فيلم السباحتان: عن أحلام اللاجئين اللي بتهرب من ويلات الحرب وبتعدي بحار الموت
اتعرض فيلم السباحتان “The Swimmers” يوم الأربعاء 16 نوفمبر في القاعة الكبيرة في دار الأوبرا المصرية، خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وده كان العرض الرسمي للفيلم في المهرجان بحضور عدد كبير من الفنانين المشاركين ومخرجة الفيلم سالي الحسيني.
بيبدأ الفيلم في سوريا اللي أنهكتها الحرب، وبينطلق بأحداثه في رحلة محفوفة بالمخاطر وشبه مستحيلة مع أبطاله، الأختين يسرا وسارة، وابن عمهم نزار، تلات شباب سوريين بيخرجوا من بلادهم كلاجئين في محاولة للوصول لهونوفر في ألمانيا.
على مدار الفيلم، بنتعرض لحياة الأبطال التلاتة وعائلاتهم وأحلامهم وآثار الحرب المدمرة عليهم، وبنبدأ معاهم رحلة الهجرة، وبنقابل شخصيات مختلفة من أوطان عربية وأفريقية مزقتها الكوارث والحروب، وبنتعرف عليهم وبنعيط معاهم وهما في مركب بلاستيك وسط البحر بيغرق بيهم والسلطات اليونانية رافضة تساعدهم، ومافيش في إيدهم حاجة غير إنهم يرموا كل شنطهم في البحر.
علشان يعيشوا، مضطرين يرموا كل ذكرياتهم والبقايا المادية للماضي اللي سايبينه في أوطانهم اللي مش عارفين هيرجعوا لها تاني ولا لأ، ورغم كده لسه المياه بتتسرب جوا المركب ولسه بيغرقوا، فإيه الحل؟ حد يرمي نفسه في الميا علشان ينقذ الباقيين!
حدث بالفعل: الشخصيات طالعة بأسمائها الحقيقية
المساحة الإنسانية الشاسعة في أحداث الفيلم وقدرته على إرباك المشاهد ما بين الحزن والشفقة والغضب، وإلقاء بعض الكوميديا في النص علشان ماتتكاترش علينا المآسي فتخنقنا، خلتني قاعد طول الفيلم بسأل نفسي، هي دي قصة حقيقية؟ الناس دول حقيقيين؟
ردت المخرجة سالي الحسيني على السؤال ده، وقالت إن يسرا وسارة شخصيات حقيقية، والفيلم بيعرض اللي حصل معاهم في رحلتهم لألمانيا، وأكدت إنها لما قرأت النص أول مرة لقت فيه تفاصيل غريبة شوية عن عالمنا العربي، وعلشان كده ساعدت في تعديل النص ووجهته بشكل حقيقي.
ولما سألها واحد من الصحفيين عن إذا كان اسم “يسرا” اللي يفرق عن سوريا حرف واحد هو استعارة فنية من نوع ما، ردت وقالت إن يسرا شخصية حقيقية وده اسمها، وإنها مافكرتش في أي استعارات غير إنها تجيب الشخصيات بتفاصيلها الحقيقية بالظبط.
قالت الحسيني إن هدفها الأساسي من الفيلم هو إنها توصل للعالم كله إن العالم العربي مختلف ومتلون ومش مجرد شكل واحد وزاوية واحدة، زيّ ما كتير من الأعمال الأجنبية بتعرضه، ووضحت إن الفيلم بيناقش حياة الشباب العرب تحت ضغط الكوارث والحروب، وازاي بيقدروا يعيشوا حياتهم وسط الظروف دي.
أحمد مالك (نزار): بين النكسة والاستسلام ضحكة تنقذ من الموت
قالت الفنانة السورية “كندة علوش” اللي شاركت في الفيلم بدور أم يسرا وسارة، إن أداء أحمد مالك عجبها جدًا، وبالذات إتقانه للهجة السورية، وبنتفق مع علوش بشكل كبير، لإن أداء مالك كان فعلًا رائع زيّ العادة، ولكن فضل سؤال يتردد جوا دماغي؛ ماكانش في ممثل سوري يعمل الدور؟
قال أحمد مالك إن شخصيته (نزار) لها بُعد واقعي، ووضح إن الشخصية الحقيقية هي لاتنين أولاد عم مش واحد، سافروا مع بطلات الفيلم، وأكد إنهم استبدلوا الشخصيتين الحقيقيتين بشخصية نزار علشان يضيفوا للفيلم بُعد كوميدي ينقذ من قتامة المشهد العام، أما فكرة إن الشخصية فضلت معلقة ومالهاش خاتمة مرضية للمشاهد، فأكدت الحسيني إنها عملت كده علشان يفضل نزار بيمثل مصير اللاجئين المعلق.
قالت الحسيني في نهاية الندوة اللي تمت إقامتها النهارده خلال فعاليات المهرجان، إن الشغل على الفيلم استمر لمدة 4 سنين كاملة، وكان في سنة في النص وقف فيها الشغل بسبب وباء كوفيد 19.
احنا استمتعنا جدًا بالفيلم، وعيطنا وضحكنا ورجعنا منه بإجابات كتير عن الناس اللي بتعيش الكوارث والحروب وبيضروا يهجروا أوطانهم بحثًا عن الأمان، ورجعنا كمان بأسئلة كتير عن مصيرهم وعن حقوقهم ودورنا كأفراد في مساعدتهم، وتسهيل أثر الصدمة وقسوة التجربة عليهم.
بنشجعك تشوف الفيلم اللي هينزل على نتفليكس يوم 23 نوفمبر، وتعيش مع سارة ويسرا ونزار وغيرهم من اللاجئين خطوات الرحلة من أوطانهم الممزقة للبلاد الأجنبية، اللي بيصارعوا فيها علشان يحصلوا على حق الحياة.