أحمد الجندي: من أنقذ البعثة الأولمبية وصنع تاريخًا لزمنه
في كتابه “مجتمع الاستعراض” يشرح الفيلسوف الفرنسي “جي دييور” ما يخص الزمن، بأنه دائمًا ما هناك زمنين، زمن خاص وزمن عام، وما يعرفه العالم على إنه الزمن العام ما هو إلا زمن خاص، ولا يخفى على الجميع أن مشاركة البعثة الأولمبية المصرية في دورة باريس كان ربما الأداء الأسوأ في تاريخها كله، ولكن يبدو أن “أحمد الجندي” قرر صناعة زمنًا خاص به، زمن لا يقبل فيه سوى أن يكون بطلًا.
مشوار الذهب يبدأ بفضية
في أولمبياد “طوكيو 2020” حقق “أحمد الجندي” فضية “الخماسي الحديث” وبغض النظر عن كونها ميدالية أولمبية، ولكن لا يقتصر الأمر على هذا في هذه اللعبة بالتحديد كونها رياضة “مركبة” مكونة من 5 لعبات يمارسها لاعب واحد ويؤديها في يوم واحد وهي من أقدم الألعاب الأولمبية، و”الخماسي” هي (الرماية وسلاح سيف المبارزة والسباحة والفروسية واختراق الضاحية) (العدو الريفي). ينال المشترك نقاطًا معينة وفقًا للنتيجة التي يحققها في كل مسابقة ويتم ترتيب اللاعبين بحسب ما يحصلون عليه من نقاط، وفي “طوكيو 2020” توج بالميدالية الفضية ، كأول أول أفريقي يفوز بميدالية أولمبية في الخماسي الحديث، حيث أنهى السباق بفارق خمس نقاط خلف الفائز بالميدالية الذهبية جوزيف تشونج (بريطانيا) بعد احتلاله المركز الثالث عشر بعد منافسات المبارزة والسباحة وركوب الخيل، وتعويض تأخره بفارق 50 ثانية في سباق الليزر، ولم يكتف بكونه أول أفريقي يفوز بهذه الميدالية، بل قرر تحطيم رقم قياسي جديد وأن يحقق مقولة “الذهب للذهب”.
الذهب الذي أنقذ البعثة
لم تكن هذه أول ذهبية لرجل الذهب، وفي عام 2018 فاز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية للشباب، والميدالية الذهبية ببطولة العالم للشباب، وذهبيّة بطولة العالم للناشئين؛ ليحقق بذلك ثلاثية تاريخية لم يسبقه إليها أحد في تاريخ اللعبة، والآن قرر تحطيم رقم جديد، وحطم الجندي لاعب الخماسي الحديث وصاحب ذهبية أولمبياد باريس الرقم العالمي في اللعبة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، حيث كان الرقم القديم 1482، أي أنه حطم أرقام اللعبة نفسها، ولم يكتف بذلك بل على مستوى مصر عادل ميداليات الأسطورة المصري “كرم جابر” الذي نال ميداليتين ذهبية وفضية مثل الجندي، وبهذا يصبح الجندي ثالث لاعبي البعثة الأولمبية المصرية حصولا على ميداليات في باريس بعد “سارة سمير” و”محمد السيد”.
آخر حاجة ماتفوتوش قراءة: بطلات العرب: أجسادهن ملكهن أم ملك من لا يعرفون عنها شيء؟