبقين: خطأ إداري يؤثر على الروح المعنوية

من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المديرون عند فصل الموظفين هو تجاهل شرح أسباب القرار للموظفين المتبقين.

وهذا الصمت يمكن أن يخلق بيئة من القلق والغموض، حيث يبدأ الآخرون في التساؤل عن أمان وظائفهم أو التخوف من أن يكونوا التاليين.

ومن المهم أن يتواصل المدير مع الفريق بوضوح وشفافية، دون الحاجة للخوض في تفاصيل شخصية تتعلق بالموظف المفصول.

ويمكنه التركيز على السياق العام مثل “إعادة هيكلة داخلية” أو “تغيرات استراتيجية” لتجنب خلق حالة من الذعر.

وهذا النوع من التواصل يحافظ على الروح المعنوية ويعزز ثقة الفريق بالإدارة.

لا تواجه موقف الإقالة بمفردك: دعم الموارد البشرية ضروري

من المواقف الصعبة التي قد يواجهها أي مدير هو اجتماع إبلاغ الموظف بقرار فصله.

وفقًا لخبراء الموارد البشرية، من الأفضل ألا يخوض المدير هذا الاجتماع بمفرده.

وجود ممثل من قسم الموارد البشرية يساعد في تهدئة الأجواء إذا تطورت بشكل غير متوقع، خاصة في حال ظهور ردود فعل عاطفية قوية مثل الغضب أو البكاء.

هذا الدعم لا يقتصر فقط على السيطرة على الموقف، بل يضمن أيضًا أن جميع الإجراءات تسير وفقًا للقوانين والسياسات المعتمدة داخل الشركة، مما يقلل من مخاطر أي تبعات قانونية مستقبلية.

لا تفوّت قراءة: المذيعة الدينية آلاء عبد العزيز تخلع الحجاب: هل تواجه أزمة نفسية أم تبحث عن التريند؟

تعليقات
Loading...