في عيد ميلاد فيروز الـ90: عيوننا إليكِ ترحل وكل يوم معكِ يا “ملكة الصباح”
في 21 نوفمبر وُلدت “جارة القمر” و”قيثارة السماء” و”سفيرة العرب” و”ياسمينة الشام” و”ملكة الصباح”.. إنها المطربة اللبنانية العظيمة فيروز، التي ما يزال صوتها يملأ العالم سحرًا وجمالًا.
بدأت فيروز مسيرتها الفنية في سن الخامسة من عمرها، حيث كان أول ظهور لها في الإذاعة اللبنانية. ومنذ تلك اللحظة، أصبح صوتها علامة فارقة في تاريخ الموسيقى العربية.
وصفها النقاد بأنها أحدثت ثورة في الموسيقى العربية بأدائها المميز، واتسمت أغانيها ببساطة التعبير وعمق المعاني.
غنت فيروز للحب والجمال، للصباح المشرق، للشتاء الرومانسي، ولثورات الأمل في الوطن العربي.
كما كان لصوتها حصة كبيرة من العشق في قلوب اللبنانيين، حيث غنت للبنان الحبيب بكل تفاصيله وألوانه، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العربية.
وفي كل أغنية كانت تقدمها، كان صوتها يزداد استثنائية، مما جعلها تُحب أكثر وتُعشق أكثر.
عرفتنا على لبنان
فيروز، التي ولدت في أسرة بسيطة في قرية جبل الأرز في قضاء الشوف بلبنان، كانت بداية التعرف على تفاصيل بلدها من خلال كلمات أغانيها التي شكلت جزءًا أساسيًا من ثقافة الأجيال.
كانت أغانيها بمثابة طقس يومي بالنسبة للبنانيين وغيرهم، مثلما جاء في أغنيتها الشهيرة “بحبك يا لبنان”.
تغنت فيروز بحب وطنها بكل تفاصيله: “بحبك يا وطني بشمالك بجنوبك بسهلك، بحبك تسأل شو بني وشو اللي ما بني… يا وطني عندك بدي إبقى، يغيبوا الغياب إتعذب وإشقى، ويا محلا العذاب”.
وفي أغنيتها “لبنان الأخضر”، قدمت صورة رائعة لوطنها، قائلة: “من وين الحلوة العليانة ع الورد وأكتر، تتموج مثل النسـانة بجبال العنبر، بها الصحوة ترش غناني وتقول وتسكر، حليانة الدنيا حليانة بلبنان الأخضر”.
هذه الكلمات حملت جمال لبنان الطبيعي وأصالة أرضه، لترسخ في وجدان محبي فيروز وعشاق لبنان.
صوت الصباح
قال محمود درويش: “فيروز هي الأغنية التي تنسى دائمًا أن تكبر، هي التي تجعل الصحراء أصغر وتجعل القمر أكبر”.
وكان درويش يشير إلى صوتها المليء بالفرح، الذي جعل الناس يعتبرونه صوتًا صباحيًا هادئًا يفضلون الاستماع إليه في بداية اليوم.
لذلك، ننصحك عند شروق الشمس وأنت ممسك بكوب القهوة أن تستمتع بأغنيتها “راجعين يا هوى راجعين.. يا زهرة المساكين، راجعين يا هوى على نار الهوى.. على نار الهوى راجعين” أو “ننسم علينا الهوى من مفرق الوادي.. يا هوى دخل الهوى خذني على بلادي” لتمتع أذنك بروعة صباحها.
صوت الثورة
ومن الصباح والهدوء إلى الثورة، تبرز أغنية “زهرة المدائن” التي قدمتها فيروز للقدس بعد نكسة 67، وتظل واحدة من أشهر أغانيها حتى اليوم.
في الأغنية، تبدأ فيروز بالغناء لمدينة الصلاة، “زهرة المدائن”، ثم يعلو الإيقاع مع كلمات مثل “الغضب الساطع آت”، قبل أن تشدو قائلة: “البيت لنا والقدس لنا… للقدسِ سلام آتٍ”.
وتزداد المرارة في كلماتها: “لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي، لأجلك يا بهية المساكن… عيوننا إليكِ ترحل كل يوم، تدور في أروقة المعابد، وتمسح الحزن عن المساجد”.
صوت الشتاء
ومع الثورة والصباح وحب لبنان، رافقتنا فيروز أيضًا في الشتاء، بصوتها الدافئ وكلماتها التي تتناغم مع كآبة الموسم.
من أغانيها التي صممت خصيصًا لهذا الفصل، “حبيتك بالصيف وحبيتك بالشتا”، و”رجعت الشتوية” حيث قالت: “يا حبيبي الهوى مشاوير، وقصص الهوى متل العصافير”.
وفي أغنيتها “تلج تلج”، تغنت ببرودة الشتاء قائلة: “تلج تلج… عم بتشتِي الدنيا تلج، والنجمات حيرانين، وزهور الطرقات بردانين، والغيمات تعبانين، وع التلة خيمات مضويين”.
المشترك في كل هذه الأغاني هو أن فيروز كانت دائمًا خارج الزمان والمكان، تنقلنا إلى عالمها الخاص في كل مرة تغني فيها.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: هل “مهيب” في حب البنات كان مثالي ولا السيء في رواية أحدهم؟