بدأ بنك HSBC الخاص في سويسرا بإغلاق حسابات أكثر من ألف عميل من الأثرياء القادمين من الشرق الأوسط.
ويأتي هذا القرار بالتزامن مع تزايد التدقيق التنظيمي العالمي على العملاء المصنفين كذوي مخاطر عالية، ما يعكس تشديد البنوك على سياسات الامتثال المالي.
كما أوضحت صحيفة فاينانشال تايمز أن العملاء المتأثرين ينحدرون من دول مثل السعودية وقطر ولبنان ومصر، ما يبرز اتساع نطاق الإجراء.
وبحسب التقرير، فإن هؤلاء العملاء يمتلكون في الغالب أصولًا تتجاوز 100 مليون دولار، ما يجعل القرار مؤثرًا على شريحة كبرى من الأثرياء الإقليميين.
لا تفوّت قراءة: نجيب ساويرس يتفوق على شقيقه ناصف بثروة تتجاوز 9.2 مليار دولار.. هل الذهب هو السر في صدارة أثرياء مصر؟
رسائل لإغلاق الحسابات خلال الأشهر المقبلة

بحسب التقارير، بدأ بنك HSBC في سويسرا بإخطار العملاء المتأثرين بعدم إمكانية الاستمرار في استخدام خدماته الخاصة.
ومن المنتظر أن يتلقى هؤلاء الأثرياء رسائل رسمية خلال الأشهر المقبلة، تطالبهم بنقل حساباتهم إلى بنوك أو مؤسسات مالية بديلة.
لا تفوّت قراءة: كيف ستتغير حديقة الحيوان بعد التطوير في 2025؟ مفاجآت ترفيهية ومرافق حديثة بانتظار الزائرين
HSBC: إعادة هيكلة استراتيجية مستمرة

أكد بنك HSBC في بيان رسمي لوكالة رويترز أن هذه الخطوة تندرج ضمن خطط إعادة تشكيل المجموعة المعلنة في أكتوبر الماضي.
وأوضح البنك: “نحن نعيد توجيه التركيز الاستراتيجي لبنكنا الخاص في سويسرا كجزء من عملية إعادة الهيكلة المستمرة.”
ورغم أنه لم يكشف تفاصيل إضافية عن الحسابات المغلقة، شدد HSBC على التزامه الكامل بأعماله في الشرق الأوسط وسويسرا.
لا تفوّت قراءة: عُمان تبدأ إصدار التأشيرة الذهبية للمستثمرين.. تعرف على المزايا والإجراءات
اتهامات بانتهاك قواعد مكافحة غسل الأموال

تأتي هذه التطورات عقب انتقادات وجهتها الهيئة السويسرية للرقابة المالية (FINMA) للبنك.
كشفت مصادر مطلعة أن قرار إغلاق الحسابات جاء على خلفية تحقيقات مكثفة أطلقتها السلطات السويسرية في يناير 2025.
تركز التحقيقات على شبهات غسل أموال مرتبطة بحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة وشقيقه رجا.
واتهم البنك بعدم التحقق من مصادر أكثر من 300 مليون دولار تم تحويلها بين لبنان وسويسرا خلال الفترة من 2002 إلى 2015.
لا تفوّت قراءة: 7 قواعد ذهبية للثراء: كيف تبني مستقبلك المالي؟
تحقيقات جارية في سويسرا وفرنسا

في تطور جديد، أعلن HSBC في يوليو الماضي عن بدء تحقيقات أولية من قبل سلطات إنفاذ القانون في سويسرا وفرنسا.
وتتعلق هذه التحقيقات بشبهات عمليات غسل أموال مرتبطة بعلاقتين مصرفيتين تاريخيتين تخصان وحدة البنك السويسري الخاص.
لا تفوّت قراءة: التجنيد الإجباري في الشرق الأوسط.. 9 دول تفرض الخدمة العسكرية على الشباب
دور محوري لسويسرا في إدارة الثروات
أكد باري أوبيرن، الرئيس التنفيذي لوحدة إدارة الثروات الدولية في HSBC، على أهمية سويسرا ضمن استراتيجية البنك العالمية.
كما أشار أوبيرن إلى أن سويسرا تعد من المراكز الأساسية للثروات بالنسبة للبنك على مستوى العالم، ما يعكس الدور الاستراتيجي الحيوي للوحدة السويسرية.
لا تفوّت قراءة: أقوى حفلات الساحل الشمالي من 28 حتى 30 أغسطس: نجوم الغناء يضيئون ليالي الصيف
HSBC ووحدة الخدمات المصرفية الخاصة: أصول ضخمة وسط رقابة مشددة

تعد وحدة الخدمات المصرفية الخاصة في سويسرا جزءاً محورياً من استراتيجية HSBC العالمية لخدمة الأثرياء، حيث تدير أصولاً بمليارات الدولارات عبر مكاتب في أوروبا، آسيا، والشرق الأوسط.
ومع ذلك، واجهت الوحدة انتقادات متكررة بسبب فشلها في مكافحة غسل الأموال، إذ كشفت تحقيقات FINMA في يونيو 2024 عن تقصير البنك في التحقق من مصادر أموال مرتبطة بشخصيات سياسية بارزة.
وتاريخياً ارتبط اسم HSBC بعدة فضائح مالية كبيرة، بما في ذلك تسوية بقيمة 192 مليون دولار مع السلطات الأمريكية عام 2019 لتسهيل التهرب الضريبي، وغرامة قياسية بقيمة 1.9 مليار دولار عام 2012 لتورطه في غسل أموال لعصابات مخدرات مكسيكية.
وقد ألقت هذه الفضائح بظلالها على سمعة البنك، مما دفع FINMA إلى فرض رقابة مشددة على أنشطة HSBC في سويسرا.