حكايات على الطريق: عن ناس العربية عطلت بهم في اللا مكان
واحدة من أشهر ثيمات أفلام الرعب إن العربية تتعطل بالشخصيات في نص طريق فاضي ويلاقوا نفسهم لوحدهم، بعيد عن العمار والناس ومش عارفين يعملوا إيه، ومصدر الرعب في الحبكة دي بيتركز في إحساس العجز والضياع، وانتظار المجهول.
في المقال ده، اتكلمنا مع ناس مروا بالتجربة دي وبيحكوا لنا حسوا بإيه وازاي اتعاملوا مع الموقف ده في وقتها.
هستاعدني ولا هتموتني؟
نهى كان عندها 28 سنة في الفترة اللي قررت تسيب شغلها وتسافر تعيش في دهب، وكانت بتنزل مرة كل شهر تقعد مع أمها في القاهرة يومين، وفي مرة وهي راجعة دهب العربية عطلت بيها في نص الصحرا الساعة اتنين بالليل.
بتقول نهى: “ماكانش في عربيات بتعدي غير مرة كل ساعة مثلًا، وقعدت من اتنين بالليل لقرب الفجر واقفة في عز البرد، وبتلفت حواليا في الضلمة، ومنوره كشاف التليفون، ولما لقيت البطارية بتفضى اترعبت أكتر، وبدأت يتهيألي إن في حاجة بتتحرك حواليا…كان رعب بجد”.
شاورت نهى لكل العربيات اللي كانت معدية بس محدش وقف لها، ما عدا عربية نقل كبيرة، وبتقول: “أول ما العربية وقفت ندمت جدًا إني شاورت لها، وقولت يا ريتني استخبيت ورا عربيتي البايظة”.
كان سواق النقل راجل بتوصفه نهى بإنه يشبه سواقين العربيات النقل المصريين بشكل كليشيه جدًا، ولما حكت له اللي حصل لها قال إنه رايح دهب وممكن يوصلها.
كان قدام نهى حل من اتنين إما تروح معاه وتغامر باللي ممكن يحصل أو تكمل الليل على الطريق لوحدها والتليفون يفصل شحن وتلاقي نفسها في ضلمة وتغامر باللي ممكن يحصل برضه. في النهاية قررت تركب النقل.
بتقول نهى: “كان السواق مشغل أم كلثوم “سيرة الحب”، وطلع سجارة كليو باترا وعزم عليا، وخدتها وولعتها رغم إني مش بشرب سجاير، بس كنت مرعوبة”.
كان فاضل على دهب ساعتين ونص، وفي أول نص ساعة كان الراجل ساكت خالص، وبيبص لتيسير وهي بتشرب السجارة من تحت لتحت، وبيلاحظ إنها بتترعش.
وفجأة قالها: “أقولك إيه يا بنتي، أنا قد أبوكي، والله ما هعملك حاجة، متخافيش، أنا معايا بنتين واحدة منهم قدك”.. وبتحكي نهى إن عم محمد السواق حكالها على أسرته كلها.
واتعرفت على الراجل طلع راجل لطيف خالص، وحكالها عن مراته وولاده، واداها رقم ميكانيكي معرفة في دهب يرجع معاها يصلحوا العربية.
بتقول نهى: “عم محمد راجل عسل، معايا رقمه لحد دلوقتي وبيكلمني يتطمن عليا كل شوية، وأمي بقت تعرفه، وأحيانًا بنبعت حاجات معاه من دهب للقاهرة والعكس، وبيتطمن عليا كل شوية زيّ ما أكون بنته”.
خناقة على الطريق
تيسير كانت في رابعة كلية طب جامعة أسيوط، وكانت في العربية على طريق أسيوط الجديدة الزراعي بالليل، ولإن بطارية عربيتها كانت بايظة وبتعطل أحيانًا، حصل وعطلت في الوقت ده وسط الحقول الزراعية على الطريق.
أول ما نزلت تيسير من العربية وبصت حواليها مالقتش أي حد حواليها، وكان الوقت بعد نص اللليل. اتخضت البنت العشرينية من الموقف وبدأت كل السيناريوهات السوداوية تدور في دماغها.
فجأة وقفت عربية فيه واحد عنده حاجة وتلاتين سنة ونزل يسألها فيه إيه، بتقول تيسير: “فتح كبوت العربية وقعد يبص، ويسألني اسمك إيه ومنين ورايحة فين، وأسئلة كتير كده وترتني”.
فجأة بدأ الشاب ده يقرب من تيسير وبيحاول يحط ايده على كتفها، وكردة فعل طبيعية بدأت تبعد عنه، ولما لقاها بتبعد اتعصب وقالها إنه بيحاول يساعدها وهي بتعامله زيّ ما يكون متحرش.
طلبت منه تيسير يركب عربيته ويمشي، وقالت له إنها كلمت صحابها وجايين في الطريق فعلًا، لكنه رفض، وقالها إنها بتضايقه بالطريقة دي، وكان طول الوقت بيحاول يحط إيده على جسمها، لحد ما زعقت له وحاول يضربها، وبدأوا يتخانقوا.
