هدنة وشيكة في غزة بعد 15 شهرا من الحرب: ما بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟

في مفترق طرق جديد قد يعيد رسم خريطة النزاع في الشرق الأوسط، تتجه الأنظار إلى غزة حيث تشير الأنباء إلى اقتراب الإعلان عن هدنة وشيكة بعد 15 شهرًا من حرب دامية.

ويعزي هذا الإنجاز باتفاق الهدنة في غزة إلى دور كبير قدمته مصر لإحداث الانفراجة الكبيرة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل لصفقة تبادل أسرى

هذا الاتفاق، الذي طال انتظاره، يُعد تحولًا لافتًا في الأزمة التي أزهقت نحو 65 ألف شخص وخلّفت دمارًا واسعا.

لكن وراء الكواليس، تدور تساؤلات حول الدوافع الحقيقية التي دفعت إسرائيل نحو قبول خطة سلام طالما رفضتها.

هل هو صعود دونالد ترامب مجددًا للمشهد السياسي الأمريكي؟ الرجل الذي وصف نفسه بـ”مرشح السلام” وأعلن مرارًا أن هذه الحرب لم تكن لتندلع لو كان رئيسًا؟

ومع اقتراب تنصيبه، تتسارع التحركات لتحقيق هذه الهدنة. فما هي البنود التي قبلت بها الأطراف؟ ولماذا يستعجل ترامب إتمام الصفقة قبل توليه رسميًا؟

وفي قلب كل هذه التطورات، يبقى سؤال مصيري معلقًا في الأفق: بعد وقف إطلاق النار، من سيمسك بزمام الأمور في القطاع؟

لا تفوّت قراءة: العلاقات الجزائرية الفرنسية: عودة إلى نقطة الصفر بعد ترحيل مؤثر جزائري

مؤشرات إيجابية للاتفاق لكن يجب أن نحذر

أرسلت قطر مسودة اتفاق إلى إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، في خطوة مهمة تهدف لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرا.

ويأتي هذا التقدم في المحادثات بين إسرائيل وحماس قبل أسبوع واحد فقط من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء إن المحادثات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وصلت إلى “مراحلها النهائية”.

وأضاف الأنصاري خلال مؤتمر صحفي أسبوعي: “نعتقد أننا في المراحل النهائية… بالتأكيد نحن على أمل بأن هذا سيؤدي إلى اتفاق قريبا جدا”، محذرا من أنه “حتى يتم الإعلان… لا ينبغي لنا أن نبالغ في التفاؤل حيال ما يجري الآن”.

وأشار الأنصاري إلى أنه “خلال الأشهر الماضية، كانت هناك قضايا أساسية ومسائل رئيسية بين الطرفين لم يتم حلها. تمّت تسوية هذه القضايا خلال المحادثات في الأسابيع القليلة الماضية، وبالتالي وصلنا إلى نقطة تم فيها معالجة القضايا الرئيسية التي كانت تعيق التوصل إلى اتفاق”.

بنود الهدنة المرتقبة في غزة: تفاصيل اتفاق حماس مع إسرائيل

بعد 15 شهرًا من القتال العنيف بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بات اتفاق الهدنة وشيكًا مع الإعلان عن مراحله النهائية.

ويتضمن الاتفاق عددًا من البنود الأساسية التي تهدف إلى إنهاء الحرب وإرساء الهدوء في قطاع غزة.

الإفراج عن الرهائن

في المرحلة الأولى، ستُفرج حركة حماس عن 33 رهينة تشمل أطفالًا، نساء، مجندات، وجرحى ومرضى.

  • إذا نجحت المرحلة الأولى كما هو مخطط لها، ستُستأنف المفاوضات بشأن المرحلة الثانية بعد 16 يومًا من بدء تنفيذ الاتفاق.
  • في المقابل، ستُفرج إسرائيل عن أكثر من ألف أسير ومعتقل فلسطيني، مع استثناء مقاتلي حماس الذين شاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023.

