آخرهم سليمان عيد.. فنانون جسّدوا مشاهد وفاتهم في الأفلام والمسلسلات ثم رحلوا بنفس الطريقة!

لم تكن مجرد مشاهد تمثيلية… بل بدت وكأنها بروفة صامتة للوداع الأخير. في مفارقة تُجمد الدم في العروق، جسّد عدد من الفنانين مشاهد وفاتهم على الشاشة، وكأنهم يكتبون بخيوط الفن فصولهم الأخيرة، ليغادروا بعدها الحياة حقًا، بنفس الطريقة التي رحلوا بها تمثيلاً.

آخر من انضم إلى هذه القائمة الصادمة كان الفنان الراحل سليمان عيد، الذي ودّعنا تاركًا خلفه إرثًا فنيًا حافلًا، ومشهدًا تلفزيونيًا لم نكن نعلم أنه يُمهّد للوداع الحقيقي.

في هذا التقرير، نسلّط الضوء على قصص أولئك النجوم الذين تحوّلت أدوارهم الأخيرة إلى مرآة قدرية، وكأن الكاميرا كانت تشهد على نبوءة الموت… قبل أن يتحقق المشهد واقعًا، بلا إعادة، ولا تصفيق.

لا تفوّت قراءة: من “زي أخويا” إلى “جوزني بنتك الله يكرمك”.. كيف تحولت صداقة ليلى زاهر وهشام جمال إلى حب؟

سليمان عيد في “فار بـ7 أرواح”.. مشهد وفاة تحوّل إلى حقيقة

من بين الفنانين الذين جسدوا لحظة وفاتهم على الشاشة، كان سليمان عيد، في مشهد مؤثر تحوّل إلى واقع مؤلم.

في فيلم “فار بـ7 أرواح”، لعب دور متوفٍ، حيث كانت جثته محور الأحداث وبداية لتشابك غريب في القصة.

وظهرت الجثة أمام شخصيات متعددة، وأصبحت عبئًا على كل من تعامل معها، ما بين الاستغلال والخوف والهروب.

وتزامن عرض الفيلم مع إعلان وفاة سليمان عيد، في مفارقة صادمة أثارت مشاعر الجمهور ومحبيه في الوسط الفني.

وفي صباح الجمعة 18 أبريل، غيّبه الموت عن عمر ناهز 64 عامًا، إثر أزمة صحية مفاجئة ألمّت به.

مشهد الوفاة الذي صوّره، لم يكن مجرد تمثيل… بل بدا وكأنه نبوءة حزينة اختتم بها رحلته الفنية.

آخر مشاهد الراحل سيلمان عيد في فيلم فار بـ7 آرواح

دلال عبد العزيز في “ملوك الجدعنة”.. وداع مؤثر على الشاشة سبق الرحيل الحقيقي

من أبرز المشاهد التي تحوّلت من تمثيل إلى واقع، كان مشهد وداع دلال عبد العزيز في مسلسل ملوك الجدعنة.

في آخر أدوارها، جسّدت شخصية “عطية”، التي ظهرت في مشهد وفاتها المؤثر بنهاية الحلقة الثامنة عشرة.

ودّعت “عطية” ابنها “سرية”، ونظرت إلى السماء مبتسمة، متحدثة عن جمال ما تراه في لحظاتها الأخيرة.

المشهد أبكى الجمهور، لشدّة صدقه وعمق الإحساس، وكأنها كانت تودّع الحياة بالفعل.

وبعد عرض المسلسل بأشهر قليلة، تحوّل هذا المشهد التمثيلي إلى واقع مؤلم للجمهور ومحبيها.

في عام 2021، رحلت دلال عبد العزيز عن عمر 61 عامًا، متأثرة بمضاعفات إصابتها بفيروس كورونا.

المرض تسبب لها في تليف شديد بالرئة، وعدم القدرة على التنفس، رغم محاولات العلاج المستمرة.

وبذلك، أصبح المشهد الأخير في المسلسل، أشبه بنبوءة حزينة لحقيقة لم يكن أحد يتوقعها.

جميل برسوم في “شقو”.. مشهد وفاة غير مجرى الأحداث تحول إلى حقيقة

من بين الفنانين الذين جسّدوا مشهد وفاتهم على الشاشة ثم أصبح حقيقة، كان جميل برسوم أحد أبرز الأمثلة.

فقد فارق الحياة في 4 مارس 2024 عن عمر يناهز 70 عامًا، بعد أيام قليلة من تكريمه في مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية.

مفارقة غريبة ربطت بين حياته ووفاته، حيث توفي بعد إنهاء تصوير مشهده الأخير في فيلم “شقو”.

في هذا الفيلم، لعب جميل برسوم دور رجل أعمال مسن، وجرى تصوير مشهد وفاته إثر عدم وجود جهاز أكسجين يساعده على التنفس.

الجدير بالذكر أن جميل برسوم عبر عن خوفه من الوفاة قبل أن يحصل على حقه في التقدير الفني، وهو ما صرّح به خلال لحظة تكريمه.

