تألقت شركة أرامكو السعودية بقيمة مذهلة بلغت 41.7 مليار دولار أمريكي، لتصبح العلامة التجارية الأعلى قيمة في الشرق الأوسط.
وجاء ذلك في تقرير حديث صادر عن شركة (براند فاينانس)، يرصد قيمة العلامات التجارية في الشرق الأوسط ضمن تصنيف أفضل 500 علامة تجارية في العالم لعام 2025.
وشهدت العلامات التجارية في الشرق الأوسط قفزة نوعية بمعدل نمو لافت بلغ 23%، وعلى رأسها شركة أرامكو.
قصة أرامكو ليست مجرد حكاية عن شركة نفطية، بل هي حكاية عن رؤية تحولت إلى واقع.
وبدأت مسيرة الإنجاز في ثلاثينيات القرن الماضي عندما اجتمع حفنة من المستكشفين الشجعان وسط رمال الصحراء السعودية، مستمدين إلهامهم من كلمات بسيطة: “توكل على الله ووقّع.”
ومنذ ذلك الحين، انطلقت رحلة استثنائية دامت أكثر من تسعة عقود، شكلت خلالها أرامكو عملاقًا عالميًا في إنتاج النفط والطاقة.
فكيف استطاعت هذه شركة أرامكو تحقيق هذا النجاح الهائل، وما هي الملامح البارزة لهذه المسيرة الطويلة نحو القمة؟
لا تفوّت قراءة: 8 عادات يومية يمارسها الملياردير: كيف يقضي نجيب ساويرس يومه؟
قصة تأسيس أرامكو: البداية بعبارة “توكل على الله ووقّع”
وفي 29 مايو 1933، خلد الملك عبد العزيز آل سعود عبارة وجهها لوزير المالية عبد الله السليمان الحمدان قائلاً: “توكل على الله ووقع”، لتبدأ مسيرة أرامكو السعودية، عملاق الطاقة العالمي.
وجاء توقيع اتفاقية الامتياز مع شركة “ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا”، لتفتح الطريق أمام اكتشاف النفط بالمملكة.
وغطت مساحة الامتياز عند التوقيع نحو 829 ألف كيلومتر مربع، ممتدة من حدود العراق شمالاً، مرورًا بصحراء الدهناء غربًا، وصولاً إلى صحراء الربع الخالي جنوبًا.
وبهذا التوقيع التاريخي، انطلقت مسيرة أرامكو السعودية لتصبح شريانًا للطاقة يغذي العالم.
بداية نجاحات أرامكو السعودية:أول إنتاج تجاري
حققت أرامكو أولى نجاحاتها عام 1938، مع إنتاج النفط بكميات تجارية من بئر الدمام، التي سُمّيت “بئر الخير”، لتبدأ مسيرة ريادية في قطاع الطاقة.
ومنذ ذلك الحين، تواصلت نجاحات الشركة، محققة أرقامًا قياسية في إنتاج النفط، مما عزز مكانة المملكة في هذا القطاع الحيوي.
التوسع في البنية التحتية
ومع تسارع الإنتاج، توسعت أرامكو في قطاع التوزيع. ففي عام 1950، أنجزت الشركة خط الأنابيب “التابلاين” بطول 1,212 كيلومترًا، ليصبح الأطول عالميًا آنذاك.
وفي عام 1958، اكتشفت الشركة حقل السفانية بعد عامين من التنقيب في مياه الخليج العربي، ليصبح أكبر حقل نفط بحري في العالم.
وخلال العام نفسه، تجاوز إنتاج الشركة مليون برميل يوميًا، معلنًا عن حقبة جديدة من الإنجازات.
رؤية الملك المؤسس: توظيف السعوديين شرط أساسي في اتفاقية أرامكو
وفي الاتفاقية التاريخية مع شركة “ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا”، وضع الملك عبد العزيز شرطًا أساسيًا يهدف لتطوير المملكة، وهو توظيف المواطنين السعوديين قدر الإمكان.
واشترطت الاتفاقية عدم توظيف غير السعوديين إلا عند عدم توفر الكفاءات المحلية، مما ساهم في تعزيز فرص العمل وبناء قدرات وطنية.
دور السعوديين في بدايات النفط
وشارك السعوديون في صناعة النفط منذ البداية، حيث كانوا جزءًا أساسيًا من فريق التنقيب.
ويبرز بينهم الدليل البدوي خميس بن رمثان، الذي أدهش الجيولوجيين الأوائل بخبرته الفريدة في الصحراء وقدرته على الاهتداء للطريق.
وهذا الالتزام بالتوظيف الوطني أسهم في تأسيس قاعدة قوية من الكوادر السعودية، ما انعكس على تطور قطاع النفط ومكانة المملكة عالميًا.
امتلاك كامل: أرامكو تصبح سعودية بالكامل
وفي عام 1980، استحوذت الحكومة السعودية على كامل ملكية شركة أرامكو، مما شكّل نقلة نوعية في مسيرتها.
وبعد ثمانية أعوام، تأسست شركة الزيت العربية السعودية – أرامكو السعودية رسميًا، لتبدأ عهدًا جديدًا تحت الإدارة السعودية بالكامل.
ومع هذا التحول، تولت أرامكو السعودية جميع مسؤوليات الشركة السابقة، لتصبح الركيزة الأساسية لتطوير قطاع النفط في المملكة وتعزيز مكانتها العالمية.
أرقام قياسية في مسيرة أرامكو السعودية
الإنتاج السنوي
وفي عام 1976، أصبحت أرامكو أكبر منتج للنفط الخام عالميًا، حيث تجاوز إنتاجها 3 مليارات برميل سنويًا، كإنجاز غير مسبوق في قطاع الطاقة.
ذروة الإنتاج اليومي
وحققت الشركة رقمًا قياسيًا في عام 2020، بإنتاج 12.1 مليون برميل من النفط الخام خلال يوم واحد، مما يبرز قدرتها على تلبية الطلب العالمي بكفاءة.
إنتاج الغاز الطبيعي
وتعتبر أرامكو مسؤولة أيضًا عن تسجيل أعلى معدل لإنتاج الغاز الطبيعي في يوم واحد، حيث بلغ 10.8 مليار قدم مكعبة قياسية، مما يعكس ريادتها في قطاع الطاقة الشامل.
لا تفوّت قراءة: بعد استحقاق شهادات 27%: ماذا عن بدائل الاستثمار المتاحة الآن؟
مرحلة الإدراج في سوق المال: نقلة نوعية في تاريخ أرامكو
وفي يناير 2018، اكتسبت أرامكو صفة شركة مساهمة سعودية، وفي عام 2019 أصبحت شركة مساهمة عامة بإدراج أسهمها في السوق المالية السعودية “تداول”.
أرقام قياسية في الاكتتاب
وبلغت طلبات المشاركة في الطرح 446 مليار ريال، بواقع 397 مليار ريال من المؤسسات و49 مليار ريال من الأفراد.
الأمر الذي أدى إلى رفع نسبة تغطية الطرح إلى 465% (620% للمؤسسات و153% للأفراد).
أكبر طرح عام أولي عالمي
وفي 2019، سجلت أرامكو أكبر طرح عام أولي في تاريخ البورصات العالمية.
وجمعت حينها 29.4 مليار دولار مقابل بيع 1.5% من أسهمها.
ووصلت القيمة السوقية للشركة آنذاك إلى 1.7 تريليون دولار، مما يعكس مكانتها كأكبر شركة طاقة عالمية.