انسحاب القوات الإسرائيلية على مراحل

  • سيجرى الانسحاب الإسرائيلي على مراحل، مع بقاء القوات قرب الحدود لتأمين المدن والبلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
  • يتضمن الاتفاق ترتيبات أمنية بشأن محور فيلادلفيا (صلاح الدين) جنوب غزة، حيث ستنسحب القوات من أجزاء معينة منه خلال الأيام الأولى من تنفيذ الاتفاق.

عودة سكان شمال غزة وتشغيل معبر رفح

  • يُسمح لسكان شمال غزة غير المسلحين بالعودة إلى مناطقهم تدريجيًا.
  • تتضمن البنود انسحاب القوات الإسرائيلية من معبر نتساريم وسط القطاع.
  • يبدأ تشغيل معبر رفح الحدودي مع مصر تدريجيًا، مما يتيح خروج المرضى لتلقي العلاج خارج القطاع.

زيادة المساعدات الإنسانية

  • ستجرى زيادة كميات المساعدات الإنسانية المرسلة إلى غزة، لكن ما تزال هناك خلافات حول الكميات المسموح بدخولها وضمان وصولها إلى الفئات المستحقة.

آفاق المرحلة المقبلة

الاتفاق المرتقب يشكل بارقة أمل لسكان القطاع الذين عانوا ويلات الحرب، إلا أن بنوده تبقى مرهونة بالتنفيذ الميداني ومدى التزام الأطراف بما جرى التوصل إليه.

لماذا يسعى ترامب لإتمام صفقة غزة قبل تنصيبه رسميًا؟

وفقًا لتحليلات الخبراء، يأتي سعي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإتمام صفقة غزة قبل تنصيبه في 20 يناير كخطوة استراتيجية لتعزيز مكانته السياسية والدبلوماسية على الساحة الدولية منذ اليوم الأول لتوليه المنصب.

البحث عن أول نجاح سياسي

يشير المحلل الأمني والدبلوماسي السابق فولفغانغ بوستاي إلى أن ترامب “يبحث عن أول نجاح سياسي كبير لتعزيز سياسته الخارجية منذ البداية”.

ويعتبر أن الصراع في غزة يشكل عبئًا كبيرًا على صورة الولايات المتحدة في المنطقة.

من شأن تحقيق وقف إطلاق نار دائم أن يمنح إدارته دفعة قوية نحو إثبات جديتها في معالجة النزاعات الدولية.

تعزيز المصداقية كـ”صانع صفقات”

كان تقديم ترامب نفسه كـ”مرشح السلام” خلال حملته الانتخابية جزءًا أساسيًا من رسالته للناخبين.

نجاحه في التوسط لصفقة هدنة دائمة في غزة سيعزز مصداقيته كزعيم قادر على حل النزاعات المعقدة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر تحديًا كبيرًا لأي رئيس أمريكي.

موافقة نتنياهو السريعة

اللافت هو كيف جرى إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهذه السرعة بقبول خطة سلام طالما رفضها.

يعتقد مراقبون أن وجود ترامب في السلطة يحمل تهديدًا ضمنيًا لنتنياهو، الذي قد يخشى من فقدان الدعم الأمريكي التقليدي إذا تعنت في موقفه.

ومن جهة أخرى، قد يرى نتنياهو في هذه الهدنة فرصة لتهدئة الضغوط الدولية والإقليمية على حكومته دون تقديم تنازلات جوهرية.

ستيف ويتكوف مبعوث ترامب وبنيامين نتنياهو بعد مفاوضات الهدنة

كيف وافق بنيامين نتنياهو على اتفاق الهدنة؟ السر بين مبعوث ترامب وضغوطه

تسارعت الأحداث مؤخرًا نحو إبرام اتفاق الهدنة في غزة، وسط تساؤلات عن العوامل التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول هذا الاتفاق بسرعة، رغم رفضه سابقًا لخطط سلام مشابهة.

دور ستيف ويتكوف: رجل الأعمال والدبلوماسية غير التقليدية

وفقًا لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، لعب ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، دورًا محوريًا في دفع المفاوضات نحو إنجاز سريع.

