الحاجة فرحانة: شيخة المجاهدين في سيناء وعيون مصر أثناء الحرب
فرحانة حسين سالم سلامة الشهيرة بـ”أم داوود” أو “شيخة المجاهدين في سيناء” كما تحب أن يطلق عليها، تنتمي فرحانة التي تبلغ من العمر 105 سنوات إلى قبيلة الرياشات، وعملها الأصلي كانت التجارة بالأقمشة.
ولكن كان وراءه عمل آخر بدأ بعد نكسة 67 حيث هاجرت مع أسرتها و6 أسر أخرى إلى منطقة سمالوط بمحافظة البحيرة، وبعدها إلى مديرية التحرير حيث طلبت من الشيخ حسين أبو عرادة، أحد المجاهدين، منه التوسط لتؤدي دورًا وطنيًا لمصر.
وتتلخص قصة جهادها في القيام بنقل المعلومات والخرائط السرية إلى القيادة من عمق سيناء، فكانت بمثابة أقمار صناعية وعيون مصر لأنها كانت تقيم في مديرية التحرير وتذهب إلى سيناء بصورة مستمرة، حيث كانت تقطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، تصل إلى 40 كم وتستدل على الطريق والاتجاهات بضوء النجوم، وتخفي الرسائل داخل ملابسها بشكل دقيق.
السيدة فرحانة التي لديها 16 حفيدًا من أبنائها الثلاثة، استطاعت رصد تمركزات العدو وأعداد الدبابات والجنود رغم عدم إجادتها للقراءة والكتابة، ولكنها كانت تحفظ الرموز المطبوعة على سيارات العدو، وترسمها على الرمال، حتى تظل محفوظة بذاكرتها، وحاول أكثر من مرة جنود الاحتلال تجنيدها لصالحهم ولكنها استطاعت أن تخدعهم.
وموخرًا وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال احتفالية ذكرى انتصارات أكتوبر 2024، بإطلاق اسمها على أحد أحياء شمال سيناء وعلى أحد المشاريع التنموية في القاهرة لدورها البطولي في خدمة الوطن.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: من قلب لبنان: حكايات يعاصرها أهلها ولا يراها العالم