كونُها: طالبات إعلام القاهرة والتوعية عن تأثير التغير المناخي على النساء
بنعيش حاليًا في عالم بيمر بتغيرات درامية، ومن أكبر التغيرات دي وأسوأها هي التغيرات المناخية المتسارعة، لإنها بتهدد المنظومة البيئية على الكوكب بالكامل، وبالتالي بتقع حياتنا كبشر تحت تهديد حرب عالمية طاحنة على أفضل التقديرات، في سبيل أقل القليل من المصادر، أما أسوء سيناريو فبيطرح خطر الفناء بالكامل.
إلا إن الخطر ده مش متساوي في شدته على الجميع، ولكنه بيهدد النساء بشكل أوضح؛ لإن النساء، وبالذات في دول العالم الثالث، تخضع لتراتبية اجتماعية بتخليها عرضة للضغوط بشكل أكبر.
وبيوضح موقع الأمم المتحدة إن زيادة التغيرات المناخية من ارتفاع حرارة الكوكب والجفاف والسيول وغيرها، بتزيد من خطر استغلال النساء وتعنيفهن أو حتى اغتصابهن وقتلهن.
إيه هي مخاطر التغيرات المناخية على النساء في مصر؟
علشان نفهم آثار التغيرات المناخية على النساء في مصر لازم نعرف إن ملايين من النساء في الريف المصري بيشتغلوا في مجال الزراعة، بنسبة حوالي 43% من النساء المصريات.
ولإن مهنة الزراعة تتميز بدخل مادي قليل، بنلاقي إن نسبة الفقر بين النساء الريفيات كبيرة جدًا، ولما نقيس التغيرات المناخية اللي بتسبب ارتفاع درجة الحرارة والجفاف بنلاقي إن النتيجة نقص في نسبة الأراضي الزراعية والمحاصيل اللي بتنتجها.
الأثر ده بيسبب زيادة الضغوط الإقتصادية على النساء اللي بتخسر مصدر رزقها، ونقدر نقيس على ده كل المخاطر اللي ممكن تتعرض لها بسبب ده؛ زيّ نقص التغذية المتوازنة والرعاية الصحية والتعرض للاستغلال والتعنيف والإساءة.
ده التأثير المباشر اللي وقعه على النساء بيكون أكبر بكتير من الرجال بسبب هشاشة وضع النساء في المجتمع، أما عن التأثيرات غير المباشرة؛ فمنها التأثير الصحي زيّ زيادة نسبة الولادات المبكرة وتشوهات الأجنة والأمراض الناتجة عن ارتفاج درجات الحرارة والتلوث.
كونُها مؤنث سالم بمناخنا الأمن
خلال مؤتمر المناخ COP27 في مدينة شرم الشيخ، مصر، 2022، كانت 16 فتاة من كلية الإعلام جامعة القاهرة، بيدوروا على قضية يتناولوها في مشروع تخرجهم من قسم “علاقات عامة وإعلان”.
ولإن قضية تأثير التغيرات المناخية على النساء، كانت واحدة من أهم القضايا اللي تناولها المؤتمر، وبسبب حساسية القضية وغياب الوعي المجتمعي المناسب في المجتمع المصري، قررت البنات إن تكون الحملة دي مشروع تخرجهن.
وبتقول لنا سلمى سرور، واحدة من مُنظِمات الحملة: “احنا فريق مكوّن من 16 فتاة، في السنة الرابعة من كلية الإعلام جامعة القاهرة، قسم اللغة الإنجليزية، والحملة هي مشروع تخرجنا” .
وبتضيف: “نعتقد إن يجب على النساء أن يكونوا على علم بالمخاطر الصعبة التي يواجهنها بسبب التغيرات المناخية، بما في ذلك الزواج المبكر، والولادة المبكرة، والانقطاع المدرسي المتكرر، بالإضافة إلى توعية النساء بشكل عام حول هذه المسألة”.
بتركز حملة “كونها” على تمكين النساء ومساعدتهن في الاستعداد للكوارث اللي ممكن يسببها التغير المناخي على حياتهن. وبتوعيهن على سبل العيش البديلة في حالات الطوارئ المناخية.
وبيستخدم الفريق شعار “كونها مؤنث سالم بمناخنا الآمن”، لإن سلامة النساء ترتبط بآمان المناخ، ولإن “كونها” هو الكون من حولها وهو كمان كينونتها ودورها في الكون المحيط بيها.
بالإضافة إلى نشاط الحملة على وسائل التواصل الإجتماعي، بتنزل الفرقة للعمل على الأرض من خلال زيارات للمدارس والجامعات والمحافظات المختلفة لتوعية النساء بمخاطر التغيرات المناخية عليهم.
بالإضافة للتوعية بالدور الحيوي اللي تقدر تقوده النساء للتصدي للتغيرات المناخية وتأثيرها المباشر عليهم، زيّ قيادة مشاريع اقتصادية صغيرة تكون صديقة للبيئة، أو التوفير بشكل فعال في استخدام الطاقة لتقليل أسباب التغير المناخي، وغيرها.