  • من هو ويتكوف؟
    مستثمر ومطور عقاري يهودي مقرب من ترامب، بعيد عن الأساليب الدبلوماسية التقليدية.
  • أسلوبه المختلف
    وُصف أسلوبه بأنه عملي وعدواني، لا يهتم بالبروتوكولات أو التعقيدات الدبلوماسية، بل يركز على الوصول إلى النتائج بشكل مباشر وسريع.
  • تصريحات دبلوماسي إسرائيلي
    دبلوماسي إسرائيلي وصف ويتكوف بأنه “لا يتحدث كدبلوماسي، إنه رجل أعمال يريد إتمام الصفقة والمضي قدمًا”.

ضغوط ترامب: العصا والجزرة

إلى جانب دور مبعوثه الخاص، استخدم ترامب نهجًا يعتمد على الضغوط المباشرة والمكاسب المحتملة:

  • تهديد بفقدان الدعم الأمريكي
    قد يخشى نتنياهو من تأثير سلبي على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية إذا أبدى تعنتًا، خصوصًا مع عودة ترامب الذي أعلن بوضوح توجهاته الداعمة للسلام.
  • وعود بمزايا سياسية وأمنية
    يبدو أن ترامب قدم ضمانات سياسية وأمنية لإسرائيل، بما في ذلك التزام أمريكي بتعزيز الدعم العسكري والتنسيق الاستراتيجي في حال توقيع الاتفاق.

تأثير العلاقات الشخصية

علاقة ترامب الوثيقة بالمجتمع اليهودي الأمريكي ومؤيديه في إسرائيل قد تكون عاملاً آخر.

وجود مبعوث مثل ويتكوف، الذي يجمع بين الثقة الشخصية والارتباط القوي بترامب، أضفى مصداقية على الجهود الأمريكية وطمأن نتنياهو بشأن جدية الالتزام الأمريكي تجاه أمن إسرائيل.

هل كان السر في الدبلوماسية وحدها؟ ردود الأفعال داخل إسرائيل على اتفاق الهدنة

بينما يلعب الدور الدبلوماسي الأمريكي بقيادة مبعوث ترامب ستيف ويتكوف دورًا مهمًا في دفع اتفاق الهدنة في غزة، تشير التطورات الأخيرة إلى أن الضغوط السياسية الداخلية والخارجية كانت العامل الحاسم في تغيير موقف بنيامين نتنياهو.

تصريحات تعكس خيبة أمل إسرائيلية

في تصريح لافت للمتحدث باسم نتنياهو، يعقوب باردوجو، أوضح أن “الضغوط التي يمارسها ترامب ليست من النوع الذي توقعته إسرائيل”، مشيرًا إلى أن هذه الضغوط كانت جوهرية وقاسية، مما جعل قبول الصفقة حتميًا.

ردود الصحافة المقربة من نتنياهو

الصحفي الإسرائيلي أريل سيجال عبّر عن خيبة الأمل الإسرائيلية بالقول: “نحن أول من يدفع ثمن انتخاب ترامب، لا أعتقد أن هذا ما خططنا له وانتظرناه”.

هذه التصريحات تكشف عن فجوة بين التوقعات الإسرائيلية من إدارة ترامب والواقع.

معارضة داخل الحكومة الإسرائيلية

ردود الأفعال لم تقتصر على الصحافة، بل امتدت إلى الائتلاف الحاكم نفسه:

  • تصعيد بن غفير
    وزير المالية الإسرائيلي إيتمار بن غفير وصف الصفقة بـ”المروعة”، ودعا وزيرًا آخر للانضمام إليه في التهديد بالاستقالة من الحكومة.
  • أزمة ائتلافية محتملة
    مع تزايد الضغوط داخل الكنيست، يعتمد نتنياهو على دعم حزبي الوزيرين، مما يجعله يواجه خيارًا صعبًا بين إرضاء الائتلاف أو المضي قدمًا في الاتفاق.

