يوجد في مصر أماكن سياحية منسية كثيرة، ربما يعرفها البعض من الصور أو الحكايات، لكن الأغلبية لم يزوروها من قبل. هذه المواقع تحمل بين طياتها تاريخًا طويلًا وهوية فريدة.
ومن ناحية أخرى، لا تقتصر مصر على الأهرامات أو معابد الأقصر وأسوان فقط، بل تمتد لتشمل كنوزًا أثرية وطبيعية ما زالت بعيدة عن الأضواء.
إلى جانب ذلك، نجد قصورًا تاريخية خطفت أبصار الملوك، وأماكن تحكي قصص الحروب العالمية،وأخرى تحتضن تنوعًا بيولوجيًا نادرًا.
وبهذا، تكشف لنا بعض الأماكن السياحية عن وجه آخر لمصر؛ وجه يمزج بين عبق التاريخ وروعة الطبيعة وسحر التفاصيل.
لا تفوّت قراءة: كيف تقضي 48 ساعة في البحرين.. استكشف أهم المعالم السياحية في عطلة نهاية الأسبوع
جزيرة فطناس في واحة سيوة .. طبيعة أذهلت العيون

تعد جزيرة فطناس واحدة من أجمل العيون الطبيعية في واحة سيوة، حيث تقع في قلب الجزيرة ويبلغ عمق عينها نحو سبعة أمتار تخرج منها عشرة منابع مياه متجددة.
وتحيط بها طبيعة خلابة من جميع الجهات؛ إذ تحدها من الغرب بحيرة كبيرة تمتد حتى منطقة جعفر لمسافة 6 كم، بينما يحيط بها من الشرق والشمال نخيل وبحيرات ملونة، أما الجنوب فيضم زراعات متنوعة تعكس ثراء الواحة.
وعند الغروب، يعيش الزائر تجربة فريدة من نوعها بجلوسه في مقهى بسيط بجوار العين، حيث يمكنه الاستمتاع بمشهد الشمس.
وهي تنعكس على سطح المياه الذهبية، بينما يرافقه فنجان شاي أو مشروب بارد في أجواء سيوية هادئة.

ويصف الأهالي أن فطناس من أشهر عيون سيوة، إذ يقصدها الجميع للاستحمام في مياهها ومشاهدة الغروب بين أشجار الزيتون والنخيل المنتشرة حولها.
يشير الباحث حمد خالد شعيب إلى أن المؤرخ الإغريقي هيرودوت أطلق عليها اسم “عين الشمس” في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، نظرًا لارتباطها بإله الشمس عند الإغريق.
فيما يرى أهل سيوة أن سر التسمية مرتبط مباشرة بالشمس، حيث تتغير درجة حرارة مياه العين بحسب التوقيت اليومي، مما جعلها متفردة عن باقي العيون.

لا تفوّت قراءة: من الزمزمية إلى الفلاسك.. كيف تغيّرت أدوات ومستلزمات المدرسة عبر الأجيال
صان الحجر .. كنوز مخفية في تانيس الشرقية
تقع مجموعة من الكنوز في صان الحجر بالشرقية، التي عرفت قديمًا باسم “تانيس”، وكانت عاصمة الأسرة 21 ومركزًا مهمًا للديانة المصرية القديمة.
أول ما يلفت النظر أنقاض معابد آمون وموت وخونسو، حيث تظهر الأعمدة والكتابات الهيروغليفية، شاهدة على روعة الفن المعماري الفرعوني.
وبجانب المعابد، تقف تماثيل رمسيس الثاني الضخمة، التي نقلت من العاصمة القديمة بررعمسيس، لتمنح المكان طابعًا ملكيًا فريدًا.
ثم تأتي الجبانة الملكية للأسرة 21، حيث مقبرة الملك بسوسنس الأول، التي كشفت عن قناع ذهبي ومجوهرات معروضة الآن بالمتحف المصري بالتحرير.
لا تفوّت قراءة: هل ترغب في تجربة كوكيز يذوب في الفم؟ اكتشف أفضل أماكنه في مصر!
إسنا .. مدينة تحوي أثر الأجداد!

تقع مدينة إسنا بالأقصر على ضفاف النيل، حيث يلتقي التاريخ الفرعوني بالتراث الإسلامي.
يعد معبد خنوم الأثري من أبرز معالم إسنا، حيث أعيد ترميم نقوشه الأصلية التي تظهر روعة الزخارف وأسرار الديانة القديمة.
كما يمكن زيارة وكالة الجداوي العثمانية، التي تحولت اليوم إلى معرض تراثي يعكس جمال العمارة العثمانية في صعيد مصر.
ومن المعالم البارزة أيضًا المئذنة الفريدة للجامع العمري، بجانب البيوت التراثية المزخرفة والأعتاب المنقوشة بآيات قرآنية وأبيات شعرية.
ولا تكتمل الجولة دون المرور على الأسواق والبازارات، حيث الحرف اليدوية التقليدية مثل النسيج وصناعة الأختام، تحت سقيفة خشبية مميزة.
وبالإضافة لذلك، يقدم مطعم “أوكرا” التراثي، الذي تديره سيدات إسنا، وصفات محلية موثقة ضمن مشروع “مطبخ إسنا”.
يشار إلى أن إسنا حصلت على جائزة الآغا خان للعمارة، تكريمًا لمشروع إعادة إحياء مبانيها وأسواقها بروح معاصرة.