وقفت عربية فيها أسرة من أم وأب وولدين صغيرين، وسأل الأب تيستر إذا كانت كويسة، ولما قالت له إنها مش كويسة، اتدخل الشاب المتحرش وقاله إنها كويسة وإنه صاحبها، ولما انكرت تيسير ده، حاول يضربها.
قفلت تيسير باب العربية وركبت مع الأب لحد ما وصلت البيت، وتاني يوم رجعت مع ميكانيكي للمكان اللي سابت فيه العربية، وهنا كانت المفاجأة.
بتقول تيسير: “كان عايز يضربني علشان قلت إني معرفوش، كان مجنون، ولولا إن الراجل التاني ده نزل من عربيته، ماعرفش كان ممكن يعمل فيا إيه، بالذات إني لما رجعت لمكان العربية مع ميكانيكي تاني يوم لقيته كسرلي كل زجاج العربية”.
أنا بشوف أفلام رعب وممكن أبهدلك
عادل كان عنده 22 سنة، وبيشوف أفلام رعب كتير زيّ ما بيقول، وعارف كل ثيمات الرعب، وعلشان كده لما العربية شطبت بنزين في نص الطريق للساحل، ولقى نفسه وسط الصحرا الساعة 11 بالليل، ووقف مش عارف يعمل إيه، اشتغلت كل ثيمات الرعب في دماغه وسوحته في أسوأ سيناريو ممكن يحصل.
بعد ساعة وقفت عربية لعادل وكان فيها واحد ومراته، عندهم حاجة وأربعين سنة، وطلب منهم يوصلوه لأقرب بنزينه، وبعد ما اتحركوا، بدأ فيلم الرعب بتاع عادل.
بيقول عادل: “كانوا مشغلين أغاني لهيفاء وهبي، وأنا مافتكرش إني في حياتي شفت حد حاطط كل أغاني هيفاء وهبي على فلاشة قبل كده، غيرهم”.
لما كان عادل بيكلم الزوجين اللي ركب معاهم كانوا مش بيردوا عليه، ولما عدوا على بنزينة وكملوا سواقه، وقعد يقول لهم ينزلوه مكانوش بيردوا وباصين قدام، هنا بدا عادل يتخض.
بيقول: “فتحت باب العربية وهي بتتحرك وقعدت أصرخ وأقولهم ينزلوني، وفجأة نطقوا وحاولوا يقنعوني إن في بنزينة قريبة وإنهم عارفين الناس اللي في البنزينة اللي فاتت وإنهم مش كويسين، بس أنا كنت خلاص دخلت فيلم الرعب بتاعي ومعنديش استعداد أكمل”.
العربية وقفت وعادل نزل يجري ربع ساعة مافكرش يوقف فيها لحظة ويبص وراه، لحد ما وصل للبنزينة اللي عدت وجاب جركن بنزين ورجعوه لمكان عربيته مع واحد من العمال”.
كوباية شاي في الخمسينة
إبراهيم، 30 سنة، كان بيشتغل مهندس وبيضطر يسافر ما بين محافظات مختلفة في شغله، وفي مرة كان مسافر من سوهاج لقنا، لما العربية عطلت بيه في نص الليل على الطريق الزراعي.
بيقول إبراهيم: “دي كانت أول مرة تعطل بيا العربية وفي مكان مقطوع، وكنت مش شايف أي حاجة بعيدًا نور الطريق، ووقفت محتار مش عارف أعمل إيه، لحد ما شوفت نور ضعيف من بعيد، وقلت يمكن ألاقي حد يساعدني”.
غامر إبراهيم ونزل وسط الزرع ومشي ناحية النور اللي جاي من بعيد، وكل ما يقرب كان بيحس إنه قلقان، وتيجي في دماغة فكرة إنه يرجع ويستنى أي عربية معدية تاخده معاها، بس فضل مستمر.
وصل إبراهيم لعشة وشوية رجالة بجلاليب قاعدين يتسامروا ويشربوا شاي وشيشة، ولما حكى لهم على اللي حصل، قالوا له إن ما فيش ميكانيكي شغال دلوقتي، وعرضوا عليه يسهر معاهم للصبح لحد ما يكون الميكانيكي صحي.
رغم إن إبراهيم كان مستعجل وكان شايف إنهم ممكن يصحوا الميكانيكي عادي، إلا إنه قرر مايعترضش علشان مكانش متطمن للموقف.
بيقول إبراهيم: “الحمدلله إني معترضتش الحقيقة، لإن الرجالة كانوا عسل وعملولي حجر شيشة تحفة، وقعدوا يحكوا لي عن مواقف شافوا فيها عفاريت وبتاع، وكانت سهرة زيّ الفل، وبقينا صحاب أوي لدرجة إني لما بعدي من الطريق ده بعدي عليهم وبقعد معاهم كتير”.
وأنت يا عزيزي القارئ، هل حصلت معاك مواقف شبه دي، واتصرفت فيها إزاي؟ قول لنا في التعليقات عن حكايات على الطريق حصلت معاك، أو مع حد من معارفك.