منقذة الفنانين وبيت الملقنين: ماذا تعرف عن الـ”كمبوشة؟”

“الكمبوشة هي حياته كلها، ساعات ليله الساهرة، ومسرح صوته المهموس، وديوان خواطره المكبوتة وهو يلقي في سرعة لاهثة بكلمات جميع الأدوار لجميع الممثلين، فترتد إليه الكلمات من خلال فهمهم للنفوس التي يعرضونها على الناس من مواقفهم المرسومة المدروسة وخواطر نعمان المكبوتة هي في الواقع كل حياته، حياته الحقيقية، لا كممثل قديم وملقن مسرحي، ولا كزوج وأب الخمسة من أبناء يعالج مشكلة وجودهم من خلال معالجته المشكلة وجوده الكبرى”.

هكذا روى كتاب “شهيرة وقصص أخرى” لـ”سعد مكاوي” وهو يروي قصة نعمان التي قرر أن يكتب بدايتها من الـ”الكمبوشة”.

منجدة الفنانين وبيت الملقنين

ربما كنت على علم ودراية بالـ”كمبوشة” إذا رأيت “الملقن” يجلس بداخلها في إحدى المسرحيات، أو ربما لا تعرفها لأنها اختفت من العصر الحديث، ولكن في وصفها وفقًا للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون أنها عبارة عن” صندوق صغير مثبت في منتصف مقدمة خشبة المسرح مفتوح الفم من الجهة المواجهة للممثلين، ويدخل الملقن إلى الكمبوشة عن طريق باب في صندوق المسرح لكي يقوم بتقلين الممثلين دورهم دون أن يراه أو يسمعه المخرجون”

الكمبوشة

تعرف على أشهر ملقني المسرح في مصر مع الصندوق الذهبي، المعروف باسم " الكمبوشة" الذي لم يخلو منه أي مسرح عريق.

"الكمبوشة"
الليلة – 8 بتوقيت مكة المكرمة

Posted by ‎الجزيرة الوثائقية‎ on Sunday, February 21, 2021

وفي تصميمها فهي تكون مبنية لراحة الملقن بحيث يكون ساندًا بكتفيه على خشبة المسرح، وداخلها يكون احتياجات الملقن من كشافات الإضاءة وهناك كشاف أساسي وآخر احتياطى بالإضافة إلى السيناريو وزجاجة مياه، وإذا كان العرض من العروض الطويلة فلابد من كوب “ينسون”.

يردد وراء الفنان كلمات فقدها بفعل النسيان، ويتحرك وفق إشارة منه، وكأنه “يوسوس” له، وغالبًا يكون الملقن من أهل الكار‏، أي ممثلًا لم ينجح فسقط في الكمبوشة‏،‏ أو أحد مساعدي المخرج أو مساعدي مدير خشبة المسرح أو الكومبارس كما قال الأستاذ ألفريد فرج، في مقاله له بعنوان “ليالي الكمبوشة وما بعدها‏!‏”.

كما أنها كانت منقذة الفنانين فيحكى في كتاب “مشخصاتية مصر لـ”أيمن عثمان” موقف تعرض له يوسف وهبي على المسرح فيقول “تغيب استيفان روستي عن العرض، وباقي على فتح الستار عشر دقائق، ولا بديل أمام يوسف وهبي عن الاستعانة بذلك الرجل القابع كل مساء في الكمبوشة يلقن الممثلين أدوارهم، فهو الوحيد بعد مترجم النص الذي يمتلك دراية كاملة بشخوص المسرحية وتحركاتهم على خشبة المسرح وبالجمل الحوارية ومناسبتها”

فالملقن وكمبوشته كانوا عنصرًا مهمًا في المسرح، وعلى عاتقهم مسؤولية جودة النص دون تحريفه خاصًة وأن بعض الفنانين كانت ذاكرتهم ضعيفة مثل فريد شوقي الذي أحيانًا بمجرد دخوله المسرح يسأل عن الكمبوشة، ولكن اختفى الملقن واختفت الكمبوشة وأصبح السيناريو يعتمد أكثر على الارتجالية، فمن وجهة نظرك بعد أن تعرفت على الكمبوشة عن قرب، هل باختفائها تأثرت جودة النص المسرحي؟

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: الفكر والشعر والوتر: قصة مريانا مراش صاحبة أول صالون أدبي

تعليقات
Loading...