من نوبل إلى الهاكر: هل يستحق الذكاء الاصطناعي كل هذه الدهشة؟
مُنحت جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024 إلى ثلاثة علماء هم الأمريكي “ديفيد بيكر” والبريطاني “ديميس هاسابيس” والأميركي “جون جامبر”؛ تقديرًا لاختراقات في عالم البروتينات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والحوسبة، وعلى صعيد عالمي ومحلي بات “الذكاء الاصطناعي” محل خوف وقلق من أنه سيتسحوذ على نصيبنا من العمل وقد يجعلنا نصبح بلا أي وظيفة في المستقبل، وهذا يظهر بوضوح طبعا بعد “نوبل” للكمياء.
وأشادت لجنة الجائزة خلال الإعلان عن الفائزين في العاصمة السويدية استوكهولم، منذ يومين، بهؤلاء الباحثين الذين نجحوا (في فك رموز هياكل البروتين المذهلة)، وباكتشافاتهم التي (تقدم إمكانات هائلة).
وكان “بيكر”، من جامعة واشنطن الأمريكية، قد نجح في تحقيق إنجاز يكاد يكون مستحيلًا، وهو بناء أنواع جديدة تمامًا من البروتينات، كما طور “هاسابيس وجامبر”، من مختبر “غوغل ديب مايند” بالمملكة المتحدة، نموذجًا للذكاء الاصطناعي نجح في حل مشكلة عمرها 50 عامًا، وهي التنبؤ بالهياكل البنائية المعقدة للبروتينات، ما يحمل في طياته إمكانيات غير محدود.
من أين بدأ الأمر
يصور العالم الغربي بأن هذا إنجاز للذكاء الاصطناعي لا لمستخدمه، وكإنه لولا الذكاء ما كان هذا تم، ولكن بنظرةٍ حقيقة للأمر، فإن الأمر يعود إلى رسالة ماجستير تناولها العالم “seppo linnainmaa” في منتصف السبعينيات، أي قبل اختراع أدوات الذكاء الاصطناعي والحوسبة، لذا يجب التعامل مع أن الأمر ليس خارقًا، ولا معتمدًا على القوة الخارقة التي يمتلكها الذكاء بل على قدرة الإنسان على استخدامه بناءً على تراكمية العلم أي علم، لذا يجب التأكيد على أهمية تعلم أساسيات كل شيء لاستخدام الذكاء في تطويره أو تقليل سرعة الحصول على نتيجةٍ ما، وهذا ما يجب إدراكه فعلًا من قصة نوبل الأخيرة والنظر إلى أهمية التراكمية في العلم، أما في العالم العربي تحول الأمر إلى شيء سلعوي الطابع نسبة إلى التسليع، قدرة تتجدد مع كل حدث يخص الحوسبة بأن مسألة وقت وسيستحوذ على كل ما نملك، ولكن هذا حقيقي فعلًا؟
الذكاء الاصطناعي علم بلا تعلم
يصور البعض أن الذكاء الاصطناعي هو علم لا يحتاج سوى إلى تعلم سريع، وبعدها سنصبح جميعًا “هاكر” أو قادرين على التلاعب بأي حسابات، أو على أقل حال قادرين على حصد أموال كثيرة، والبعض الأخر عربيًا كما أشرنا أعلاه يشعر بأنه أما يهدده أو سيوفر له المال سريعًا.
ولكن حقيقة الأمر أن تعلم البرمجة والحوسبة أمر شاق للغاية، والوصول إلى تعلم لغة واحدة من لغات البرمجة يحتاج إلى مجهود كبير لإتقان استخدامها، لذا دائمًا ما يجب أن يكون عند الإشارة إلى تعلم الحوسبة أو الذكاء الاصطناعي هو إنه علم شاق ويحتاج إلى تراكم معرفي من مختلف أنواع العلوم التي تشتبك معه، وهذا يطرح تساؤلًا آخر حول إذا من الممكن أن نجد عربيًا ينال الجائزة مرة أخرى في هذا الجانب بالتحديد أي بالاعتماد على الحوسبة؟
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: شريحة بدون شريحة: ماذا عن مميزات وطريقة تشغيل “eSIM” ؟