Body Shaming: ازاي في سنة ٢٠٢١ لسه في نوع صريح من المعايرة الجسدية؟

من واحنا أطفال، بنكبر على مبدأ أهمية الاهتمام بوزننا وبشكل جسمنا.. مش علشان صحتنا أو علشان نحس بارتياح in our own skin، لكن ببساطة علشان نتفادى نظرات الناس اللي فيها نوع من أنواع العتاب على إنك مش عارف توصل لشكل الجسم اللي الناس قررت إنه “مثالي”، والانتقادات اللاذعة اللي ممكن تجيلك.. ببساطة لإنك إنسان. طبيعي إن تكون أجسامنا طبيعتها مختلفة، علشان مفيش قالب واحد يسع كل الأجسام. بس واضح إن المبدأ البسيط ده محتاج سنين وسنين من الكلام عنه، علشان الناس تقدر تستوعبه وتلغي مبدأ المعايرة الجسدية من قاموسها.

على مر السنين كتير من الناس والشخصيات العامة اللي ليها تأثير على الرأي العام، حاولوا يتصدوا للنوع ده من التفكير والمعايرة الجسدية اللي بيعاني بسببه آلاف لو مش ملايين من الناس. وبرغم إن طبيعي إن النوع ده من المحاولات لتغيير معتقدات معينة اترسخت فينا من سنين تاخد وقتها، إلا إنه صادم ومخزي، إن يكون في مؤسسة إعلامية لسه بتقوم بالنوع ده من المعايرة الجسدية اللي احنا بنحاول نحاربها ونتصدى لها، لمجرد البحث عن المبيعات والأرباح.

“أفضل وأسوأ أجسام على البحر” كان عنوان حقيقي على الصفحة الأولى لمجلة شهيرة كانت مليانة بصور للمشاهير من على البحر. بعضهم كان بيتمتع بـ”فورمة الصيف” زيّ ما الناس بتقول، والبعض التاني مجرد بشر بأجسام طبيعية مش مهتمين إنهم يكونوا جوا قالب الفورمة أو الـ”summer body”، وده كان كفيل إنهم يتلطخوا بفرشة “أسوأ جسم”، ويتم وصفهم بأقسى الكلمات.

عارضة الأزياء السابقة جانيس ديكنسون، تم وصف جسمها بإنه “كميات من الجلد المتجعد، وإن تجاعيد بطنها وذراعها وساقها كإنه انتُزع من فرخة”. أما الممثلة جولدي هاون البالغة من العمر 75 سنة، اتُهمت بـ “الإفراط في تناول الطعام الفاخر والنبيت، ثم استعراض بطنها المترهل وفخذيها المتكتلان”. الكلام اللي أنا حاسة بالخزى إني مضطرة أكتبه علشان أنتقد شيء تم حدوثه بالفعل، قدر ناس تانية إنهم يكتبوه في مجلة بيشوفها الملايين بمنتهى البساطة! للأسف الـ trash talk اللي مكتوب ده، محتوى مجلة نُشرت في سنة 2021.. في فريق كامل من المحررين والإعداد وافقوا على نشر النوع ده من المواضيع والصور!

لسه في سنة 2021 بنشوف نوع رديء ومخزي من المعايرة الجسدية، لسه اللهث ورا المبيعات وعمل Buzz بيبرر لبعض الناس تخترق خصوصية الحياة الشخصية للممثلين علشان ياخدوا صور بطرق معينة تديهم فرصة عمل محتوى رخيص يجيب شهرة أو فلوس، يدفع ثمنها نفسية ناس (مش هنستخدم كلمة مشاهير لإنهم في الأول والآخر بشر) كل ذنبهم إنهم حبوا يقضوا أجازة لطيفة على البحر وكان عندهم الجرأة الكفاية إنهم يظهروا بجسم طبيعي، دون النظر للـbeauty standards المُتعارف عليها والمفروضة علينا.

تخيلوا شخص يروح البحر علشان يستمتع بوقته، علشان ينام ويصحى يلاقي صورته محطوطة على غلاف مجلة، وجسمه متقيم ضمن فئة “حلو ووحش وقبيح”! دي الـ categories والـ terms اللي استخدمتها المجلة في تقييم “أجساد البحر”. ومش بس الصور بتتعرض ضمن فئة معينة، لكن كمان بيتم وصف الجسم بأبشع الأوصاف.. حد بيتربح من سَبَك والتقليل من صورتك وشكلك، لمجرد إنك مش fitting في الـ criteria بتاعتهم اللي على أساسها بيتم تحديد أنت good, bad ولا ugly!

بعض الفنانين قرروا ياخدوا موقف ويردوا على ما لا يستحق إن احنا نطلق عليه حتى كلمة “محتوى”، ومن ضمنهم كانت الموديل تيس هوليداي واللي حصلت على لقب “أسوأ جسم على الشاطيء”. وعبرت عن غضبها من النوع ده من التصنيفات – حتى لو كانت مش بتضر ثقتها في نفسها ببساطة لإنها “Hot AF” زيّ ما هي وصفت نفسها، منتقدة محرري المجلة ووصفت القصة بالـ trash.. وده فعلًا أقل ما يقال عن حاجة بالشكل ده.

اندلع غضب كبير على السوشيال ميديا في يوم وليلة بعد نشر المجلة للقصة، مع دعوة كتير من الناس لإقالة المحررين المسئولين عن القصة ونشرها. وده اللي فتح نقاش مئات أو آلاف النساء اللي عندهم شعور بالخجل والعار الداخلي من أجسامهم بسبب النوع ده من المحتوى اللي بيتكلم عنه الإعلام واللي ليه تأثير مباشر على الصحة العقلية وفقدان الثقة في النفس، اللي بيوصل في الـ extreme cases للانتحار. جيه الوقت إننا نتصدى للنوع ده من القصص والمحتوى اللي بيؤذي المجتمع والناس، وإلغاء النوع ده من التقييم اللي مالهوش أي أساس من الصحة ولا المنطق.. واللي على أساسه بيتعرض البعض للمعايرة بسبب جسمه.

آخر كلمة: كفاية معايرة جسدية.. جسم الإنسان ملكه لوحده ومش من حق أي حد تاني إنه يصنفه!

تعليقات
Loading...