نتنياهو بين المطرقة والسندان

  • ضغوط ترامب
    إدارة ترامب، التي يبدو أنها لجأت إلى ضغوط غير تقليدية، قد دفعت نتنياهو إلى موقف صعب، خاصة وأن العلاقة مع ترامب كانت مصدر دعم سياسي كبير لإسرائيل.
  • تهديد الاستقرار السياسي الداخلي
    في الوقت ذاته، يواجه نتنياهو معارضة داخل حكومته قد تؤدي إلى انهيار ائتلافه إذا استمرت الاحتجاجات على الصفقة.

إسرائيل في عالم آخر: انقسام داخلي عميق

الهدنة، التي كان من المفترض أن تكون نقطة تحول إيجابية، كشفت عن انقسامات عميقة داخل إسرائيل، سواء على المستوى السياسي أو الشعبي.

وبينما يحاول نتنياهو الموازنة بين الضغوط الخارجية والداخلية، يبقى مصير حكومته وفعالية تنفيذ الاتفاق مرهونًا بالتطورات المقبلة.

لا تفوّت قراءة: اغتيال إسماعيل هنية: إسرائيل تروي القصة وحماس تقدم رواية جديدة

أكثر القضايا غموضا: من سيحكم غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار؟

مع قرب التوصل إلى هدنة في غزة، تتباين التحليلات والآراء بشأن الجهة التي ستتولى إدارة القطاع في مرحلة ما بعد الحرب.

ورغم تعدد السيناريوهات، فإن الوضع ما يزال غامضًا دون وجود اتفاق واضح أو توجه ملموس.

موقف السلطة الفلسطينية: الشرعية الحصرية

صرّح أحمد المجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن أي صيغة لإدارة غزة لا تشمل دور الحكومة الفلسطينية ستكون “غير مقبولة” بالنسبة للسلطة والمنظمة.

أكد المجدلاني أن السلطة الفلسطينية تملك الشرعية لإدارة غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، مشيرًا إلى أن أي تجاوز لدورها يمثل انتهاكًا للاتفاقيات الدولية والموقف الفلسطيني الموحد.

دور حماس: قوة أمر واقع

على الجانب الآخر، يرى المحلل السياسي الفلسطيني صلاح العواودة أن حماس لا يمكن تجاهلها في أي صيغة مستقبلية لإدارة غزة.

أوضح أن “من غير الممكن أن تكون هناك إدارة مستقبلية في غزة دون موافقة حماس”، ما يعكس واقع سيطرة الحركة على القطاع منذ عام 2007 وامتلاكها دعمًا شعبيًا في مناطق واسعة.

رغم تأكيد المجدلاني على شرعية السلطة الفلسطينية، أشار العواودة إلى أن قدرة السلطة على لعب دور في غزة مرهونة بموافقة إسرائيل..

سيناريوهات الحكم في غزة بعد اتفاق الهدنة

في ظل الحديث عن قرب إبرام اتفاق هدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، برزت تساؤلات حول مستقبل إدارة قطاع غزة.

ووفقًا لتحليل أستاذ العلوم السياسية أحمد عوض، هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة للحكم في غزة، تختلف في مدى واقعيتها واحتمالية تنفيذها.

الأول: استمرار حكم حماس بشروط دولية

  • ملامح السيناريو
    يتمثل هذا السيناريو في بقاء حركة حماس على رأس السلطة في القطاع، ولكن وفق شروط ومحددات أمريكية وإسرائيلية لضمان استقرار الهدنة وعدم تصعيد الأوضاع.
  • تحليل الواقع
    يرى عوض أن هذا السيناريو قد يكون بوابة لتنفيذ مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، حيث يتم احتواء حماس وتحويلها إلى شريك غير مباشر في ترتيبات أمنية تخدم المصالح الإسرائيلية.
  • احتمالية التحقق
    السيناريو محتمل في حال قبول حماس التنازل عن بعض شروطها لتخفيف الحصار وإعادة إعمار القطاع.

