بشكل علمي: تعمل إيه لو حد قريب منك عنده سرطان؟
واحدة من كل 8 ستات في مصر معرضة للإصابة بسرطان الثدي، وفي شهر التوعية بسرطان الثدي، مش بس حابين نوجه كلامنا للستات اللي بتحارب المرض، لكن كمان عايزين نتكلم عن الناس اللي حواليها، اللي بيحبوها وبيدعموها وبيكونوا جزء كبير من رحلتها، الناس دي معروفين باسم الـ care giver، ودول كمان بيكون عليهم مسؤولية وبيكونوا تحت ضغط نفسي ومحتاجين يعرفوا المفروض يتعاملوا ازاي مع المريض بطريقة صح، علشان مايكونوش سبب في معاناة من غير ما يقصدوا.
ردود أفعال الناس على خبر معرفة إن حد قريب منهم مريض بالسرطان بيكون مختلف، والتعامل كمان مع المريض بيفرق معاه في رحلة شفائه. حبينا نعرف قصص لناس مروا بالتجربة دي، ونعرف رد فعلهم كان إيه، وازاي كانوا بيخوضوا الرحلة مع المريض.
وبعدين اتكلمنا مع د/ أحمد توفيق، الأخصائي النفسي، علشان يفسر لنا ردود الأفعال دي إيه منها اللي بيكون إيجابي، ومفروض نتعامل ازاي مع المريض.
الإنكار
ده واحد من ردود الأفعال اللي أوقات كتير بيلجأ لها ميكانزم الدفاع عن النفس في الإنسان، ممكن دماغك تفضل فترة مش مستوعبة الشيء اللي حصل وبتنكره، وده اللي حصل مع ندى، اللي حكت لنا إن لما عرفت خبر إن مامتها مصابة بسرطان الثدي كانت مش مصدقة، ودماغها رافضة تصدق، وبتقول: “ماما كانت بتحاول تخبي عليا فترة كبيرة، بس أنا عرفت، في البداية ماكنتش مصدقة إن المرض ده قريب قوي كده، وإن أمي مصابة به، ده غير إني ماكانش عندي معلومات كفاية للتعامل مع المرض أو مع المريض، وفضلت في البداية فترة كبيرة بكدّب نفسي وبقول لها لا إن شاء الله التحاليل تطلع غلط، إن شاء الله يكون التشخيص بتاع الدكتور فيه غلط، طب نجرب دكتور تاني.. لحد ما اتأكدنا، ووقتها ابتديت استوعب، ودوّرت أكتر عن المرض علشان يبقى عندي وعي في التعامل معاها.. وبقيت مهتمة بنفسيتها أكتر من أي حاجة، وبحاول أهوّن عليها صعوبة رحلة العلاج وألمها، علشان نقدر نعدّي المحنة دي مع بعض من غير خساير”.
“هنا الشخص لازم مبدئيًا يصدق ويواجه إن في مشكلة، يبتدي يقرأ أكتر ويعرف عن المرض، ولازم يستوعب إن مافيش شخص بعيد عن المرض وكلنا معرضين لأي مشكلة صحية، فالوقوف على المشكلة والاعتراف بيها ده أول خطوة لحلها. مش هننكر إن ده رد فعل طبيعي بعد صدمة، لكن سرعة التغلب عليه هي الحل” ده كان تعليق الدكتور على رد الفعل في القصة دي.
الشعور بالذنب
عدد مش قليل من الناس بيكون رد فعلهم على حاجات كتير إنهم يلوموا نفسهم، حتى لو مالهمش أي ذنب في اللي حصل، بس المخ بيفكر في ده كأول رد فعل.
زي ما حكت لنا سلمى، لما عرفت إن خالتها مصابة بسرطان الثدي وحسّت بالذنب ورمت اللوم على نفسها، حكت لنا بالتفصيل: “خالتي أقرب حد ليا في العيلة، بعاملها زي أختي الكبيرة، لما عرفت بالخبر كان عندي حالة من الإحساس بالذنب ماعدتش عليا في حياتي بالشكل ده.. فضلت أقول ياريتني كنت بقول لهم وأوعّيهم إننا نعمل كشف بشكل دوري، ياريتنا كنا استغلينا أي فرصة علشان نتطمن على نفسنا، أكيد لو كنا عرفنا بدري كان هيبقى الحال أحسن من دلوقتي والأمل أكبر والشفاء أسهل وأسرع”.
وكملت: “أدركت إن مافيش مفر من القدر، وإن مافيش أي جدوى من إني أحمّل نفسي ذنب، لكن لحد دلوقتي مش قادرة أبطل التفكير ده بنسبة 100%، بحاول على قد ما أقدر أكون معاها وجنبها، واللي اتعلمته إني أكشف وأتطمن على نفسي وأفضل أزن على ماما تعمل الكشف بشكل مستمر”.
“في الحالة دي، من الأفضل للشخص إنه يستعين بطبيب نفسي علشان يقدر يتجاوز مشاعر الذنب اللي بيحس بها رغم إنه مالوش أي ذنب في الموضوع، لإن دي بتكون مشكلة بتواجه بعض الناس، وفي الحالة دي المشكلة هتكون عائق بينه وبين تقديم الدعم النفسي المطلوب لمريضة السرطان نفسها، اللي لو اتنقل لها الشعور ده من اللي حواليها، هتحس إنها عبء عليهم وهتحس إن مرضها سبب لها أزمة بين اللي حواليها، وده طبعًا بيأخر مرحلة العلاج” دي كانت نصيحة الأخصائي النفسي لرد الفعل ده.
التقبل
من أهدى ردود الأفعال، التقبل من البداية. في ناس بيكون عندهم شيء يخليهم يتقبلوا الصدمة من البداية بحكمة، ودول بيكون عندهم أحسن تصرف بالنسبة للمريض.
عمر بيحكي: “عرفت إن والدتي اتشخصت بسرطان الثدي، وقتها حاولت أبسّط الأمور على نفسي وعليها، علشان تكون أقوى وجاهزة للفترة اللي هي داخلة عليها، أنا عارف إنها محتاجة حد يدعمها ويكون جنبها، وواثق فعلًا من جوايا إننا هنعدي من الأزمة دي”.
وكمل: “كان عندي يقين إنها قوية ومش هتنهار وهتساعدني وتساعد نفسها في رحلة العلاج اللي احنا في بدايتها، حتى لو من جوايا نفسي أنهار وأعيط، كنت بمسك نفسي قدامها علشان هي بتستمد قوتها مني، والحمدلله قطعنا شوط مش قليل في رحلة علاجها، وحالتها اتحسنت كتير”.
وهنا د/توفيق قال: “من الناحية العلمية، مهم جدًا السيطرة على مشاعر الحزن قدام المريضة، علشان نقدر نقدم لها الدعم النفسي المطلوب لمواجهة المرض، ده غير إن دي كلها مشاعر طبيعية جدًا يحس بها القريبين من المريض، حزنهم أو غضبهم من المرض شيء طبيعي، لكن المريض لو اتنقل له الإحساس ده هيأثر عليه بشكل سلبي”.
مهم كمان دعم المريض وتوجيهه لأهمية العلاج النفسي مع متخصص، لو هو مش قادر يواجه كل ده لوحده ويعدي منه، طبيعي يلجأ لطبيب مختص يساعده في تجاوز الأزمة دي.