لا تفوّت قراءة: من “سعد اليتيم” إلى “ولاد الشمس”.. كيف تناولت الدراما والسينما قضية الأيتام؟

أشرف عبد الغفور في “رشيد”.. آخر ظهور يسبق الرحيل المفاجئ

من بين المفارقات المؤثرة التي هزّت قلوب محبي الفن، كانت قصة رحيل الفنان أشرف عبد الغفور.

رحل أشرف عبد الغفور عن عالمنا في 3 ديسمبر 2023 عن عمر ناهز 81 عامًا، إثر حادث سير مروع.

ما زاد من ألم رحيله هو التقاء الواقع بالفن في مشهد درامي غريب، إذ كانت آخر أعماله الدرامية هو مسلسل “رشيد” الذي عرض في سباق رمضان 2023.

في هذا المسلسل، جسّد شخصية المهندس فاروق، وفي مشهده الأخير، ظهر في لقطة مؤثرة وهو يحاول الفرار من السجن برفقة “رشيد” (محمد ممدوح).

وبينما يحاول الهروب، يتعرض لطلق ناري ينهي حياته داخل أحداث المسلسل، ليترك “رشيد” في حالة انهيار كامل.

تلك اللقطة تركت أثرًا كبيرًا في نفوس المشاهدين، وكأنها كانت نبوءة وداع غير معلن، مما جعل وفاة الفنان أشرف عبد الغفور أكثر وقعًا وألمًا على محبيه.

محمود المليجي في “أيوب”.. مشهد وفاته قبل أن يبدأ التصوير

من المفارقات المؤلمة في تاريخ الفن، كانت قصة رحيل الفنان محمود المليجي، الذي جسّد مشهد وفاته في فيلم “أيوب”.

وعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن يُكمل تصوير مشهد وفاته، إلا أن الفنان المليجي رحل عن الحياة قبل أن تبدأ الكاميرا في الدوران.

ويروي المخرج هاني لاشين تفاصيل اللحظات الأخيرة، حيث كان المليجي جالسًا مع طاقم العمل على طاولة التحضيرات.

وطلب فنجان قهوة، ثم مال برأسه وكأنه دخل في نوم عميق على الكرسي، ظن الجميع أنه يُختبر أداء مشهد الوفاة بطريقة ساخرة.

ولكن بعد لحظات، اكتشف عمر الشريف أن ما حدث لم يكن تمثيلًا… بل كان وفاة حقيقية.

وفي تلك اللحظة، رحل المليجي عن الدنيا بينما كان يتحضر لتجسيد مشهد وفاته، لتتحول المفارقة إلى حقيقة مؤلمة.

مصطفى درويش في “إلا أنا”.. دور يشبه رحيله الحقيقي

في مسلسل “إلا أنا”، قدّم مصطفى درويش شخصية شاب يدعى إيهاب، الذي توفي فجأة في ريعان شبابه بعد تعرضه لصدمة نفسية حادة.

وفي حكاية “ويبقى الأثر”، كانت التفاصيل المؤلمة تدور حول شقيق إيهاب الذي يتولى نشر خبر وفاته عبر فيسبوك.

ولم يكن يعلم الجمهور أن تلك التفاصيل ستصبح واقعًا بعد فترة قصيرة، حيث رحل مصطفى درويش بشكل مفاجئ بسبب سكتة قلبية.

الغريب في الأمر هو أن شقيقه كان هو أيضًا من أعلن خبر وفاته عبر فيسبوك، تمامًا كما حدث في العمل الدرامي، مما جعل المشهد في “إلا أنا” يبدو كأنه نبوءة تحققت في الواقع.

أحمد الضيف.. تدرب على مشهد وفاته قبل رحيله المفاجئ

قبل أن يغادر الفنان الراحل أحمد الضيف الحياة، كان مشهد وفاته قد أصبح جزءًا من حياته الفنية بطريقة غريبة ومؤلمة.

وقبل يومين فقط من رحيله، راود الضيف حلم غريب، كان يركب فيه حصانًا جامحًا ينطلق به بسرعة حتى يصل إلى قمة جبل شاهق، ثم يسقط فجأة من أعلى الجبل.

استفاق الضيف من نومه فزعًا، وهو يُدرك أن هذا الحلم المقلق كان بمثابة إشارة غامضة لم يكن يدرك عمقها.

في تلك الفترة، كان الضيف أحمد يُخرج رواية بعنوان “كل واحد وله عفريت”، والتي عُرضت لاحقًا في قالب مسرحي كوميدي بعنوان “الراجل اللي جوز مراته”.

وكان دوره في المسرحية هو شخصية رجل ميت يُوضع داخل نعش على يد الحانوتي، كما لو أن الحياة كانت تقدم له بروفة أخيرة لوداعه الأبدي.

بعد انتهاء إحدى البروفات، عاد الضيف أحمد إلى منزله، لكنّه شعر بـ ضيق حاد في التنفس وإجهاد شديد، ما دفع زوجته للاتصال بالطبيب.

لكن تأخر الطبيب عن الوصول، ومع تدهور حالته، جرى نقله إلى المستشفى، إلا أن القدر كان قد قال كلمته، ليفارق أحمد الضيف الحياة فجأة.

لا تفوّت قراءة: رحلة “الكوماندا”: كيف صنع أحمد العوضي نجوميته؟

تعليقات
Loading...