الثاني: عودة السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع

  • ملامح السيناريو
    يشير هذا السيناريو إلى إمكانية عودة السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح لتولي إدارة غزة عبر تشكيل حكومة توافق وطني بموجب حوار سياسي بين فتح وحماس.
  • تحليل الواقع
    رغم أهمية هذا السيناريو لتحقيق وحدة سياسية فلسطينية، إلا أنه ضعيف للغاية بسبب الانقسامات العميقة بين الحركتين، وفشل المحاولات السابقة لتحقيق المصالحة.
  • احتمالية التحقق
    منخفضة، خاصة مع عدم وجود ضغوط دولية كافية لإنهاء الانقسام الداخلي.

الثالث: لجنة مستقلة بإشراف دولي وإقليمي

  • ملامح السيناريو
    يتضمن تشكيل لجنة مستقلة بإشراف إقليمي ودولي تتولى إعادة تأهيل القطاع وإدارة شؤونه بشكل مؤقت حتى يتم الاتفاق على شكل الحكم النهائي.
  • تحليل الواقع
    يرى عوض أن هذا السيناريو هو الأقرب للتحقق، خاصة مع تعقيد المشهد السياسي الفلسطيني والحاجة إلى جهة محايدة تضمن تنفيذ الهدنة وإعادة الإعمار بعيدًا عن التجاذبات السياسية.
  • احتمالية التحقق
    عالية، نظرًا لدعم هذا التوجه من المجتمع الدولي كحل مؤقت لتجنب فشل الاتفاق.

مسار مفتوح أمام غزة

يبقى مستقبل الحكم في غزة مرهونًا بنتائج المفاوضات وشكل تنفيذ اتفاق الهدنة.

ورغم ترجيح السيناريو الثالث كخيار واقعي، فإن التحولات السياسية والميدانية قد تفتح الباب أمام مفاجآت جديدة تؤثر على شكل الحكم وآفاق الاستقرار في القطاع.

ماذا عن الدور المصري في مفاوضات هدنة غزة مع إسرائيل؟

تمثل مفاوضات الهدنة في غزة عملية معقدة تتطلب جهودًا كبيرة للتوصل إلى توافق يُرضي جميع الأطراف، وهو ما جعل الدور المصري محوريًا في هذه العملية.

مصر، بتاريخها الدبلوماسي وخبرتها في التعامل مع أزمات غزة، تواصل قيادة جهود التهدئة والتوصل لحلول طويلة الأمد.

أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن مصر تتمتع بخبرة عميقة في التفاوض، خاصة في أزمات غزة المتكررة.

وأوضح الدويري أن مصر تمتلك فريقًا محترفًا تعامل مع الحروب الإسرائيلية الست السابقة على قطاع غزة، مما يجعلها على دراية كاملة بتفاصيل المشهد الميداني والسياسي.

هذه الخبرة جعلت مصر الدولة الأكثر قبولًا وثقة في التعامل مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، إضافة إلى دعمها الإقليمي والدولي.

رؤية مصر الشاملة للحل

مبدأ المرحلية والتدرج

طرحت مصر رؤية تعتمد على المرحلية والتدرج، حيث يتم تنفيذ خطوات متتالية لحل الأزمة. هذه الرؤية تأخذ بعين الاعتبار التعقيدات السياسية والميدانية في غزة.

حل شامل لمشكلة غزة

ليست مصر مهتمة فقط بالتوصل إلى هدنة مؤقتة، بل تسعى إلى وضع حل شامل لمعالجة جذور الأزمة الفلسطينية في القطاع.

الإلهام لمقترحات دولية

وفقًا للدويري، فإن المقترحات المصرية شكلت الأساس الذي استندت إليه خطة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو 2024، التي أصبحت تُنسب إليه لاحقًا.

لا تفوّت قراءة: قال “سأشعل الشرق الأوسط” فاشتعلت لوس أنجلوس: كيف ربطت الشعوب بين تصريحات ترامب وغزة؟

تعليقات
Loading...