لا تفوّت قراءة: أفضل 8 أغاني عربية جديدة عشقناها في سبتمبر 2025 لا تفوّت سماعها
جبانة البجوات .. حكاية أقدم المقابر المسيحية

رغم أنها منسية في قلب الواحات الخارجة، إلا أن جبانة البجوات تعد أقدم جبانة مسيحية بمصر، وتضم نحو 263 مقبرة بعمارة فريدة.
ومن أبرز مزاراتها مزار الخروج الذي يحكي قصة موسى وبني إسرائيل، بجانب مشاهد لآدم ونوح ودانيال ويونس، مرسومة على قباب مزينة بالفرسكو.
كما يبرز مزار السلام بزخارفه البيزنطية ورسوم بشارة العذراء وكرم العنب والطواويس، ما يعكس ثراءً فنياً ودينياً نادراً.

لا تفوّت قراءة: كيف استخدم باسم يوسف السخرية السوداء لفضح مآسي غزة؟ لقطات أشعلت النقاش العالمي
قصر ألكسان في أسيوط .. مكان تسبب في حصول صاحبه على البشاوية

وعلى الرغم من إهماله أحياناً، يظل قصر الكسان تحفة معمارية منذ 1902، بمساحة 7 آلاف متر وحديقة مليئة بأشجار الفاكهة.
وقد لفت القصر أنظار الملك فاروق خلال رحلة نيلية، حتى منَح صاحبه لقب “باشا”، وأصبح من معالم أسيوط المميزة.
ويمتزج في القصر الفن الإيطالي والفرنسي والإنجليزي، بزخارف إغريقية وكرانيش مميزة، مما يجعله نموذجاً معمارياً فريداً في صعيد مصر.
لا تفوّت قراءة: صيحات ألوان طلاء الأظافر خريف 2025.. الكرز الأسود يتصدر الموضة أم التيراكوتا؟
كهف روميل – مقتنيات ثعلب الصحراء في مرسى مطروح

يعد كهف روميل من أبرز المزارات الأثرية بمطروح، رغم شهرته المحدودة محليًا، حيث استخدمه القائد الألماني روميل كمقر قيادة بالحرب العالمية الثانية.
تحول الكهف الطبيعي إلى متحف عام 1977، يضم مقتنيات روميل، خرائطه، وأسلحته، ويقع فوق واحد من أجمل شواطئ مطروح.
وبعد ترميمه وافتتاحه مجدداً عام 2017، بات رمزاً تاريخيًا وسياحيًا يجمع بين الحرب والطبيعة والبحر.

لا تفوّت قراءة: أكلات مصرية قد لا يعرفها الجيل الجديد.. تراث على وشك الانقراض من المطبخ الشعبي
كهف الجارة.. جوهرة الصحراء الغربية

يقع الكهف على بعد 120 كيلومتراً من واحة الفرافرة بالوادي الجديد، ويعتبر من أندر الكهوف الجيرية في العالم.
وبالإضافة إلى موقعه الفريد، يعود تكوينه لأكثر من 40 مليون سنة، حيث تشكل بفعل المياه والرمال والصخور عبر ملايين الأعوام.
كما يتميز الكهف بصواعد وهوابط تشبه شلالات متجمدة، مما يمنحه مظهراً أسطورياً كأنه متحف طبيعي نحتته أنامل الطبيعة.
ومن الداخل، تزدان جدرانه برسوم بدائية تُجسّد حياة الإنسان الأول، مثل الصيد واللعب وجمع الثمار، وترجع إلى عصر الهولوسين الرطب.
إلى جانب ذلك، يروي الكهف قصة التغيرات المناخية التي مرت بها الصحراء الغربية، ما يجعله سجلاً طبيعياً لتاريخ الأرض.
لكن، التحدي الأكبر يكمن في صعوبة الوصول إليه، حيث يقع بعيداً عن العمران، ويتطلب دليلاً محلياً لمرافقة الزوار.
لا تفوّت قراءة: ّصيحات ألوان طلاء الأظافر خريف 2025.. الكرز الأسود يتصدر الموضة أم التيراكوتا؟
محمية جبل علبة – أكبر محمية طبيعية في مصر
ورغم بعدها الجغرافي، تظل محمية جبل علبة أكبر محمية طبيعية في مصر، بمساحة 36 ألف كم²، تقع في منطقة حلايب وشلاتين.
تتميز بتنوع بيولوجي نادر يشمل الغزال المصري، الماعز البري، الكبش الأروي، والتيتل، بجانب نباتات فريدة تتكاثف على قممها المغمورة بالضباب.
وتضم المحمية ثلاثة قطاعات: أبرق، الدئيب، وعلبة، لتصبح جنة طبيعية تجمع البحر والجبال والحياة البرية النادرة.
رغم امتلاك محمية جبل علبة تنوعًا إلا أن استغلالها سياحيًا تأخر كثيرًا، إذ كان يمكن أن تصبح مقصدًا عالميًا مع الحفاظ على التوازن البيئي.
والبعض يتحدث عن صعوبة الحصول على التصاريح التي حدت من زيارتها، ما جعل جمالها البكر بعيدًا عن أنظار معظم السائحين.
